واحتشد متظاهرون من مختلف الجنسيات في لندن للمطالبة بوقف الأعمال الإجرامية ضد الشعب السوري، ورفع المشاركون أعلام الثورة السورية، وطالبوا أيضا روسيا وإيران بالخروج الفوري من سورية.
وبحسب تعبير المتظاهرين الذين وصل عددهم لأكثر من ألف شخص، فإن أميركا لم تفعل شيئاً لإنقاذ سورية ووقف نزيف الدم.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "بوتين والأسد يساوي هتلر"، و"كفى رمي القنابل على الشعب"، ووقفوا دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء السوريين.
كذلك استمع المتظاهرون إلى رسائل صوتية من حلب تطالب بإنقاذ المدينة من القصف الروسي وقصف النظام.
ونظَّم المئات من أبناء الجالية السورية في هولندا، اليوم، تظاهرة في ساحة الدام، وسط العاصمة أمستردام، للتضامن مع مدينة حلب التي تتعرض لهجمة شرسة من النظام السوري وحلفائه الإيرانيين والروس.
وشهدت التظاهرة التي دعت إليها لجنة دعم الثورة السورية في هولندا، مشهدا تمثيلياً يحاكي الواقع الذي يعيشه أهالي وسكان مدينة حلب. واستخدم الناشطون في المشهد الطحين والطلاء الأحمر للدلالة على القصف والدمار وآثار الدماء التي ترتسم على وجوه الضحايا في أحياء حلب، وهو ما جلب انتباه المارة من الهولنديين والأوروبيين.
وألقت الناشطة والكاتبة الهولندية، ديسانا فان برديدارودا، كلمة لجنة دعم الثورة السورية، واصفةً الدمار اليومي الذي تعيشه مدينة حلب وسائر المدن السورية، وذكرت أن ما تشهده سورية هو فيلم لم يُعرض حتى في هوليوود.
وقالت ديسانا، لـ"العربي الجديد"، إن لجنة دعم الثورة اجتمعت مع ممثلي العلاقات الخارجية في البرلمان الهولندي في بداية شهر سبتمبر / أيلول الماضي، وناقشت معهم الملف السوري، حيث أكد أعضاء البرلمان أن اللاعبين المؤثرين في الملف السوري هم الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وإيران.
كما شارك في التظاهرة عدد من النشطاء والمواطنين الهولنديين المتعاطفين مع القضية السورية، وألقت المتحدثة باسم منظمة "الباكس" في هولندا، ماريولاين فايننج، كلمة طالبت فيها المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف شلالات الدماء وجرائم الحرب التي تجري على الأراضي السورية ووقف معاناة السوريين التي بدأت منذ أكثر من خمس سنوات.
وذكرت فايننج أن روسيا التي تستخدم الأسلحة الفتاكة والقنابل العنقودية والفوسفورية، هي المسؤول الأول عن المجازر وقصف المشافي في حلب، وبيّنت أن القصف كان قد بدأ قبل أكثر من سنة وازداد خلال الأسبوع الماضي، وهو ما زاد عدد الضحايا بشكل ملحوظ.
وقالت فايننج، لـ"العربي الجديد"، إن ممثلين من منظمة "الباكس" اجتمعوا، أمس الجمعة، مع القنصل الروسي في مدينة لاهاي بهولندا، وطالبوا بوقف القصف الروسي والسوري على الشعب الأعزل في حلب، وأضافت أن الموقف الهولندي بالنسبة لسورية هو موقف إيجابي، حيث تحاول مع بريطانيا وفرنسا دعم السوريين وموقفهم بالأمم المتحدة.
واختتمت التظاهرة بمشهد تمثيلي ثانٍ، ظهر فيه سكانٌ مدنيون يعيشيون حياتهم الطبيعية قبل أن تبدأ حالة هستيرية من القصف بالصواريخ والطائرات، أدى لسقوط جرحى وقتلى، بحسب ما أظهر المشاركون في المشهد، وسط ذهول من قبل المارة.
وفي كولونيا، تجمع المتظاهرون: سوريون وألمان، أمام الكاتدرائية الأثرية في المدينة، وسط ترديد هتافات منددة بالغارات، وهم يحملون في أيديهم أعلام المعارضة السورية.
ووصف المتظاهرون "الظلم الذي يعيشه سكان حلب تحت أنظار العالم بالوحشي"، معبرين عن شكرهم لتركيا ورئيسها، رجب طيب أردوغان، لدعم ومساعدة الشعب السوري، وفق المتظاهرين.
كما رفع المحتجون لافتات كتبت عليها عبارات من قبيل "سورية حرة" و"نريد الحرية"، و"أنقذوا حلب"، منددين بـ"قتل النظام وروسيا للمدنيين، وصمت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، تجاه الأحداث في سورية".
واستلقى المتظاهرون على الأرض، حاملين معهم دمى لأطفال وملابس عليها ألوان حمراء في إشارة للدم، لتجسيد حالة المواطنين في حلب.
وفي حديثٍ لوكالة "الأناضول" على هامش الفعالية، قال معتصم جسري، أحد المنظمين للتظاهرة، إن "أكثر من 100 شخص يقتلون في حلب يوميا على مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي اكتفى بدور المتفرج على هذه الوحشية".
وأوضح جسري أن تظاهرتهم جاءت لتسليط الضوء على الأوضاع في حلب، ولمطالبة العالم بوقف نزيف الدم في سورية، مضيفاً أن "النظام السوري يقتل شعبه، لا سيما أهالي حلب، وذلك بالتعاون مع روسيا وإيران وحزب الله اللبناني".
إلى ذلك، دعت الكويت، اليوم، مجلس جامعة الدول العربية إلى عقد جلسة فورية وطارئة على مستوى المندوبين، لبحث الأوضاع الإنسانية المتدهورة في مدينة حلب.
وقالت وزارة الخارجية الكويتية، في بيان، إنها دعت أيضاً منظمة التعاون الإسلامي إلى عقد مثل تلك الجلسة الفورية والطارئة للجنة التنفيذية لها على مستوى المندوبين.
ومنذ إعلان النظام السوري في 19 سبتمبر/ أيلول الماضي انتهاء هدنة توصل إليها الجانبان الروسي والأميركي في 9 من الشهر ذاته، تشن قواته ومقاتلات روسية، حملة جوية عنيفة متواصلة على أحياء حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، تسببت بمقتل وإصابة مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، بعد وقف هش لإطلاق النار لم يصمد لأكثر من سبعة أيام.
كذلك تعاني أحياء حلب الشرقية، الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، حصاراً برياً من قبل قوات النظام السوري ومليشياته بدعم جوي روسي، منذ أكثر من 20 يوماً، وسط شح حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية، وهو ما يهدد حياة نحو 300 ألف مدني موجودين فيها.