مع ارتفاع عدد مدمني المخدرات في روسيا ووصولهم إلى نحو 7.5 ملايين شخص وانخفاض أعمار المدمنين إلى سن المراهقة، تتزايد النقاشات حول اللجوء إلى علاج الإدمان عن طريق استبدال الهيروين بالميثادون، ليتناوله المدمنون تحت إشراف الأطباء إلى حين إعادة تأهيلهم.
حظيت المبادرة المثيرة للجدال بدعم من الهيئة الفيدرالية الروسية لتنفيذ العقوبات، إذ اعتبر نائب مديرها الأول، أناتولي رودي، أخيراً، أنّ العلاج البديل سيمنع المدمنين من ارتكاب جرائم سرقة بحثاً عن قيمة الجرعة، بل سيحصلون عليها مجاناً من الصيدليات، ما سيساعد في القضاء على سوق المخدرات.
اقــرأ أيضاً
ولمّا كان القانون الجنائي الروسي لا يعاقب تعاطي المخدرات، إنما يعاقب حيازتها فقط بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، كما أنّ العقوبة عن توزيعها تصل إلى السجن المؤبد، اعتبر رودي أنّ السياسة "الإنسانية" لمكافحة المخدرات قد تكون أكثر فاعلية من الأساليب القانونية، مشيراً إلى أنّ "هذا سوق ولا يمكن مكافحته إلا في السوق".
وبالرغم من أنّ العلاج البديل يعد مرخصاً في أغلب الدول الغربية، يثير مثل هذه المبادرات جدالاً ورفضاً في الأوساط الاجتماعية والطبية الروسية لاعتقادها أنّه يعني، في الواقع، تصريحاً بتناول المواد المخدرة عبر المنظومة الطبية.
وفي هذا الإطار، يشير نائب رئيس صندوق "مدينة بلا مخدرات" بمدينة يكاترينبورغ الروسية، دميتري بافلوف، إلى أنّ اعتماد العلاج البديل سيكون بمثابة استبدال مرض بآخر، معتبراً أنّ الأموال التي سيجري إنفاقها في سبيل ذلك، يمكن استثمارها في تطوير منظومة إعادة تأهيل المدمنين. يقول لـ"العربي الجديد": "هذه الفكرة حمقاء، فكأنّنا نصيب مريضاً بمرض آخر من دون علاجه، وذلك على نفقة دافعي الضرائب. من الأفضل تخصيص هذه المبالغ لتطوير منظومة إعادة التأهيل".
حول العقبات أمام إقامة منظومة فعالة لعلاج الإدمان في إطار القوانين السارية حالياً، يضيف: "يتعذر علاج الإدمان بفاعلية في الإطار القانوني الحالي، إذ لن تتحقق إلا بحجز المدمن وعزله لنحو عام تقريباً. يشبه الإدمان الوقوع في غرام فتاة، ولا يمكن التخلص منه إلا بالعزل وبمرور الزمن. لذلك، فإن 70 في المائة ممن يقضون عاماً بمركزنا، لا يعودون إلى تعاطي المخدرات مرة أخرى. لكن، هناك من يشعرون بثقة مفرطة في أنفسهم ويغادرون بعد ثلاثة أشهر، فيعود 95 في المائة منهم إلى تعاطي المخدرات".
إلى جانب الصعوبات في علاج الإدمان، يحذر بافلوف من تراجع أعمار المدمنين من العشرينيات إلى سن المراهقة، معيداً الظاهرة الخطيرة إلى توافر حيز كبير من أوقات الفراغ لدى الشباب وضعف الرقابة من قبل أولياء الأمور، بالإضافة إلى سعي تجار المخدرات إلى زيادة أرباحهم.
يقول نائب رئيس الصندوق الذي استقبل نحو 7 آلاف حالة منذ عام 1998: "كان الأطفال في الأجيال السابقة منهمكين في القراءة ومختلف أنواع الأنشطة والرحلات، لكنّ الأجيال الحالية يتوافر لديها حيز كبير من وقت الفراغ بلا رقابة من أولياء الأمور". وحول كيفية تأثير جشع تجار المخدرات في اتساع رقعة الظاهرة، يضيف: "تجارة المخدرات عبارة عن بزنس يحقق إيرادات هائلة، وهناك أساليب كثيرة لتوريط الشباب في تعاطيها، ويمكن لمدمن واحد أن يورط 30 آخرين في ظرف عام. يجرب الأطفال والمراهقون المخدرات، ثم يدمنون عليها. المخدرات الخفيفة هي دائماً الطريق إلى المخدرات الثقيلة، إذ إنّ من جرب الماريجوانا، سيرغب في تجربة أحاسيس جديدة أيضاً. في المقابل، يصعب إقناع شخص في الثلاثين من عمره بأن يجرب المخدرات إذا لم يكن قد تعاطاها من قبل. وبذلك، بات أغلب المدمنين تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاماً، وهناك بعض الحالات بين 9 أعوام و12".
يوضح أنّ انخفاض أعمار المدمنين يزيد أيضاً من صعوبة اندماجهم في سوق العمل بعد علاجهم: "سابقاً، كان المدمنون يبدأون تعاطي المخدرات بعد تدربهم على مهنة معينة، فبعد استكمال علاجهم، كانوا يجدون عملاً خلال أسبوعين. أما الآن، فيبدأ المراهقون بتعاطي المخدرات قبل استكمال تعليمهم وإجادة أي مهنة".
اقــرأ أيضاً
بحسب الأرقام المعلنة، فإنّ عدد متعاطي المخدرات في روسيا سجل ارتفاعا من نحو 6 ملايين شخص في عام 2012 إلى أكثر من 8 ملايين في عام 2014، قبل أن يتراجع إلى نحو 7.5 ملايين في عام 2016. وعلى الرغم من هذا التراجع الطفيف، سجل عدد المدمنين بين القاصرين ارتفاعاً بنسبة 60 في المائة، ما أدى إلى فتح نقاشات على أعلى مستوى في الدولة الروسية. مع ذلك، يقلل، بافلوف، من دقة هذه الأرقام بالرغم من ارتفاعها، مرجحاً أن يصل مجموع من يتناولون المخدرات في روسيا إلى 10 ملايين شخص.
حظيت المبادرة المثيرة للجدال بدعم من الهيئة الفيدرالية الروسية لتنفيذ العقوبات، إذ اعتبر نائب مديرها الأول، أناتولي رودي، أخيراً، أنّ العلاج البديل سيمنع المدمنين من ارتكاب جرائم سرقة بحثاً عن قيمة الجرعة، بل سيحصلون عليها مجاناً من الصيدليات، ما سيساعد في القضاء على سوق المخدرات.
ولمّا كان القانون الجنائي الروسي لا يعاقب تعاطي المخدرات، إنما يعاقب حيازتها فقط بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، كما أنّ العقوبة عن توزيعها تصل إلى السجن المؤبد، اعتبر رودي أنّ السياسة "الإنسانية" لمكافحة المخدرات قد تكون أكثر فاعلية من الأساليب القانونية، مشيراً إلى أنّ "هذا سوق ولا يمكن مكافحته إلا في السوق".
وبالرغم من أنّ العلاج البديل يعد مرخصاً في أغلب الدول الغربية، يثير مثل هذه المبادرات جدالاً ورفضاً في الأوساط الاجتماعية والطبية الروسية لاعتقادها أنّه يعني، في الواقع، تصريحاً بتناول المواد المخدرة عبر المنظومة الطبية.
وفي هذا الإطار، يشير نائب رئيس صندوق "مدينة بلا مخدرات" بمدينة يكاترينبورغ الروسية، دميتري بافلوف، إلى أنّ اعتماد العلاج البديل سيكون بمثابة استبدال مرض بآخر، معتبراً أنّ الأموال التي سيجري إنفاقها في سبيل ذلك، يمكن استثمارها في تطوير منظومة إعادة تأهيل المدمنين. يقول لـ"العربي الجديد": "هذه الفكرة حمقاء، فكأنّنا نصيب مريضاً بمرض آخر من دون علاجه، وذلك على نفقة دافعي الضرائب. من الأفضل تخصيص هذه المبالغ لتطوير منظومة إعادة التأهيل".
حول العقبات أمام إقامة منظومة فعالة لعلاج الإدمان في إطار القوانين السارية حالياً، يضيف: "يتعذر علاج الإدمان بفاعلية في الإطار القانوني الحالي، إذ لن تتحقق إلا بحجز المدمن وعزله لنحو عام تقريباً. يشبه الإدمان الوقوع في غرام فتاة، ولا يمكن التخلص منه إلا بالعزل وبمرور الزمن. لذلك، فإن 70 في المائة ممن يقضون عاماً بمركزنا، لا يعودون إلى تعاطي المخدرات مرة أخرى. لكن، هناك من يشعرون بثقة مفرطة في أنفسهم ويغادرون بعد ثلاثة أشهر، فيعود 95 في المائة منهم إلى تعاطي المخدرات".
إلى جانب الصعوبات في علاج الإدمان، يحذر بافلوف من تراجع أعمار المدمنين من العشرينيات إلى سن المراهقة، معيداً الظاهرة الخطيرة إلى توافر حيز كبير من أوقات الفراغ لدى الشباب وضعف الرقابة من قبل أولياء الأمور، بالإضافة إلى سعي تجار المخدرات إلى زيادة أرباحهم.
يقول نائب رئيس الصندوق الذي استقبل نحو 7 آلاف حالة منذ عام 1998: "كان الأطفال في الأجيال السابقة منهمكين في القراءة ومختلف أنواع الأنشطة والرحلات، لكنّ الأجيال الحالية يتوافر لديها حيز كبير من وقت الفراغ بلا رقابة من أولياء الأمور". وحول كيفية تأثير جشع تجار المخدرات في اتساع رقعة الظاهرة، يضيف: "تجارة المخدرات عبارة عن بزنس يحقق إيرادات هائلة، وهناك أساليب كثيرة لتوريط الشباب في تعاطيها، ويمكن لمدمن واحد أن يورط 30 آخرين في ظرف عام. يجرب الأطفال والمراهقون المخدرات، ثم يدمنون عليها. المخدرات الخفيفة هي دائماً الطريق إلى المخدرات الثقيلة، إذ إنّ من جرب الماريجوانا، سيرغب في تجربة أحاسيس جديدة أيضاً. في المقابل، يصعب إقناع شخص في الثلاثين من عمره بأن يجرب المخدرات إذا لم يكن قد تعاطاها من قبل. وبذلك، بات أغلب المدمنين تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاماً، وهناك بعض الحالات بين 9 أعوام و12".
يوضح أنّ انخفاض أعمار المدمنين يزيد أيضاً من صعوبة اندماجهم في سوق العمل بعد علاجهم: "سابقاً، كان المدمنون يبدأون تعاطي المخدرات بعد تدربهم على مهنة معينة، فبعد استكمال علاجهم، كانوا يجدون عملاً خلال أسبوعين. أما الآن، فيبدأ المراهقون بتعاطي المخدرات قبل استكمال تعليمهم وإجادة أي مهنة".
بحسب الأرقام المعلنة، فإنّ عدد متعاطي المخدرات في روسيا سجل ارتفاعا من نحو 6 ملايين شخص في عام 2012 إلى أكثر من 8 ملايين في عام 2014، قبل أن يتراجع إلى نحو 7.5 ملايين في عام 2016. وعلى الرغم من هذا التراجع الطفيف، سجل عدد المدمنين بين القاصرين ارتفاعاً بنسبة 60 في المائة، ما أدى إلى فتح نقاشات على أعلى مستوى في الدولة الروسية. مع ذلك، يقلل، بافلوف، من دقة هذه الأرقام بالرغم من ارتفاعها، مرجحاً أن يصل مجموع من يتناولون المخدرات في روسيا إلى 10 ملايين شخص.