"كل يوم من ده" لمحمد حماقي... ألبوم من كل شيء

15 فبراير 2019
لم ينجح حماقي في خلق صور متجانسة للألبوم (فيسبوك)
+ الخط -
مع بداية العام الجديد، أصدر محمد حماقي ألبومه الجديد، "كل يوم من ده"، بعد غياب أربع سنوات عن الساحة الفنية. يعود حماقي بألبوم طويل، يتضمن 20 أغنية، يحاول فيها الرجوع إلى الساحة الفنية، وإيجاد مساحة له وسط كل التغيرات التي طرأت على المشهد الموسيقي في مصر.

عبر 20 أغنية، لم ينجح حماقي في خلق ربط أو صور متجانسة بينها، فبدا العمل غير متناسق، ويتضمّن خليطاً من كل الأشكال الغنائية المختلفة للبوب: من الأغاني العاطفية إلى الأغاني الحزينة، وتلك الاجتماعية.

تعاون حماقي في الألبوم مع عدد من الشعراء والملحنين والموزعين، فتاه ما بين الخبرة والشباب، ما بين الأسماء الكبيرة والأسماء الصاعدة في عالم أغنية البوب، وجاءت النسبة الكبرى في الكلمات للشاعر أيمن بهجت قمر. جاءت ألحان عمرو مصطفى كما لو كانت مؤلفة لعمرو دياب في وقت سابق، ثم انتقلت لتكون من نصيب حماقي. ولا ننسى التعاون مع رئيس الهيئة العامة للترفيه السعودية تركي آل الشيخ، وهو التعاون الذي أصبح شبه مفروض على أغلب نجوم الصف الأول في مصر.

المدهش في ألبوم حماقي، هو كيف يقف مطرب في أوج مرحلته العمرية في مساحة رمادية بهذا الشكل. حماقي الذي ظهر بشكل حقيقي على الساحة الفنية عام 2003، مع ألبوم خلينا نعيش، ليقدم بعده ستة ألبومات.

كان ظهور حماقي مبشراً بشكل عام مع بداية الألفية، وكان يتطور تدريجياً، ربما بشكل بطيء، لكن بأغانٍ له تترك أثراً كل فترة، وتثبّت وجوده على الساحة. لكن مع ألبوم الحالي يبدو الوضع مختلفاً.

لا ملامح في الألبوم الجديد، ربما هو كوكتيل لأجمل أغانٍ عمل عليها حماقي في أربع سنوات، ودرة من كل بستان، محاولة الوصول لكل شرائح الجمهور. تتحرك الأغاني من شكل لشكل ومن إيقاع لإيقاع، ومن شكل توزيع لشكل آخر، من دون تحديد حماقي لمساحته، بل يبدو صوته وأداؤه واقفين على الهامش تماماً.


الهامش هنا لا يتعارض مع النجاح والانتشار والحفاظ على المكانة الجماهيرية، وتحقيق أرقام مشاهدات عالية، فلهذا الهامش جمهور أيضاً وجماليات خاصة به، لكن، غالباً، يبقى هذا الجمال لحظياً زائلاً، لا يُحفر في ذهن الجمهور، يزول مع الأيام، ولا يبنى فوقه شيء. يبدو الأمر كما لو أنّه مجرّد ألبومات وإصدارات توضع بجوار بعضها البعض، إلا أنها لا تصنع تاريخاً لتجربة، لا توجد تجربة من الأساس.

يتضح مع نهاية الألبوم أن حماقي راضٍ بهذه المكانة، بالمكوث في المنطقة الآمنة. مكانة تضمن له صناعة ألبومات، وتلقى جزءاً من النجاح لعدة أيام، وعدداً لا بأس به من المشاهدات، لكن لا هدف، لا طموح فنياً، لا تاريخ، لا أغاني تعيش لسنوات، إنه نجاح على الهامش.

كانت أكثر أغاني الألبوم نجاحاً من حيث المشاهدات على اليوتيوب أغنية "خدني إليك"، من كلمات تركي آل الشيخ وألحان عمرو مصطفى. أغنية التي اشتهرت بجملة "أحبك يا أكسجين الروح". أغنية كل ما يقال عليها إنها عادية، ضعيفة الكلمات لدرجة مضحكة، لحن عادي به توزيع تركي باستخدام "دودوك" وهي آلة أرمنية الأصل.

هكذا، إذا نظرنا إلى مُعظم ما أُنتج في سوق البوب المصري منذ عام 2000 حتى يومنا هذا، سنجد أنّ هناك أسماءً كثيرة، تغنّي، تقريباً، أغنية واحدة، تنتمي إلى نمط التسعينيات. الألحان معظمها متقاربة، الكلمات كذلك، من دون أي محاولة تجديد أو اقتراح شيء مختلف.
المساهمون