بعد أن عُرض في ختام فعاليات "الصالون الوطني للفنون التشكيلية" التي أُقيمت في مدينة وهران الجزائرية مؤخّراً، يُنتَظر أن يُعرض الفيلم الوثائقي "إسياخم، الأب الروحي للفن التشكيلي الجزائري" للتشكيلية حفيظة ألمراكسي في عددٍ من المدن الجزائرية.
يتناول العمل سيرة الفنّان محمد إسياخم (1928 - 1985)، الذي يُعتبر أحد روّاد الحركة التجريدية في الجزائر والبلاد العربية، وقد عاصر التقلّبات السياسية والثقافية والتطورات التشكيلية التي عاشتها بلاده.
انعكست هذه التجارب العامة إلى جانب التجارب الخاصة القاسية، على الفنان وعمله بشكل أساسي، لا سيما بعد أن فقد ذراعه اليسرى إثر انفجار قنبلة عثر عليها في ثكنة عسكرية مهجورة حملها بين يديه وتسببت في قتل أختيه وطفل آخر من عائلته.
يتنقّل الشريط بين حياة الفنان الشخصية وعمله الفني، معتمداً في ذلك على مقابلات مع أقاربه وشهادات حية من بعض من عاصروه، إلى جانب مراجع نقدية تشكيلية.
ويتطرّق الوثائقي إلى عمل إسياخم مدرّساً في كلية "الفنون الجميلة" بوهران، حيث ترأّس ورشة الفنون التشكيلية في "المدرسة الوطنية للفنون الجميلة" في المدينة، وعمل مديراً تربوياً فيها بين 1964 و1966، ثم أصبح أستاذاً في "المدرسة الوطنية للفنون الجميلة" بالجزائر العاصمة بين 1968 و1971.
كان إسياخم تلميذاً لمحمد راسم، لكنه تأثّر بشقيقه عمر راسم فنّان المنمنمات، وعرض أعماله أوّل مرة في الجزائر خلال الأربعينيات. أمّا في باريس، فقد عُرضت لوحاته أول مرة عام 1951، قبل أن ينتقل للدراسة في "المدرسة العليا للفنون الجميلة" بالعاصمة الفرنسية عام 1963.
نشر إسياخم، أيضاً، كتاباً بعنوان "35 سنة في جهنم رسّام"، والذي عرض فيه بعض ملامح تجربته التشكيلية، وقد استفادت ألمراكسي من هذا الكتاب في فيلمها الوثائقي.
حاز إسياخم، الذي تصفه المخرجة بأنه "تجربة فنية فريدة من نوعها، والأب الروحي للفن التشكيلي الجزائري"، عدّة جوائز محلية وعربية وعالمية، من بينها "جائزة الأسد الذهبي" في روما، و"جائزة الماريشال بتان" في فرنسا، و"جائزة المعرض الدولي" في الجزائر.