مخرجة تونسية: كسر الصورة النمطية للمرأة يحتاج قراراً سياسياً

22 سبتمبر 2019
سارة العبيدي: السينما مرآة المجتمع (يوتيوب)
+ الخط -
قالت المخرجة والتشكيلية التونسية سارة العبيدي، إن الصورة النمطية للمرأة في السينما العربية ليست مسؤولية السينما فحسب، بل هي مسؤولية التنشئة الاجتماعية، والعائلة، والمدرسة، والمجتمع بصفة عامة، مضيفة "كسر الصورة النمطية بالإضافة إلى كل هذا يحتاج إلى قرار سياسي".

وأضافت لوكالة الأنباء "رويترز" على هامش الدورة 13 لمهرجان فيلم المرأة في مدينة سلا المغربية الذي سيسدل عليه الستار الليلة أن "السينما مرآة المجتمع. أظن أن التغيير منذ البداية يجب أن يكون من عمق المجتمع حتى نغير هذه الصورة في السينما".

وتحل تونس ضيفة شرف هذه الدورة، كما تشارك بعرض خمسة أفلام روائية طويلة من بينها فيلم سارة العبيدي "بنزين" الذي فاز بجائزة العمل الأول في مهرجان السينما التونسية في 2018.

وقالت العبيدي إن فيلمها الروائي الطويل الأول بعد عدة أفلام قصيرة "كان نوعاً من التحدي على عدة مستويات"، مشيرة إلى أنه صور في الجنوب التونسي "في منطقة لم يصور فيها سينمائيون من قبل كما شارك فيه ممثلون مبتدئون".

أما على مستوى المضمون فهو يحكي عن الهجرة "التي تناولتها السينما العربية والعالمية بشكل مسهب. لكنني تناولت الظاهرة بطريقة مغايرة تماماً عما هو سائد، ليس من وجهة نظر الذين يغادرون بل الذين يبقون في أماكنهم ينتظرون".

يذكر أن العبيدي مخرجة تونسية درست الفنون التشكيلية في بلدها، ثم سافرت إلى بلجيكا حيث درست السينما، ولها عدة أفلام قصيرة مثل"الموعد" وهو أول عمل روائي لها، و "آخر قاطرة".

و"بنزين" أول فيلم روائي طويل لها كتبت له السيناريو وأخرجته وأنتجه وصوره زوجها الراحل علي بن عبدالله الذي توفي قبل عرضه في القاعات.

وقالت إن زوجها كانت له خبرة كبيرة في المجال السينمائي. وأضافت "اشتغلنا بطريقة أكثر حرية. كنا نصور أفلاماً بطريقتنا وتصورنا. نحن الاثنين شكلنا فريق عمل متكاملاً".

وتضيف بحزن بالغ "حلمنا معاً.. واخترنا أماكن التصوير وفريق العمل، وبذلنا كل الجهد لكن لم يكتب له أن يرى الفيلم في القاعات مع الجمهور".

ويتحدث الفيلم عن حياة سالم وحليمة التي انقلبت رأساً على عقب وهما يبحثان عن ابنهما المفقود الذي اختار الهجرة بطريقة غير شرعية نحو إيطاليا بعد إطاحة نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي في 14 يناير/ كانون الثاني 2011.

وعن اختيارها أحداث الفيلم في الجنوب التونسي، قالت إن ذلك جاء بطريقة "عفوية لم أتصور أحداث القصة في مدينة تونسية أخرى". وأضافت "اعتبر هذه المنطقة من تونس جميلة جداً ليس من منظور فلكلوري تصويري كما هو الشأن بالنسبة للبطاقات البريدية ولكن هناك نوع من الجمال الساحر المبهم".

واعتبرت سارة أن قدومها إلى السينما من عالم الفنون التشكيلية "مكمل لمسارها السينمائي".

وقالت "الفنون كلها تتقابل وتكمل بعضها بعضاً. بالنسبة لي السينمائي مهم أن يعرف تاريخ الفنون المعاصرة، والحديثة والموسيقى، لأن السينما هي الفن السابع بمعنى أنها تضم جميع الفنون".

وأضافت "دراستي للفنون ساعدتني كثيراً في رؤيتي الفنية والصورة التي ألتقطها وتشكيل الإطار ووضع الديكور والإكسسوارات وطريقة التصميم".

كما اعتبرت سارة سؤال المساواة بين الرجل والمرأة في الحظوظ، خاصة في المجال الفني "سؤالاً مغلوطاً وتطرح فيه الإشكالية بطريقة خاطئة".

ووفقاً لها فإن "المرأة في السينما العربية موجودة منذ البدايات كما هو الشأن بالنسبة للسينما المصرية".

وخلصت إلى القول "أنا بوصفي تونسية لا أرى نفسي في الحقيقة مختلفة عن الرجل، على الأقل في مجال السينما عندي نفس الحظوظ".

دلالات
المساهمون