محمد محيسن: قصة نجاح رغم الدمار

11 اغسطس 2014
محمد محيسن ع​لى أنقاض منزله (العربي الجديد)
+ الخط -

ما إن وصل المصور الصحافي الفلسطيني محمد أسعد محيسن، إلى منزله الذي دمرته قوات الاحتلال خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، حتى بدأ في البحث بين الركام عن الجوائز والدروع التكريمية التي توج بها خلال مسيرة عمله على مدى ثماني سنوات. وقد نجح بعد شق الأنفس بانتشال بعضٍ منها وقد أصابها التلف.

وقبل أن تُجفف قطرات العرق التي امتزجت بدموع الحسرة من على وجه محيسن، تلقى نبأ فوزه بالمركز الأول بمسابقة جائزة "عبد الرزاق بدران" السنوية للتصوير والتي تأسست عام 2010 في الأردن.

لم يتمكن محيسن من الوصول إلى بيته رغم ساعات الهدوء الإنساني التي كانت تعلن بين المقاومة والاحتلال، إلا عندما أعلن عن التهدئة التي استمرت 72ساعة. ويروي لـ"العربي الجديد" كيف أنه لم يعرف المنطقة التي يسكن فيها، من هول الدمار الذي أصاب المنازل.

وتحت حمم القذائف الإسرائيلية التي انهالت بشكل عشوائي على حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، خرج محيسن من الحي برفقة عائلته بحثاً عن الأمان، وبعد إيواء عائلته، واصل برفقة كاميرته مهمة توثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق سكان القطاع.

ويضيف محيسن الذي يعمل لصالح وكالة "صفا" المحلية وموقع "ميدل إيست مونيتور":"نتيجة كثافة القصف، نسيت بعض المعدات والكاميرات التي تلزمني في عملي أثناء مغادرة البيت، وبعد أيام علمت أن المنطقة التي أسكن فيها دمرت بشكل كامل". ويتابع "ما آلمني هو ضياع وتحطم الجوائز وشهادات التقدير ودروع التكريم التي تجاوز عددها العشرين".

ويزدان سجل المصور محيسن بقائمة من الجوائز المحلية والعربية، كالمركز الثاني في "جائزة الشارقة" على مستوى الوطن العربي، والمركز الثالث في مسابقة "مؤسسة فلسطين للثقافة" في بيروت والمركز الثالث أيضاً في مسابقة "آية وصورة" في مدينة جدة.

ويوضح المصور محيسن "تقدمت لجائزة عبد الرزاق بدران، في الأردن نهاية شهر مايو/أيار من العام الحالي، والتي تتحدث عن الأطفال وحياتهم المعيشية"، مشيرا إلى أن الصورة الفائزة تُظهر طفلاً يجلس على عربة حصان في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة.

واعتبر محيسن حصول الصورة على المركز الأول، انتصاراً لإرادته ودفعة معنوية للانطلاق من جديد لتحقيق المزيد. موضحاً أنه نظم معارض عدة في دول عربية وأوروبية مختلفة كلها تتحدث عن العدوان على قطاع غزة وحصاره منذ ثماني سنوات.

دلالات
المساهمون