أنشأت مجموعة من الناشطين العاملين في مؤسسة "توادّوا" الخيرية المحلية، مدينة للألعاب تحت الأرض باسم "أرض الطفولة"، في مدينة عربين، بمحافظة ريف دمشق، بغية تأمين جو مناسب للأطفال للهو واللعب، دون الخوف من قصف قوات النظام السوري، الذي ما انفك يقصف المنطقة منذ أكثر من 3 سنوات.
وتبلغ مساحة المدينة نحو ألف متر مربع، تتصل ببعضها عبر أنفاق لحماية الأطفال من القصف، ويشرف عليها مهندسون مختصون يعملون على تجهيز جو قريب نسبيا من جو الحدائق، وسط صعوبات في تأمين المواد اللازمة، في ظل الحصار الذي يفرضه النظام السوري على منطقة الغوطة الشرقية (تضم عربين) منذ أكثر من عامين.
ويتضمن المشروع عدة أقسام يتم تجهيزها للأطفال حسب أعمارهم، كما يحتوي على مدرّج للعروض والمحاضرات التوعوية والتدريب النفسي، ويتم الدخول إليها برسوم رمزية.
وتستوعب المدينة من 400 إلى 700 طفل في جميع الأقسام، كما ينطوي المشروع على هدف توعوي للأطفال الذين حرمتهم الظروف من التعليم، إلى جانب تأمين عمل لحوالي خمسين شخصا من سكان المنطقة.
وأفاد أبو عمار الحاج علي مدير مؤسسة "توادّوا"، إن خلق مساحة ترفيه ونشاط آمنة للطفل والعائلة، وخاصة مع انخفاض دخل الأسر ومستواها المعيشي، كان السبب الرئيسي لبناء مدينة ملاهي “أرض الطفولة”.
وأوضح الحاج علي، أن “معظم العائلات غير قادرة على تلبية متطلبات أبنائها الأساسية، فكيف بشراء الألعاب والترفيه، كما تعاني المدارس من نقص في الجوانب الحركية للطفل، والاهتمام بالعلاقة بين الجانبين النفسي والحركي، ونشاطات تفريغ طاقات الطفل خلال الحرب، رغم وجود عشرات المتطوعين لهذا العمل”.
وأضاف الحاج علي أن “عدم توفر مكان مناسب لتلك النشاطات جعلها مقتصرة على التلوين والرسم، وهو ما دفعنا – بعد دراسة متأنية وواقعية – إلى إنشاء مدينة الملاهي مستعينين بمختصين في هذا المجال”.
من جانبه لفت المهندس المشرف على المشروع، ياسين البوشي، إلى العوائق التي واجهت المشروع، وأهمها اختيار المكان المناسب والآمن، حيث تم في النهاية ربط قبوين تحت بناءين منفصلين بنفق للحصول على المساحة المطلوبة.
وأضاف البوشي، أن المشكلة الثانية التي واجهتهم، هي “توفير المواد اللازمة للعمل، بسبب نقص الإسمنت في الغوطة الشرقية، ما اضطرنا لاستخدام الطين مع القش للإكساء، في حين أن المعادن المستخدمة في المشروع جلبت من مكب للمعادن في المنطقة وأعيد تدويرها لتكون صالحة للاستخدام”.
تجدر الإشارة إلى أن غوطة دمشق، عبارة عن مساحة واسعة من البساتين والأراضي الزراعية، تحيط بالعاصمة السورية عبر التاريخ، وشكّلت ضواحيها في العصر الحديث.