أصدرت المحكمة العليا للاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، قرارا احترازيا بعدم تحويل جثامين الشهداء المحتجزة في الثلاجات إلى مقابر الأرقام، وأمهلت حكومة الاحتلال 45 يوما لتوضيح أسباب احتجاز الجثامين وعدم تسليمها لعائلاتهم.
وقال مدير عام مركز القدس للمساعدات القانونية، المحامي عصام العاروري لـ"العربي الجديد": "رفضت المحكمة تحويل الشهداء إلى مقابر الأرقام، إذ كنا نخشى نقلهم إلى المقابر، وكنا أيضا نتوقع أن يكون قرار المحكمة اليوم نهائيا بخصوص الجثامين، لكن الاحتلال يماطل في إصدار القرار بهدف زيادة معاناة أهالي الشهداء".
وأضاف: "كان على المحكمة أن تصدر قرارا نهائيا، كونها ليست الجلسة الأولى بل سبقها جلسات عدة، قدمت خلالها التماسات تطالب بالإفراج عن الجثامين وتسليمها لعائلاتها كي يتم تشييعها بالطريقة اللائقة، عدا عن المراسلات القانونية للمحكمة، لكن الاحتلال يماطل بتأجيل البت في القضية ويعقد جلسات متباعدة، ما يؤكد أن هناك قرارا سياسيا إسرائيليا يتحكم بإصدار قرارات المحكمة".
وأشار العاروري إلى أن المحكمة أمهلت حكومة الاحتلال والنيابة العسكرية 45 يوما، لتوضيح سبب احتجاز الجثامين وإبقائها داخل ثلاجات الاحتلال، ورفض تسليمها لعائلات الشهداء.
وقمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، تزامنا مع انعقاد المحكمة، مسيرة تطالب بتسليم جثامين الشهداء، بعد وقفة نُظمت عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم إلى الجنوب من الضفة الغربية المحتلة.
وعند وصول المسيرة إلى المدخل الشمالي للمدينة، باشر جنود الاحتلال بإطلاق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المشاركين فيها، فأصيب عدد منهم بالاختناق جراء استنشاقهم للغاز، في حين قدمت طواقم الإسعاف المتواجدة العلاج لهم.
وشارك في الوقفة عدد من أهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم، وممثلون عن الفصائل الفلسطينية والمؤسسات، وناشطون وحقوقيون فلسطينيون، كما رفع المشاركون صور الشهداء ولافتات كتب عليها عبارات تطالب بتسليم الجثامين لعائلات الشهداء.
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع: "إن وقفتنا اليوم تأتي للمطالبة باسترداد جثامين الشهداء التي تحتجزها سلطات الاحتلال، منتهكة بذلك كافة القوانين الدولية، التي تنفذ من خلالها جريمة كبرى لا يمكن تحملها، وجريمة أخرى بطريقة احتجازهم التعسفية والانتقامية".
وناشد قراقع كافة الجهات الحقوقية والدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة بالتدخل العاجل من أجل وضع حد لتمادي سلطات الاحتلال الواضح في هذه القضية، مشيرا إلى أن احتجاز الجثامين موضوع هام لا يمكن السكوت عنه، واصفا إياه بالمتفجر في الشارع الفلسطيني في حال استمر الاحتلال الإسرائيلي بسياسة احتجاز جثامين الشهداء.
ولفت قراقع إلى أن قوات الاحتلال تحتجز في ثلاجاتها سبعة شهداء هم: عبد الحميد أبو سرور، ومصباح أبو صبيح، ورامي عورتاني، ومحمد الفقيه ومحمد الطرايرة، وفادي قنبر، وإبراهيم مطر، الذين استشهدوا منذ بداية الهبة الشعبية مطلع أكتوبر/ تشرين الأول عام 2015. كما تحتجز سلطات الاحتلال أكثر من 252 جثمان شهيد في مقابر الأرقام منذ عام 1967، عدا عن المفقودين.