حضر محمّد عساف، نجم أراب آيدول وسفير"الأونروا" للنوايا الحسنة، مراسم توقيع شراكة بين نائب رئيس مجلس إدارة "الخيرية الإسلامية" باختيار بيرزادا، ورئيس قسم الشراكات في "الأونروا" ليونيللو بوسكاردي، في العاصمة البريطانية لندن، بتاريخ 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، وحملة "ساعدوا غزة" التي أطلقتها الخيرية الإسلامية.
تهدف الشّراكة إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للعائلات المحتاجة في غزة بسبب الحرب الأخيرة على القطاع، هذا في وقت منحت فيه "الخيرية الإسلامية" مبلغ 300 ألف دولار، لتوفير العون والسّكن لآلاف الأشخاص المشرّدين، الذين بلغوا نحو 80 ألف عائلة، عن طريق "أونروا"، القادرة على إيصال تلك المساعدات مباشرة إلى أصحابها، في وقت تعاني فيه غزة من أسوأ الأوضاع الإنسانية، التي لم يسبق لها مثيل منذ عقود، حيث دمّرت الحرب الأخيرة نحو 100 ألف منزل، وألحقت الضّرر بالمدارس والمحلات والمعامل، وفقد الآلاف من أهاليها جلّ ما يملكونه.
من جهته، علّق بيرزادا في هذه المناسبة على أهمية التبرّعات في إعادة إعمار غزّة، ولفت إلى الاستمرار في تقديم العون، لمساعدة تلك العائلات على العودة إلى منازلها.
أونروا والعون المباشر
وفي السياق، قال بوسكاردي لـ"العربي الجديد" إنّ "الأونروا" تتمتّع بحضور قوي في غزّة، وهناك ما يزيد عن 12 ألف موظّف تابع لها في القطاع، يهتم بالمدارس والمراكز الصحيّة، وفي الوقت الحالي تعمل المنظّمة على تنفيذ برنامج إعادة إعمار غزة، وذلك عن طريق تقديم مبالغ نقدية مباشرة للمتضرّرين في الحرب الأخيرة، بهدف تأمين مواد البناء، وذلك بعد موافقة الحكومة المحليّة والسلطة الإسرائيلية والأونروا.
ولفت بوسكاردي إلى أن المنازل التي دُمّرت أو أصيبت جرّاء الهجوم الأخير، يزورها مهندس توكّله أونروا، لتقدير حجم الضرر، على أن يسجّل التقييم بعد ذلك على موقع خاص على الإنترنت، يثبت اسم الشخص المستفيد، مثلاً: منزل المدعو محمد، يحتاج إلى مبلغ معيّن لشراء مواد البناء كي يتمكّن من إصلاحه بنفسه، وهو ما يُسمّى بـ"المساعدة الذاتية"، ويبقى لدى محمد الخيار بين الاتّصال بشركة متخصّصة بالبناء للقيام بالعمل، أو ترميم المنزل أو إعادة بنائه بنفسه. فالقرار يعود لصاحب البيت، بعد أن توفّر أونروا المبلغ المالي، لأنّها لا تريد أن تتحوّل إلى شركة بناء ضخمة، وبما أنّ بناء غزّة سيأخذ وقتاً طويلاً، تقدّم أونروا أيضاً معونات مالية كي يتمكّن أصحاب البيوت المدمّرة من استئجار سكن للإقامة فيه إلى أن ينتهي البناء.
مدارس غزّة
وفي حديثه عن المدارس، لفت بوسكاردي إلى أنّها من أولويات أونروا، واعتبر إعادة فتح أبواب المدارس في 14 سبتمبر/ أيلول، إنجازاً هاماً حدث في فترة قصيرة جداً بعد انتهاء الحرب الأخيرة.
ولفت إلى أنّهم لم يبدأوا بالتدريس مباشرة، بل عملوا على برنامج يهدف إلى تحسين حالة الطلاب النفسية، ووظّفت المنظّمة متخصصين اجتماعيين، للتحدّث إلى هؤلاء الصغار والتأكد من أنهم قادرون على بدء الدراسة من جديد.
كما تتابع "أونروا" ذلك البرنامج لغاية الآن، وهو يشكّل جزءاً من شراكتها مع "الخيرية الإسلامية" للاستمرار بمعالجة الصدمات النفسية التي تعرض لها الطلاب.
أما الهدف من توقيع عقد شراكة مع "الخيرية الإسلامية"، فيرتكز على مبدأ التعاون بين الجهتين، إذ تقوم "أونروا" بإيصال المعونات التي تحصل عليها من "الخيرية الإسلامية"، مباشرة إلى أصحابها من دون حاجة إلى وسيط بينها وبين اللاجئين.
ولدى "أونروا" مدارس في غزّة، يصل عدد طلابها إلى 245 مدرسة، كما توظف المؤسسة المدرّسين مباشرة، وينطبق الأمر ذاته على المراكز الصحية، وغيرها.
واعتبر بوسكاردي أنّ تلك الطريقة هي الأمثل للتأكد من تقديم العون بشكل مباشر إلى المحتاجين.
موضحاً أن الأمور تختلف في لبنان عن بقيّة المناطق، وذلك بسبب ترتيبات السلطات المحلية هناك، وعن السّماح للشباب للفلسطيني بإكمال دراسته الجامعية، تبقى قدرات "أونروا" عاجزة عن إيجاد حل لها، لأنّها لا تحل مكان الحكومة.
إلى ذلك، دعا مدير برامج وسياسة الخيرية الإسلامية إرفان راجبوت، إلى التبرع لمساعدة غزّة، وفسّر ماهية الشراكة مع أونروا، بعد أن ذكّر بتاريخ المؤسسة في دعم اللاجئين الفلسطينيين، وفقدانها العديد من موظفيها خلال الحرب الأخيرة على غزّة.
عساف ابن غزّة
وفي الختام، تحدّث محمد عساف، الذي أوضح أنّه من سكّان غزّة الذين عايشوا الحرب الصعبة في عام 2008 و2012، كما عبّر عن عميق حزنه لفقدان أقارب وأهل خلال العدوان الأخير على غزّة.
ونوّه إلى أنّه على الرغم من الألم، بيد أنّهم شعب يعيش على الأمل، أولاً الأمل بالله وثانياً بأحرار هذا العالم الذين يدعمون الصمود الفلسطيني.
وبصفته سفيراً للنوايا الحسنة، ومن خلال عمله مع وكالة غوث اللاجئين، لفت عسّاف إلى امتنانه لمؤسسة "أونروا" التي تكفّلت بمساعدة الشعب الفلسطيني منذ النّكبة عام 1948 حتى هذا اليوم، ولم تقتصر خدماتها على المعونات بل شملت التعليم والصحة، إذ استفاد هو شخصياً من تلك الخدمات، ووالدته التي تعمل مدرّسة في "الأونروا" لغاية اليوم.
ولم ينس عسّاف تقديم الشكر لكل إنسان يساند المكلومين، خصوصاً في فلسطين، والتبرعات التي تزرع الأمل في نفوس أهالي غزّة للبدء من جديد.