مخاوف بشأن نجاعة اللقاحات الأولى لفيروس كورونا

29 اغسطس 2020
يخضع 88 مرشحاً على الأقل لفحوصات ما قبل السريرية في مختبرات حول العالم(براين أنسيلم/Getty)
+ الخط -

في ظلّ التسابق بين الشركات العالمية لإنتاج لقاح ضدّ فيروس كورونا، طرحت صحيفة "نيويورك تايمز" فرضية مفادها، ماذا لو لم تكن اللّقاحات الأولى لفيروس كورونا هي الأفضل؟

بحسب الصحيفة، فإنّه بعد مرور سبعة أشهر على بدء أزمة كورونا، ومع تقدّم أكثر من 30 لقاحاً سريعاً خلال المراحل الصارمة من التجارب السريرية،  فإنّ النتائج لم تكن مرضية.

أكّدت صحيفة "نيويورك تايمز" أنّ هناك نحو 88 مرشحاً على الأقل، يخضعون لفحوصات ما قبل السريرية، في العديد من المختبرات حول العالم.  ومن المقرّر أن يبدأ 67 منهم التجارب السريرية قبل نهاية عام 2021، وبالرغم من هذه المساعي، فقد تكون هذه اللّقاحات غير قادرة على تحفيز استجابات مناعية أقوى، ما يعني أنّ هذه اللقاحات قد فشلت نسبياً.

يقول تيد روس، مدير مركز اللّقاحات والمناعة في جامعة جورجيا، الذي يعمل على لقاح تجريبي يأمل أن يدخل في التجارب السريرية في عام 2021: "قد لا تكون اللقاحات الأولى هي الأكثر فاعلية، وهذا ما يقودنا إلى الاستمرار في البحث عن لقاحات جديدة".

تعود أسباب عدم فاعلية هذه اللقاحات إلى أنّ العلماء لم يتمكّنوا حتى الآن، من تحديد ماهية المرض بالظبط، ولذا تحاول العديد من اللقاحات الموجودة تقديم نماذج مختلفة من اللقاحات، منهم من يبتكر لقاحا  مكوّنا من بروتين يغطّي سطح الفيروس التاجي، يسمى سبايك، والذي يبدو أنه يدفع الجهاز المناعي إلى صنع أجسام مضادة لمكافحته، لكن بعض الباحثين يقولون إنّهم لا يزالون قلقين من أن لا تثبت هذه  الاستراتيجية فعاليتها. وقال ديفيد فيسلر، عالم الفيروسات بجامعة واشنطن: "سيكون من العار أن نضع كل بيضنا في السلة نفسها" أي أن نراهن بكلّ جهدنا على فكرة أو مسار واحد.


في مارس/آذار الماضي، صمّم الدكتور فيسلر وزملاؤه لقاحاً يتكوّن من ملايين الجسيمات النانوية، وكل واحدة من هذه الأجسام مزوّدة بـ 60 نسخة من طرف بروتين السنبلة، بدلاً من اللقاح بأكمله. يعتقد الباحثون أنّ هذه الجسيمات قد تحتوي على قوة مناعية أقوى. عندما حقن الباحثون هذه الجسيمات النانوية في الفئران، استجابت الحيوانات بفيض من الأجسام المضادة لفيروس كورونا، وحاول العلماء نشر نتائجهم الأولية هذا الشهر في ورقة لم تُنشر في المجلات العلمية، إلاّ أنّهم تردّدوا خشية أن تكون النتائج على البشر مختلفة.

من جهة أخرى، يحاول باحثون في الجيش الأميركي في معهد والتر ريد، ابتكار لقاح جديد للجسيمات النانوية. ويقومون حالياً بتجنيد متطوّعين لإجراء تجربة إكلينيكية، كما يخطّطون أيضاً لبدء التجربة بحلول نهاية عام 2020، إلاّ أنهم حتى الآن غير متأكدين من النتيجة النهائية. 
تقول لوسيانا لايت، باحثة اللقاح في "معهد بوتانتان"، في ساو باولو، بالبرازيل: "ما زلنا لا نعرف أيّ نوع من الاستجابة المناعية ستكون مهمة للحماية من الفيروس".

وتسأل هل ستكون اللّقاحات المبنية على الأجسام المضادة هي الأفضل، أم أنّ اللقاحات المركبة من بلازما الدم؟

تقوم عدّة شركات بابتكار لقاحات تقوم على أساس وجود نسخة اصطناعية من فيروس كورونا في الأجسام، أسوة  بلقاحات جدري الماء والحمى الصفراء، إلاّ أنّ دراسات علمية جديدة، تشير إلى فشلها في جسم الإنسان، ما يجعل الشركات تبحث أيضاً عن نماذج جديدة.

ويخلص تقرير الصحيفة إلى أنّه حتى لو حصل العالم على لقاحات رخيصة وفعالة ضدّ كوفيد-19 ، فإنّ هذا لا يعني أنّ جميع مخاوفنا من الوباء قد ولّت. فمع وجود وفرة من فيروسات كورونا الأخرى الكامنة في الحيوانات البرية، قد نكون أمام جائحة أخرى، شبيهة بكورونا، ولذا يرى العديد من العلماء أنّ عملهم المستمرّ على اللّقاح، هو جزء من لعبة طويلة.

المساهمون