مخاوف إسرائيلية على البابا من "اعتداء كبير" لـ"جباية الثمن"

09 مايو 2014
مطالبات بإعلان "جباية الثمن" تنظيماً إرهابياً (غالي تبونا/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
كشفت صحيفة "هآرتس"، اليوم الجمعة، أن نشاط عصابات "جباية الثمن" بات يؤرق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، مع اقتراب موعد زيارة البابا فرانسيس، للأراضي المقدسة، في 25 و26 من الشهر الحالي.
وأفادت "هآرتس" أن "الشرطة وجهاز الشاباك، يستعدان لمنع أية عملية من شأنها التعكير على زيارة البابا، وذلك في ظل توقعات، بمحاولة مجموعات جباية الثمن"، القيام بعمليات واعتداءات ضد مقدسات مسيحية أيضاً، وتنفيذ عملية تلفت الأنظار إلى هذه الجماعات على نطاق كبير وواسع أكثر من أي عملية سابقة، مع محاولة المس بالعرب المسيحيين في الداخل الفلسطيني أو مقدساتهم.

وعزّزت الشعارات العنصرية والتحريضية على جدران مقرّ الفاتيكان، في القدس المحتلة، هذه الخشية، وهو ما دفع بممثلية الفاتيكان في القدس، إلى إصدار بيان حذر من خطورة هذه الاعتداءات، وكشف عن تلقي تهديدات ضد الكنيسة ورجالها وموفدي الفاتيكان.

ووفقاً لـ"هآرتس"، أجرت قيادة شرطة الاحتلال في القدس المحتلة، والأجهزة الأمنية المختلفة جلسة تقييم للوضع، ولمخاطر واحتمالات تنفيذ اعتداء إرهابي كبير خلال الزيارة، وتقرّر في ختامها تركيز الجهود الاستخبارية لتفادي ذلك، مع مطالبة كل لواء في شرطة الاحتلال، بلورة خطة حراسة وحماية للأديرة والأماكن المقدسة ودور العبادة المسيحية، من أي اعتداءات.

كما تقرّر إجراء تقييمات أمنية متواصلة، بشأن تحركات ونشاط "نشطاء اليمين" المتطرف في إسرائيل. ووفقاً للتقديرات، فإن المخاوف الإسرائيلية تتمحور حول احتمالات القيام باعتداءات على المقدسات المسيحية في مدن فلسطين التاريخية، حيث توجد فيها كنائس تاريخية وعريقة، كالناصرة واللد والرملة والقدس، مع الانتباه إلى أن عناصر اليمين يدركون درجة الحراسة المفروضة على الكنائس في القدس المحتلة، مما قد يدفعهم لتنفيذ اعتداءات في باقي مدن وبلدات فلسطين، سواء في الضفة الغربية المحتلة، أم في فلسطين الداخل.

وبعد أن كانت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، تدّعي حتى مطلع الأسبوع، أنها غير قادرة على ضبط عناصر "جباية الثمن"، غيّرت رأيها بعد اعلان رئيس جهاز الشاباك الأسبق، كرمي جيلون، ورئيس الموساد الأسبق، شبتاي سبيط، أن "المسألة مرهونة بقرار من الشاباك الإسرائيلي لضبط هذه المجموعات".
وكانت الصحف الإسرائيلية، ذكرت في وقت سابق، أن "أجهزة الأمن الإسرائيلية تقدّر عدد ناشطي هذه المجموعات بمائة عنصر، وأن جميعهم من عناصر اليمين المتطرف والناشطين في المستوطنات الإسرائيلية في يتسهار، وقرب الخليل والمستوطنات القريبة من رام الله".

وادعى وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، يتسحاق أهرونوفيتش، أن "يداه مقيدتان، لأنه طلب أكثر من مرة تفويضه صلاحيات تنفيذ اعتقالات إدارية ضد هؤلاء الناشطين".
وأعلن أنه اتفق مع وزيرة العدل الإسرائيلية، تسيبي ليفني، على مطالبة المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، بالإعلان عن "جباية الثمن" تنظيماً إرهابياً. علماً أن أحد المعوّقات الأساسية لمواجهة "جباية الثمن"، تكمن في رفض الحكومة الإسرائيلية تصنيفها كتنظيمات إرهابية، والاكتفاء بتعريفها قانونياً بأنها "مجموعات خارجة عن القانون".
وكان وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعلون، سبق له وأن وصف عمليات "جباية الثمن" بأنها "إرهابية"، خصوصاً بعد اعتدائهم على موقع للجيش الإسرائيلي في مستوطنة يتسهار قبل عدة أشهر".

ومع ذلك، لا تزال الحكومة الإسرائيلية متلكئة، لغاية الآن، باعتبار هذه العصابات "إرهابية".

غير أنه مع اقتراب زيارة البابا إلى الأراضي المقدسة، والتي ستشمل القدس المحتلة وبيت لحم، بدون أن يعرج على الناصرة، من شأنها أن تضع الحكومة الإسرائيلية في موقف حرج للغاية، إذا تكررت الاعتداءات على المقدسات المسيحية. وتخشى إسرائيل من تداعيات خطيرة، على صعيد علاقاتها مع الفاتيكان، ومع العالم الغربي، في حال تكررت اعتداءات "جباية الثمن" ضد أهداف "مسيحية" في القدس المحتلة.
وبالتزامن، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أن "مجهولين خطوا شعارات معادية للعرب في القدس"، مشيرة إلى أنها تحقق في هذه الحادثة.
وذكرت الشرطة، في بيان نشرته على موقعها الالكتروني، أنها اكتشفت، اليوم الجمعة، شعارات "الموت للعرب"، على باب منزل وعلى صندوق كهرباء في شارع السلسلة، في بلدة القدس القديمة، وأكدت أن "التحقيق جارٍ في الحادثة"، بحسب وكالة "الأناضول".
بدورها ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أنه تم اكتشاف شعار مناوئ للمسيحيين، على جدار قرب الكنيسة الرومانية في القدس.

المساهمون