لبنان: ضبط عصابة ابتزاز واغتصاب أطفال بينها "Tiktoker" شهير وسط موجة غضب
- السلطات اللبنانية تكثف جهودها لمكافحة جرائم الابتزاز والاعتداءات الجنسية ضد القصر، حيث أسفرت التحقيقات عن توقيف ستة أشخاص وتستمر لتوقيف باقي أفراد العصابة.
- الحادثة تبرز الحاجة لتشديد الرقابة الأسرية والمجتمعية على استخدام الأطفال للتكنولوجيا، تحديث القوانين، وتشديد العقوبات على مرتكبي هذه الجرائم، مع التأكيد على أهمية حماية الضحايا وتقديم الدعم لهم.
ضبطت السلطات اللبنانية، أمس الأربعاء، عصابة ابتزاز واغتصاب تستدرج الأطفال والقصّر بهدف اغتصابهم وتصويرهم وإجبارهم على تعاطي المخدرات، بين أفرادها "تيك توكر" شهير وثلاثة قُصَّر ذائعو الصّيت على تطبيق تيك توك (TikTok)، من جنسيّات مختلفة، ما أثار موجة من الغضب والاستياء من حالة الانحدار الأخلاقي والمجتمعي والانفلات الأمني.
وجاء اعتقال عصابة ابتزاز واغتصاب الأطفال بعد سلسلة القضايا المماثلة التي شهدتها البلاد، من قضية الطفلة لين طالب وغيرها، وسط دعوات متكررة لفضح كل متورط في هذه الجرائم البشعة وضرورة إنزال أشد العقوبات بحق المغتصبين والمعتدين الذين يتربصون بأطفال أبرياء ويصطادونهم خلف شاشات الهواتف ومنصات التواصل الاجتماعي.
عصابة ابتزاز واغتصاب تستهدف الأطفال
ووفقاً لبيان المديريّة العامّة لقوى الأمن الداخلي اللبناني – شعبة العلاقات العامّة، يوم أمس، فقد تم "توقيف أشخاص مشتبه بضلوعهم بقضايا ابتزاز واعتداءات جنسيّة على قُصَّر من قبل مكتب مكافحة جرائم المعلوماتيّة، بمؤازرة المجموعة الخاصّة في وحدة الشرطة القضائيّة".
توقيف أشخاص مشتبه بضلوعهم بقضايا ابتزاز واعتداءات جنسيّة على قٌصَّر من قبل مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتيّة بمؤازرة المجموعة الخاصّة في وحدة الشرطة القضائيّة.#قوى_الامن
— قوى الامن الداخلي (@LebISF) May 1, 2024
وأشار البيان إلى أنه "في إطار العمل المستمرّ الذي تقوم به قوى الأمن الداخلي لمكافحة جميع أنواع الجرائم، وبعد توافر معلومات لدى مكتب مكافحة جرائم المعلوماتيّة وحماية الملكيّة الفكريّة في قسم المباحث الجنائيّة الخاصّة التابع لوحدة الشرطة القضائيّة، وبعد ادّعاء عدد من القاصرين لدى النيابة العامّة حول تعرّضهم لاعتداءات جنسيّة، وتصوير، من قبل أفراد إحدى العصابات المنظّمة، بالإضافة إلى إجبارهم على تعاطي المخدّرات في فنادق عدّة، ونتيجة المتابعة وجمع المعلومات التي استمرّت حوالي الشهر تقريباً، تمكّن المكتب المذكور بمؤازرة من المجموعة الخاصّة في الوحدة عينها، لغاية تاريخه، من توقيف ستة أشخاص في بيروت وجبل لبنان والشمال، من بينهم ثلاثة قُصَّر ذائعو الصّيت على تطبيق تيك توك (TikTok)، وهم من جنسيّات لبنانيّة وسوريّة وتركيّة". وكشف البيان ذاته أن "التحقيق مستمرّ بإشراف القضاء المختصّ، والعمل جارٍ لتوقيف جميع أفراد العصابة".
بعض التفاصيل عن عصابة اغتصبت عشرات الاطفال، وتم توقيف ٦ اشخاص منها حتى اللحظة.. وعن افادة أحد الاطفال عن كيف يتم الاستدراج وماذا يوجد في "الشاليه"#جورج_مبيض@radwanmortada pic.twitter.com/AEUFbgvpAD
— أحمد سرحان (@ahmadserhann) May 1, 2024
وأوضحت مصادر خاصة بـ"العربي الجديد"، أنه "لم تتم معرفة عدد أفراد العصابة المتورطة بهذه الجرائم لغاية الساعة، لكن التحقيقات جارية، وكل موقوف سيجر الآخرين. فلا يزال هناك أفراد مشتبه بهم في القضية". وبشأن عدد الضحايا من الأطفال، أوضحت المصادر أنه "لا يمكن تحديده بعد، لكن الذين تقدموا بشكاوى وبلاغات لغاية يوم أمس الأربعاء، هم نحو ثمانية أطفال. أما عن الإجراءات والتدابير فالقرار عند الجهات القضائية المختصة".
التيك توك خ_طر على الأجيال..
— Bila Rakaba (@BilaRakaba) May 2, 2024
التيك توك ها_دم الأجيال..
التيك توك آفة العصر..
احموا أولادكم..
اوقفوا هذا التطبيق اللعين..
السافل المج_رم #جورج_مبيّض وعصابته.. pic.twitter.com/87arwl5n6q
وفي اتصال لـ"العربي الجديد "، فضّلت رئيسة الاتحاد لحماية الأحداث في لبنان أميرة سكر "الالتزام بالسرية" بخصوص قضية ضبط عصابة ابتزاز واغتصاب الأطفال، وقالت: "نؤكد أنه تتم متابعة الأطفال من قبلنا كاتحاد، لكن الموضوع سرّي جداً. ونشد على أيدي القوى الأمنية، مع تقديم كامل الاحترام للقاضية غادة عون على متابعتها. ويهمنا مصلحة الأحداث وسلامتهم أولاً، لأن القضية كبيرة، وما زالت التحقيقات جارية، وستكشف العديد من المعطيات قريباً. لكن لا يمكننا اليوم أن نجيب أو نعطي أي معلومات، لكي لا نلحق الضرر بالتحقيق". ولفتت سكر إلى أن "قانون حماية الأحداث المخالفين للقانون أو المعرضين للخطر رقم 422/2002، هو القانون المعني بحماية الأحداث في لبنان، إلى جانب قانون جرائم المعلوماتية، حيث يُستعان ببعض المواد للمواءمة مع قانون الأحداث".
وكانت معلومات قد انتشرت عبر المواقع والمنصات الإلكترونية تتحدث عن أن "عصابة ابتزاز واغتصاب الأطفال والقصر منظمة وتتألف من 30 شخصاً يمتهنون تجارة الممنوعات واغتصاب الأطفال، وعن أن 30 طفلاً تعرضوا للاغتصاب".
من المحال فصل الانهيار السياسي والأمني والقضائي والاقتصادي والمالي
— Mona Abou Hamze (@MonaAbouHamze) May 1, 2024
عن الانهيار الاجتماعي والاخلاقي.
هكذا أثبت التاريخ وهذا ما أثبتته التجارب وما يثبته الحاضر والآتي اعظم!
فشكراً لمن أوصلنا لهذي الحال من أعلى الهرم ( إن كان من أعلى) إلى أسفله#جورج_مبيض pic.twitter.com/IkTNx85F6M
بدوره، شدد الناشط الحقوقي المحامي باسل عباس على "أهمية الدور الرقابي للأهل ومتابعة ما يشاهده أطفالهم وما يستخدمونه من تطبيقات، خصوصاً أن المنهج التعليمي بات يعتمد على التكنولوجيا، وأن عدداً من الأهالي يسكت أطفاله بمنحهم الهواتف"، ورأى في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "العقوبة على جرائم التحرش الجنسي والاغتصاب في القانون اللبناني لا تزال غير كافية، والنصوص ما زالت ضعيفة في ما يتعلق بالقضايا الإلكترونية. لذلك يجب تشديد العقوبة أكثر وعدم التهاون في تطبيقها، وتحديث القوانين بما يتماشى مع التطور السريع لوسائل التكنولوجيا"، وناشد "المجتمع المدني تشكيل قوة ضغط بوجه التدخلات السياسية، ما يساهم في إحراج القضاء والسلطات اللبنانية كي لا تتم لفلفة القضية".