مخاوف من تخمة المعروض النفطي رغم التصريحات السعودية


02 يونيو 2015
وزير البترول السعودي، علي النعيمي (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -

يعوّل وزير البترول السعودي، علي النعيمي، على أن يواصل تجار النفط الاحتفاظ بأحجام شبه قياسية من الخام المخزون، للحيلولة دون انتكاسة ثانية لأسعار النفط في وقت لاحق هذا العام.

لكن تجاراً كباراً يخشون من أن ثقته، التي عبر عنها مساء أمس، الإثنين، بتعبيرات السوق الغامضة أحيانا والتي من غير المعتاد أن يستخدمها المسؤول النفطي الأكثر نفوذا في العالم، ربما كانت في غير محلها.

وبصرف النظر عما إذا كانت تجارة المخزون النفطي العالمي الضخمة تنحسر سريعاً، فإن إنتاج النفط العالمي يرتفع بمعدلات أسرع كثيراً من الاستهلاك لتغذي تخمة معروض عالمية لم يسبقها مثيل، وسط طفرة في إنتاج النفط الأميركي وقرار أخذته أوبك بقيادة السعودية بالمحافظة على الإنتاج المرتفع لحماية الحصة السوقية.

وقال محللون من سيتي بنك، اليوم الثلاثاء، إنه في ضوء التوقعات واسعة النطاق بأن تبقي أوبك على سياستها الإنتاجية دون تغيير خلال اجتماع تعقده يوم الجمعة، فإن فائض المعروض العالمي سيستمر عام 2016.

وقال سيتي:" ما زلنا نتساءل من سيرغب في امتلاك كل هذا المخزون الإضافي، وبأي سعر بناء على ما يظل حتى الآن مجرد أمل بأن يشهد 2017 نقصاً".

وقال النعيمي عندما سأله الصحافيون عن تخمة المعروض العالمية المتنامية:" السوق تستقر..

يوجد فائض لكن هناك مشكلة مع الفائض.. ليس هذا وقتا مناسبا لبيع الفائض.. ولذا فإنهم (التجار وشركات النفط) سيضطرون للاحتفاظ به، ومع انحسار وضع ارتفاع سعر التسليم الآجل قياسا إلى التسليم الفوري وعندما يرون سعر التسليم الفوري يرتفع فسيحتفظون بما لديهم ولن يتجهوا إلى طرحه في السوق".

ويشجع ارتفاع سعر التسليم الآجل على تخزين النفط حيث يأمل التجار والشركات في إعادة بيع الخام في موعد لاحق للاستفادة من فرق السعر.

اقرأ أيضاً: السعودية تعتبر سياستها النفطية ناجحة

وكان الوضع كذلك في الربع الأول من 2015، عندما قام التجار وشركات النفط وشركات التكرير بتخزين ملايين البراميل من الخام. ومنذ ذلك الحين أعادوا طرح جزء كبير من ذلك في السوق مع تقلص فرق سعر التسليم الآجل عن الفوري.

ولم يستخدم النعيمي تلك المصطلحات الفنية منذ سنوات، ولا حتى في واحدة من أشد مقابلاته عمقا مع ميدل ايست إيكونوميك سيرفي في ديسمبر/كانون الأول 2014، وقد أربك ذلك التجار أول الأمر.

وقال مسؤول تنفيذي كبير بمكتب رئيسي لتجارة النفط:" سيطرح الناس المخزون في السوق إذا وجدوا طلبا على نفطهم.. وعندئذ يرتفع سعر التسليم الفوري عن التسليم الآجل. لا العكس".

وأشار مسؤول تنفيذي كبير آخر إلى أن تقلص فرق ارتفاع سعر التسليم الآجل عن الفوري، هو الذي دفعه للحد من انكشافه على المخزونات وأنه لا ينوي الاحتفاظ بأية مخزونات إلى أن تعود السوق وبعمق إلى وضع ارتفاع سعر التسليم الآجل.

وقال تاجر ثالث إن بعض شركات التكرير في أوروبا، مثل أو.إم.في النمساوية، أو شركات التكرير الإسرائيلية، عمدت إلى تخزين النفط في الأشهر الأخيرة.

وعلى العكس من التجار الأقدر على التحرك السريع، فقد تحتفظ شركات التكرير بالفعل بالمخزونات كما تنبأ النعيمي بدلا من طرحها حتى إذا ساء هيكل السوق، وذلك لأن بوسعها استهلاك النفط في عملياتها.

لكن التاجر الثالث، الذي يعمل بشركة تجارة كبيرة في منطقة حوض المتوسط قال:" هذا لا يحل مشكلة تخمة المعروض بأي شكل من الأشكال، لأنه ببساطة يقلص الطلب على الإمدادات الجديدة التي تتلقاها السوق.. لو أنني شركة تكرير تقبع فوق مخزونات فببساطة لن أشترى كميات جديدة من الخام. لكن هذا يقترب أكثر بالسوق من انهيار جديد للسعر".

وكان النعيمي قد قال إنه على ثقة من مستقبل السوق لأن الطلب يتحسن والمعروض يتقلص، لكنه أضاف أن الأمر قد يستغرق وقتا كي تستعيد السوق توازنها. وأضاف:" ليس معي كرة بللورية للتنبؤ لكنها ستسير في الاتجاه الصحيح".

وتظهر دراسة، أعدتها أوبك، أن المنتجين غير الأعضاء في المنظمة سيستطيعون زيادة الإنتاج حتى 2017 رغم انخفاض الأسعار.

وقالت مجموعة بيرا إنرجي في مذكرة بحثية اليوم:" الطلب على النفط قوي، لكن كذلك المعروض، مع تركز نمو المعروض في النصف الأول من 2015.. حتى إذا تقلص الفرق بين العرض والطلب في النصف الثاني من 2015 فإن أحجام مخزون الخام الكبيرة ستستلزم البيع والشراء المتزامن للعقود الآجلة، مما سيجعل التخزين عملية مجزية".


اقرأ أيضاً: مسؤولون في "أوبك" لا يدعمون رفع إنتاج النفط

المساهمون