مخاوف إسرائيلية من اندلاع هبّة جديدة في القدس

14 مارس 2017
ارتفاع وتيرة التوتر في القدس المحتلة(الأناضول)
+ الخط -
ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء، أن تراكم العمليات ومحاولات تنفيذ عمليات ضد الجنود الإسرائيليين والمستوطنين في القدس المحتلة، خاصة بعد عملية إبراهيم مطر، أمس الإثنين، داخل أسوار المدينة المقدسية، يثير مخاوف من جولة جديدة من العمليات والعنف هناك.
ولفتت الصحيفة العبرية، إلى أنه يستدل من الصور التي تم تعميمها لمنفذ عملية الطعن، الشهيد مطر، من قرية جبل المكبر، والتي يظهر فيها الشهيد في باحة قبة الصخرة والمسجد الأقصى، أن البعد الديني وما يحدث في المسجد الأقصى من شأنه أن يعيد اندلاع موجة أعمال عنف جديدة خاصة أنه تم إطلاق اسم "شهيد الفجر" على مطر، لتنفيذه العملية في ساعات الفجر الأولى.

وبحسب تقرير الصحيفة، فإن عملية مطر لم تكن مفاجئة للكثيرين من سكان القدس، خاصة أن العملية وقعت على ضوء تعاظم الخطاب في القدس المحتلة ضد المساعي الإسرائيلية المتواصلة لإقصاء المسلمين عن المسجد ووضع قيود شديدة على دخول المصلين إليه.



ويشير التقرير إلى أنه في الوقت الذي تَدعي فيه إسرائيل عدم صحة هذه الخطوات، فإن مشاعر القلق والمخاوف الفلسطينية تتغذى عملياً من عدة خطوات آخرها قانون منع رفع الأذان عبر مكبرات الصوت، وأعمال الحفريات الإسرائيلية في سلوان، بالقرب من أسس المسجد الأقصى، فضلاً عن المخاوف من أن تؤدي هذه الحفريات إلى المس بالأقصى، إلى جانب تدشين مسار سياحي يهودي في المنطقة بمشاركة سياسيين إسرائيليين من اليمين المتطرف.

كذلك يشير إلى التفاهمات التي أُعلن عنها، أمس، بين وزيرة الرياضة والثقافة ميري ريغف، ووزير شؤون القدس في الحكومة الإسرائيلية، زئيف إلكاين، بشأن رصد مليوني شيقل لإقامة صندوق تراث "جبل الهيكل"، كرد على قرار منظمة "اليونيسكو"، الذي حدد أنه لا علاقة لليهود بالمسجد الأقصى.

وبالإضافة لذلك، يبين تقرير "هآرتس" استمرار تدفق المستوطنين واليهود على المسجد الأقصى واقتحام باحاته تحت حراسة الشرطة الإسرائيلية، إذ سمحت الشرطة، الأسبوع الماضي، مثلاً لـ96 يهودياً من الدخول لباحات الأقصى بمناسبة عيد المساخر اليهودي.

كما زادت الشرطة من تسهيلات اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، والسماح لمجموعات كبيرة بالدخول لباحاته تضم لغاية 40 فرداً في كل مرة، بدلاً من 15 كما كان في أوج الهبة الفلسطينية بين عامي 2014 و2015، وزيادة ساعات ومواقيت دخول اليهود لباحات الأقصى بنحو نصف ساعة، وإن كان ذلك بشكل غير رسمي.

ويخلص التقرير إلى القول إن التوتر في القدس آخذ بالارتفاع مع اقتراب مواعيد الأعياد اليهودية، وعلى رأسها عيد الفصح اليهودي، مع ازدياد في إقامة معاهد ومراكز توراتية استيطانية، من جهة، وغياب شبكة أمان كالتي مثلها وزير الخارجية السابق جون كيري مقابل كثرة في القيادات الإسرائيلية غير المسؤولة.

هذه مؤشرات تدفع برأي "هآرتس" إلى القلق لا سيما في ظل الحديث عن الاحتفالات الإسرائيلية بمرور خمسين عاماً على احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، والقدس المحتلة وما يسمى إسرائيلياً بـ"توحيد القدس".