هو ناشط في العديد من المجالات، لم يقتصر حضوره في الساحات العامة على الداخل السوري، بل نقل تجربته إلى تركيا
على الرغم من مغادرته سورية قسراً، إلاّ أنّ الشاب السوري محمود الطويل حاول العودة إليها، ليشارك أبناء وطنه في المناطق المنكوبة محنتهم. لكن شاءت الظروف ألاّ يتمكّن من الدخول مجدّداً إليها، فانتقل إلى إسطنبول التركية وواصل نشاطه هناك.
محمود الطويل، من مواليد عام 1989، يعرفه محيطه من السوريين بكونه شاعراً، وله العديد من المشاركات الشعرية التي تحكي قصص المدن السورية في ظل الثورة. لكنّ ابن ريف العاصمة السورية دمشق درس إدارة الأعمال والتسويق، قسم إدارة الشركات والتمويل وإدارة المناصب. ويعمل حالياً في عدّة مجالات، أبرزها مدير عمليات الإنتاج لمكاتب قناة "أورينت" المعارضة في تركيا، ومدقق محتوى صحافي، ومسؤول بحث ودراسات في منظمة أطباء بلا حدود.
تولى الطويل في الداخل السوري قبل هجرته، أعمالاً تطوّعية وإغاثة المدنيين، فضلاً عن الشعر والكتابة الأدبية في عدّة صحف ومجلات محلية وعالمية.
يقول لـ"العربي الجديد": "هُجّرت من سورية إلى تركيا عام 2014، وكنت قد حاولت العودة عبر الأراضي اللبنانية إلى القلمون لكن لم أتمكن، فبقيت في إسطنبول واكتفيت بزيارة المناطق الشمالية في سورية كلما سنحت الفرصة". يتابع أنّه كان يعمل قبل الثورة في مجال الإدارة المالية لأحد المجمعات التجارية الكبرى في دمشق، بالإضافة إلى متابعته تخصصه الأكاديمي. في تلك الأثناء أيضاً، كان يقوم بعدّة نشاطات لها علاقة بالمسرح والشعر والأدب، وقد جرب إخراج عرض مسرحي بعنوان "الجدار" عن قصة قصيرة من تأليف جان جاك روسو، ضمن ما يُعرف باسم "مسرح الغرفة" وتم العرض في عدة منازل في دمشق عام 2010، والنص يتحدث عن مجموعة معتقلين وسجّان.
يضيف الطويل: "عند اندلاع الثورة السورية أسست مع مجموعة من الأصدقاء فريقاً باسم "مشروع شام التنموي" للأعمال التنموية والإغاثية في دمشق ومحيطها، وعملنا على عدة مشاريع وحملات مثل حملة "فكر بغيرك"، وحملة البرد ما بيرحم، بنسختيهما الأولى والثانية، وحملة القابون تستغيث، والحملة الرمضانية "زيادة أجر"، وأطلقنا عدة حملات لدعم وتعليم الأطفال المتسرّبين من المدارس. كذلك أحيينا عدة فعاليات اجتماعية وثورية في منطقة القابون، وساهمنا في تأسيس سوق بسطات للاكتفاء الذاتي، وفي تأسيس مطبخ للوجبات اليومية للمهجّرين، في محيط دمشق".
في ما يخص نشاطه الإعلامي، يوضح الطويل أنّه ساهم مع مجموعة من الناشطين في إقامة عدة دورات تدريبية لناشطين إعلاميين ومكاتب إعلامية تابعة لمدينة دمشق أو لريفها من القلمون الشرقي والغربي وحتى الغوطتين وجنوب دمشق، عبر الإنترنت أو في بيروت، وأحياناً في المناطق نفسها، بالإضافةً إلى توفير دعم بالأجهزة الإلكترونية الخاصة بالمكاتب الإعلامية الثورية. وبالإضافة إلى التدريب والمعدّات اللوجستية كان الطويل ينقل حال سورية في مقالاتٍ لعدة مواقع وصحف محلية وعربية وعالمية، وسجّل أحيانًا بعض الإطلالات الإعلامية في مقابلات أو أفلام وثائقية وتسجيلية، فضلاً عن مساهمته في إدخال الصحافيين الغربيين إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلّحة، لنقل معاناة الناس وخطورة حياتهم وإجرام النظام، وإدخال العديد من الفنانين إلى هذه المناطق لإقامة أعمال فنية وإعلامية هناك، منهم الفنانة مي سكاف وسلسلة المقابلات التي أجرتها في القابون.
عن مغادرته سورية يقول الطويل: "بعد ثلاثة اعتقالات وإصابتي في قدمي، باتت حركتي محصورة بين الغوطة الشرقية والقلمون، وبعد سقوط مدينة يبرود في القلمون غادرت سورية، ثم جرت ملاحقتي في لبنان قبل أن يوقفني حزب الله. تمكنت من المغادرة إلى مدينة غازي عينتاب التركية، حيث كنت سألتحق بدورة تدريبية تابعة لإحدى المنظمات الإيطالية".
يردف الطويل: "عدت بعدها إلى لبنان لأحاول الدخول إلى سورية عبر المناطق الحدودية، لكنّ التشدد الأمني كان عالياً فلم أستطع العودة إلى سورية، ثم جرى توقيفي مرة أخرى، وبسبب بعض التدخلات سُمح لي بالخروج إلى تركيا، وحينها قررت الاستقرار في إسطنبول. وبعد عدة أشهر، عاودت الدخول إلى المناطق الشمالية في سورية، وعاودت نشاطي المتعلق بالعمل المدني، وحتى الآن أدخل كلما سنحت لي الفرصة".
للطويل كتابات شعرية حاكت الثورة في سورية. بدأ المحاولات الجادة في الشعر منذ عام 2007، وأدى أول أمسية شعرية رسمية في المركز الثقافي العربي في المزة بدمشق عام 2009. وبعد خروجه من سورية شارك في مجموعة أمسيات أدبية في إسطنبول. عام 2015 تواصلت معه عدة جهات تركيّة للمشاركة في مهرجانات دولية في مدن تركية عدة، للمشاركة، وجرى تكريمه عام 2016 في أمسية "ساعات البحيرة" في إسطنبول ضمن نشاط دولي من تنظيم البلدية. كما سجل حتى الآن أكثر من خمس مشاركات في مهرجانات دولية.
اقــرأ أيضاً
على الرغم من مغادرته سورية قسراً، إلاّ أنّ الشاب السوري محمود الطويل حاول العودة إليها، ليشارك أبناء وطنه في المناطق المنكوبة محنتهم. لكن شاءت الظروف ألاّ يتمكّن من الدخول مجدّداً إليها، فانتقل إلى إسطنبول التركية وواصل نشاطه هناك.
محمود الطويل، من مواليد عام 1989، يعرفه محيطه من السوريين بكونه شاعراً، وله العديد من المشاركات الشعرية التي تحكي قصص المدن السورية في ظل الثورة. لكنّ ابن ريف العاصمة السورية دمشق درس إدارة الأعمال والتسويق، قسم إدارة الشركات والتمويل وإدارة المناصب. ويعمل حالياً في عدّة مجالات، أبرزها مدير عمليات الإنتاج لمكاتب قناة "أورينت" المعارضة في تركيا، ومدقق محتوى صحافي، ومسؤول بحث ودراسات في منظمة أطباء بلا حدود.
تولى الطويل في الداخل السوري قبل هجرته، أعمالاً تطوّعية وإغاثة المدنيين، فضلاً عن الشعر والكتابة الأدبية في عدّة صحف ومجلات محلية وعالمية.
يقول لـ"العربي الجديد": "هُجّرت من سورية إلى تركيا عام 2014، وكنت قد حاولت العودة عبر الأراضي اللبنانية إلى القلمون لكن لم أتمكن، فبقيت في إسطنبول واكتفيت بزيارة المناطق الشمالية في سورية كلما سنحت الفرصة". يتابع أنّه كان يعمل قبل الثورة في مجال الإدارة المالية لأحد المجمعات التجارية الكبرى في دمشق، بالإضافة إلى متابعته تخصصه الأكاديمي. في تلك الأثناء أيضاً، كان يقوم بعدّة نشاطات لها علاقة بالمسرح والشعر والأدب، وقد جرب إخراج عرض مسرحي بعنوان "الجدار" عن قصة قصيرة من تأليف جان جاك روسو، ضمن ما يُعرف باسم "مسرح الغرفة" وتم العرض في عدة منازل في دمشق عام 2010، والنص يتحدث عن مجموعة معتقلين وسجّان.
يضيف الطويل: "عند اندلاع الثورة السورية أسست مع مجموعة من الأصدقاء فريقاً باسم "مشروع شام التنموي" للأعمال التنموية والإغاثية في دمشق ومحيطها، وعملنا على عدة مشاريع وحملات مثل حملة "فكر بغيرك"، وحملة البرد ما بيرحم، بنسختيهما الأولى والثانية، وحملة القابون تستغيث، والحملة الرمضانية "زيادة أجر"، وأطلقنا عدة حملات لدعم وتعليم الأطفال المتسرّبين من المدارس. كذلك أحيينا عدة فعاليات اجتماعية وثورية في منطقة القابون، وساهمنا في تأسيس سوق بسطات للاكتفاء الذاتي، وفي تأسيس مطبخ للوجبات اليومية للمهجّرين، في محيط دمشق".
في ما يخص نشاطه الإعلامي، يوضح الطويل أنّه ساهم مع مجموعة من الناشطين في إقامة عدة دورات تدريبية لناشطين إعلاميين ومكاتب إعلامية تابعة لمدينة دمشق أو لريفها من القلمون الشرقي والغربي وحتى الغوطتين وجنوب دمشق، عبر الإنترنت أو في بيروت، وأحياناً في المناطق نفسها، بالإضافةً إلى توفير دعم بالأجهزة الإلكترونية الخاصة بالمكاتب الإعلامية الثورية. وبالإضافة إلى التدريب والمعدّات اللوجستية كان الطويل ينقل حال سورية في مقالاتٍ لعدة مواقع وصحف محلية وعربية وعالمية، وسجّل أحيانًا بعض الإطلالات الإعلامية في مقابلات أو أفلام وثائقية وتسجيلية، فضلاً عن مساهمته في إدخال الصحافيين الغربيين إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلّحة، لنقل معاناة الناس وخطورة حياتهم وإجرام النظام، وإدخال العديد من الفنانين إلى هذه المناطق لإقامة أعمال فنية وإعلامية هناك، منهم الفنانة مي سكاف وسلسلة المقابلات التي أجرتها في القابون.
عن مغادرته سورية يقول الطويل: "بعد ثلاثة اعتقالات وإصابتي في قدمي، باتت حركتي محصورة بين الغوطة الشرقية والقلمون، وبعد سقوط مدينة يبرود في القلمون غادرت سورية، ثم جرت ملاحقتي في لبنان قبل أن يوقفني حزب الله. تمكنت من المغادرة إلى مدينة غازي عينتاب التركية، حيث كنت سألتحق بدورة تدريبية تابعة لإحدى المنظمات الإيطالية".
يردف الطويل: "عدت بعدها إلى لبنان لأحاول الدخول إلى سورية عبر المناطق الحدودية، لكنّ التشدد الأمني كان عالياً فلم أستطع العودة إلى سورية، ثم جرى توقيفي مرة أخرى، وبسبب بعض التدخلات سُمح لي بالخروج إلى تركيا، وحينها قررت الاستقرار في إسطنبول. وبعد عدة أشهر، عاودت الدخول إلى المناطق الشمالية في سورية، وعاودت نشاطي المتعلق بالعمل المدني، وحتى الآن أدخل كلما سنحت لي الفرصة".
للطويل كتابات شعرية حاكت الثورة في سورية. بدأ المحاولات الجادة في الشعر منذ عام 2007، وأدى أول أمسية شعرية رسمية في المركز الثقافي العربي في المزة بدمشق عام 2009. وبعد خروجه من سورية شارك في مجموعة أمسيات أدبية في إسطنبول. عام 2015 تواصلت معه عدة جهات تركيّة للمشاركة في مهرجانات دولية في مدن تركية عدة، للمشاركة، وجرى تكريمه عام 2016 في أمسية "ساعات البحيرة" في إسطنبول ضمن نشاط دولي من تنظيم البلدية. كما سجل حتى الآن أكثر من خمس مشاركات في مهرجانات دولية.