محلل إسرائيلي: الاحتلال في حيرة بين "القاعدة" و"حزب الله"

31 اغسطس 2014
جندي إسرائيلي في الجولان المحتل (جاك غيوز/فرانس برس/getty)
+ الخط -

رأى محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، تسفي برئيل، في مقال له، نُشر اليوم الأحد، أن دولة الاحتلال تقف أمام خيارين؛ إما السماح للفصائل السورية المسلحة ومعها جبهة "النصرة"، فرع تنظيم "القاعدة" في سورية، بالسيطرة على معبر القنيطرة، أو السماح بذلك للنظام السوري ومعه حزب الله.

وبحث برئيل في مقاله معضلة الغرب والولايات المتحدة إزاء الموقف الواجب اتخاذه في سورية من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وباقي الفصائل السورية المسلّحة كـ"جبهة الإنقاذ" و"جبهة النصرة".

وقال إنّ الرغبة في طرد "داعش" من سورية وهزيمته تضع كل من نظام بشار الأسد والدولة الغربية أمام معضلة شائكة في الاختيار بين إبقاء السيطرة على معبر القنيطرة بأيدي "جبهة النصرة" وباقي التنظيمات الإسلامية المسلّحة الأخرى، التي تعمل معها لمنع تمدّد قوات تنظيم "الدولة الإسلامية" جنوباً، أو التغاضي عن نوايا نظام الأسد بإعادة السيطرة على المعبر سوية مع قوات حزب الله.

ولفت برئيل في هذا السياق إلى أن هذه ليست معضلة غربية فحسب، بل هي معضلة إسرائيلية معقدة؛ فعندما سيطر الجيش السوري الرسمي على معبر القنيطرة، تم الحفاظ على الهدوء لأكثر من أربعين عاماً. والآن فإن "الاختيار" هو للوهلة الأولى بين انتشار قوة مشتركة مكوّنة من  قوات الأسد مع قوات حزب الله على الحدود الشمالية الشرقية لفلسطين المحتلة، وبين انتشار ونشر قوات لـ"جبهة النصرة" وقوات أخرى من فصائل الثورة في سورية.

وبحسب برئيل، فإن التقديرات السائدة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ترى أن حزب الله من جهة، و"جبهة النصرة" وشركاءها من جهة أخرى، ليسوا معنيين الآن بفتح جبهة جديدة مع إسرائيل. ويرى أصحاب هذه التقديرات، أن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بدوره، على الرغم من شعاراته الرنانة التي يرفعها ضدّ إسرائيل، هو جسم عسكري يتحرك وفق منطق عسكري، وبالتالي سيمتنع عن جرّ إسرائيل إلى المعركة.

وقال الكاتب نفسه إن "داعش توسّع في العراق وسورية، وتكمن قوته في التعاون الطوعي، وليس القسري، للمواطنين ورؤساء القبائل والزعماء المحليين والموظفين مع قادته". 

من جهة ثانية، يشير برئيل إلى أنّ هناك اختلافا بين السيطرة على مدينة أو محافظة، وبين احتلال أهداف جديدة يستلزم نقل قوات من محافظة إلى أخرى للقتال، مضيفاً أن التطلعات السياسية لتنظيم "الدولة الإسلامية" ليست واضحة بعد.

وتساءل "هل سيكتفي التنظيم بالسيطرة على المناطق التي بسط سيطرته عليها لغاية الآن، والتي تحوي غالبية حقول النفط في سورية وعدد من حقول النفط العراقية، أم أنه يسعى لتبني نموذج "طالبان" في أفغانستان؟".

وبحسب النموذج الأفغاني، يقول برئيل، فقد تحول قسم من أقطاب "طالبان" إلى طرف في الحوار بعد الغزو الأميركي، بل إلى طرف ضروري في نظر النظام الأفغاني الجديد، بعدما شجعت الولايات المتحدة نفسها، هذا الحوار. وأضاف أنّه في ظل غياب استراتيجية واضحة، من شأن سورية والعراق، أن يواجها الواقع نفسه.

المساهمون