كثيرةٌ هي المدارس في تونس التي تشكو انعدام المياه الصالحة للشرب. يُقارب عدد هذه المدارس الـ120، وتقع غالبيتها في المناطق الريفية والجبلية والمناطق النائية، وذلك بحسب إحصائيات للكوادر المختصة في كل من وزارتي الفلاحة والتربية.
وبلغ عدد المدارس غير المزودة بالمياه النظيفة من قبل الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه والمجامع المائية حوالى 300 مدرسة، من جملة 2735 أخرى موجودة في مناطق ريفية، وفق الإحصائيات عينها، التي تتمتع بآبار أو صهاريج مياه كبيرة.
وقالت جمعية "فرحة للتلميذ" في محافظة قفصة إن "غالبية المدارس الموجودة في الشمال الغربي والجنوب التونسي، على غرار محافظة قفصة التي تضم 102 مدرسة ريفية، والتي لا تتزود بالمياه الصالحة للشرب، تتوزّع في إحدى عشرة معتمدية". ولفتت إلى أنه عادة ما يتم "جلب مياه الشرب إلى تلك المدارس، بالاعتماد على عربات لنقل المياه في صهاريج حديدية، ووضعها في أخرى بلاستيكية، وسط انعدام الظروف الصحية الملائمة". ولا حيلة لمديري المدارس، وفقاً لتقرير الجمعية، غير التذمّر جراء غياب الاعتمادات اللازمة لتأمين مياه الشرب.
أمراض
وعمد الأهالي في عدد من المناطق الريفية، مع بدء العام الدراسي، إلى تنفيذ وقفات احتجاجية أمام المدارس الابتدائية التي تفتقر إلى المياه الصالحة للشرب، مطالبين بتوفير المياه لأبنائهم، وخصوصاً أن عدم توفرها أدى إلى ظهور إصابات بمرض البوصفير، عدا عن إصابة 121 تلميذا بمرض التهاب الكبد الفيروسي في قفصة.
من جهة أخرى، عُلّقت الدراسة في بعض المدارس جراء تفشي الأمراض. وأُصيب 11 تلميذا بمرض البوصفير في إحدى المدارس في مدينة المحرس في محافظة صفاقس جنوب البلاد، أحدهم في حالة حرجة، فيما خضع 12 آخرون للفحوصات الطبية والتحاليل، وفق مصادر طبية. والسبب هو شربهم مياهاً ملوثة من أحد الآبار في المدرسة، لم يخضع للرقابة الصحية منذ مدّة طويلة.
وقال أحد التربويين في المدرسة إن "سبب المرض هو عدم توفّر المياه الصالحة للشرب، مما يدفع التلاميذ إلى الاعتماد على مياه البئر التابعة للمدرسة، علماً أنها لا يتم تنظيفها إلا نادراً. عدا عن غياب الرقابة الطبية واللقاحات للتلاميذ".
يُذكر أن غياب المياه الصالحة للشرب في عدد من المدارس القرويّة أدى إلى إصابة ما لا يقل
عن 560 تلميذا خلال الفترة الممتدة بين 16 سبتمبر/أيلول و29 نوفمبر/تشرين الأول عام 2013 بأنواع مختلفة من الأمراض، منها الجرب والتهاب الكبد الفيروسي والتسمم الغذائي الجماعي.
ووفقاً لخارطة الإصابات التي أوردتها إدارة الطب المدرسي والجامعي في وزارة الصحة العامة، فإن عدد الإصابات خلال الفترة المذكورة تضاعف مئات المرات، مقارنة بالفترة نفسها خلال عام 2012، الذي سجّل 76 إصابة. وبيّن رئيس جمعية "فرحة" في قفصة، معز الزيدي، لـ"العربي الجديد" أن "أكثر من 40 في المائة من حالات العدوى بالبوصفير تتم في المدارس الريفيّة عبر المراحيض"، مؤكداً أن "إنقاذ الوضع الصحي في المدارس القرويّة ممكن، إن توفّرت الإمكانيات والدّعم المالي، إضافة إلى توفير التجهيزات الخاصة لجلب وتوفير المياه الصالحة للشرب".
دراسة
في السياق، أكد المدير العام للهندسة الريفية في وزارة الفلاحة، رضا قبوج، لـ"العربي الجديد" أنه "تم تشكيل لجنة لإعداد دراسة كاملة لحاجات مختلف المدارس في المناطق الريفية". وأضاف "سيخصص تقريباً يوم كامل لكلّ مدرسة من أجل دراسة حاجاتها ومتطلباتها، على أن يتم العمل على حفر آبار لحل مشكلة مياه الشرب بصورة نهائية".
وأعلنت وزارتا التربية والفلاحة أنّه تمّ تزويد الـ120 مدرسة التي تفتقر إلى شبكات تقليدية للتزود بمياه الشرب، بالمياه النظيفة عبر صهاريج، مما يعني أن تلاميذ تلك المدارس يتمتعون الآن بمياه صالحة للشرب واستعمالات أخرى. وأوضح قبوج أن "وزارة المالية عملت على تأمين ما يقارب 700 ألف دينار لاقتناء الصهاريج"، مشيراً إلى أن "توفير الصهاريج لنقل المياه النظيفة في هذه المدارس يعدّ حلاً عاجلاً في المدى القريب، في انتظار الدراسة التفصيلية لكلّ مدرسة، وصياغة برامج وفق وضعية كل واحدة منها".
وتدرس اللجنة المكونة من ممثلين عن الوزارات المعنية، الحلول لتوفير المياه الصالحة للشرب للمدارس، إما عبر الشبكات العامة، أو حفر الآبار الارتوازية، خاصة للمدارس الواقعة في مناطق جبلية وعرة يصعب الوصول إليها.
وبلغ عدد المدارس غير المزودة بالمياه النظيفة من قبل الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه والمجامع المائية حوالى 300 مدرسة، من جملة 2735 أخرى موجودة في مناطق ريفية، وفق الإحصائيات عينها، التي تتمتع بآبار أو صهاريج مياه كبيرة.
وقالت جمعية "فرحة للتلميذ" في محافظة قفصة إن "غالبية المدارس الموجودة في الشمال الغربي والجنوب التونسي، على غرار محافظة قفصة التي تضم 102 مدرسة ريفية، والتي لا تتزود بالمياه الصالحة للشرب، تتوزّع في إحدى عشرة معتمدية". ولفتت إلى أنه عادة ما يتم "جلب مياه الشرب إلى تلك المدارس، بالاعتماد على عربات لنقل المياه في صهاريج حديدية، ووضعها في أخرى بلاستيكية، وسط انعدام الظروف الصحية الملائمة". ولا حيلة لمديري المدارس، وفقاً لتقرير الجمعية، غير التذمّر جراء غياب الاعتمادات اللازمة لتأمين مياه الشرب.
أمراض
وعمد الأهالي في عدد من المناطق الريفية، مع بدء العام الدراسي، إلى تنفيذ وقفات احتجاجية أمام المدارس الابتدائية التي تفتقر إلى المياه الصالحة للشرب، مطالبين بتوفير المياه لأبنائهم، وخصوصاً أن عدم توفرها أدى إلى ظهور إصابات بمرض البوصفير، عدا عن إصابة 121 تلميذا بمرض التهاب الكبد الفيروسي في قفصة.
من جهة أخرى، عُلّقت الدراسة في بعض المدارس جراء تفشي الأمراض. وأُصيب 11 تلميذا بمرض البوصفير في إحدى المدارس في مدينة المحرس في محافظة صفاقس جنوب البلاد، أحدهم في حالة حرجة، فيما خضع 12 آخرون للفحوصات الطبية والتحاليل، وفق مصادر طبية. والسبب هو شربهم مياهاً ملوثة من أحد الآبار في المدرسة، لم يخضع للرقابة الصحية منذ مدّة طويلة.
وقال أحد التربويين في المدرسة إن "سبب المرض هو عدم توفّر المياه الصالحة للشرب، مما يدفع التلاميذ إلى الاعتماد على مياه البئر التابعة للمدرسة، علماً أنها لا يتم تنظيفها إلا نادراً. عدا عن غياب الرقابة الطبية واللقاحات للتلاميذ".
يُذكر أن غياب المياه الصالحة للشرب في عدد من المدارس القرويّة أدى إلى إصابة ما لا يقل
ووفقاً لخارطة الإصابات التي أوردتها إدارة الطب المدرسي والجامعي في وزارة الصحة العامة، فإن عدد الإصابات خلال الفترة المذكورة تضاعف مئات المرات، مقارنة بالفترة نفسها خلال عام 2012، الذي سجّل 76 إصابة. وبيّن رئيس جمعية "فرحة" في قفصة، معز الزيدي، لـ"العربي الجديد" أن "أكثر من 40 في المائة من حالات العدوى بالبوصفير تتم في المدارس الريفيّة عبر المراحيض"، مؤكداً أن "إنقاذ الوضع الصحي في المدارس القرويّة ممكن، إن توفّرت الإمكانيات والدّعم المالي، إضافة إلى توفير التجهيزات الخاصة لجلب وتوفير المياه الصالحة للشرب".
دراسة
في السياق، أكد المدير العام للهندسة الريفية في وزارة الفلاحة، رضا قبوج، لـ"العربي الجديد" أنه "تم تشكيل لجنة لإعداد دراسة كاملة لحاجات مختلف المدارس في المناطق الريفية". وأضاف "سيخصص تقريباً يوم كامل لكلّ مدرسة من أجل دراسة حاجاتها ومتطلباتها، على أن يتم العمل على حفر آبار لحل مشكلة مياه الشرب بصورة نهائية".
وأعلنت وزارتا التربية والفلاحة أنّه تمّ تزويد الـ120 مدرسة التي تفتقر إلى شبكات تقليدية للتزود بمياه الشرب، بالمياه النظيفة عبر صهاريج، مما يعني أن تلاميذ تلك المدارس يتمتعون الآن بمياه صالحة للشرب واستعمالات أخرى. وأوضح قبوج أن "وزارة المالية عملت على تأمين ما يقارب 700 ألف دينار لاقتناء الصهاريج"، مشيراً إلى أن "توفير الصهاريج لنقل المياه النظيفة في هذه المدارس يعدّ حلاً عاجلاً في المدى القريب، في انتظار الدراسة التفصيلية لكلّ مدرسة، وصياغة برامج وفق وضعية كل واحدة منها".
وتدرس اللجنة المكونة من ممثلين عن الوزارات المعنية، الحلول لتوفير المياه الصالحة للشرب للمدارس، إما عبر الشبكات العامة، أو حفر الآبار الارتوازية، خاصة للمدارس الواقعة في مناطق جبلية وعرة يصعب الوصول إليها.