مخاوف اقتحام إدلب تزيد مأساة المهجرين إليها

31 يوليو 2018
حافلات المهجرين إلى إدلب (تويتر)
+ الخط -


يشغل مصير محافظة إدلب المجهول نحو ثلاثة ملايين سوري في المحافظة الصغيرة الواقعة في شمال البلاد التي تعيش منذ نحو ثماني سنوات صراعا دمويا متواصلا، خصوصا أن النازحين إليها من باقي المناطق السورية أكثر من نصف التعداد الحالي للسكان.

الشائعات لا تتوقف، وكذلك التصريحات، بعضها مطمئنة وبعضها متوعدة باجتياح قريب للمحافظة، ما جعل كثيراً من المهجرين إلى إدلب يهمّون بمغادرتها إلى أماكن تبدو أكثر أمنا.

وصل محمد شيخ ياسين (45 سنة)، أول من أمس الأحد، إلى مدينة الباب شمال شرق حلب، قادما من مدينة جرجناز في ريف إدلب، حيث استقر لشهور بعد مغادرة مدينته سقبا في الغوطة الشرقية، وقال شيخ ياسين لـ"العربي الجديد": "بعد تهجيرنا من بيوتنا وديارنا باتت كل الأماكن بالنسبة لنا تشبه بعضها، لا يربطنا بها انتماء كما كنا في الغوطة، اليوم حالنا يشبه البدو الرحل في البحث عن الأمن وسبل الحياة".
وأضاف أن "هناك تهديدات لإدلب من قبل النظام ومليشياته، لا نعرف هل تنفذ أم لا، ولكني قررت ألا أنتظر حتى الاجتياح حرصا على حياة أولادي الأربعة. سأهرب بهم ولأجلهم، حتى لو كانت التهديدات مجرد شائعة".


أما الأرملة الخمسينية حمصية الأصل، أم نزار، فقد وصلت إلى مدينة إعزاز في ريف حلب، أمس، بعد ثلاثة أشهر من سكنها في ريف إدلب الجنوبي، بعدما استطاعت الحصول على غرفة صغيرة لها ولبناتها الخمس، وقالت لـ"العربي الجديد" إن "الخوف من حرب قادمة لا محالة جعلني أهرب بنفسي وببناتي باتجاه ريف حلب، الجيران حولي من أهل إدلب يقولون إن كلام النظام مجرد تهديدات ولن ينفذها. أتمنى ذلك، وأتمنى ألا يصيب أهل إدلب أي مكروه".
وأضافت: "تجربتنا مع النظام من حربه على الغوطة وحمص ثم درعا لا تطمئن، التحركات جديّة، والنظام مدعوم دوليا، لذلك قررت النجاة بأطفالي، يكفيني أنني فقدت والدهم".

ينتظر ضياء محمود (24 سنة) على الحدود السورية التركية لاجتياز الجدار الفاصل بين البلدين، وقال الشاب المهجر من مخيم اليرموك في مدينة دمشق: "وصلت إلى إدلب قبل شهرين تقريبا، وأحببت هذه المحافظة كثيرا، ولم أشعر بالغربة مع طيبة أهلها ومستوى الود الذي يحملونه للغرباء، لم أفكر بمغادرتها إلا بعد زيادة التهديدات اليومية التي يطلقها النظام، التي أظن أنه جاد فيها، وإذا ما دخل المدينة أو أعلن الحرب عليها، لا قدّر الله، ستصبح عملية الدخول لتركيا مستحيلة، لذا قررت أن أتعجل بالأمر مكرها لا محبا".


وتعتبر إدلب الحاضنة الشعبية الأخيرة للمعارضة السورية خارج سلطة نظام الأسد، وتوجهت الأنظار مؤخراً إليها بعد سيطرة قوات الأسد والمليشيات المساندة على محافظة درعا، حيث يشاع بشكل يومي عن تجهيزات وتحضيرات من قبل النظام وحلفائه للهجوم عليها​.