محققون من الصحة العالمية في الإمارات بسبب "كورونا"

06 يونيو 2014
التقصير في إجراءات الوقاية سبب زيادة الإصابات (Getty)
+ الخط -

قال محققون من منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة، إن أوجه قصور في إجراءات الوقاية من العدوى في أحد المستشفيات أدت إلى تفاقم تفشي (فيروس كورونا) الذي أصاب أكثر من 60 شخصا وأودى بحياة عشرة على الأقل في الإمارات العربية المتحدة.

لكن خبراء المنظمة قالوا إنهم لم يعثروا على أدلة على انتقال فيروس كورونا من إنسان إلى آخر.

وأبلغ الخبراء -الذين أجروا تحقيقهم على مدى خمسة أيام- الإمارات بالنتائج التي توصلوا إليها، وقالوا في بيان نقلت -وكالة رويترز أجزاء منه- "يبدو أن الزيادة الأخيرة في الحالات في أبوظبي سببها تضافر عدة عوامل، منها مخالفات في إجراءات الوقاية ومكافحة العدوى في منشآت للرعاية الصحية وفي المراقبة النشطة".

وأشادت منظمة الصحة العالمية بتعامل الإمارات مع المشكلة، قائلة إن السلطات "تتابع بجدية" حالات الإصابة بفيروس كورونا، بما في ذلك إجراء تحليلات متكررة للتحقق حين تشفى الحالات من الفيروس.

وقال بيتر بن مبارك الذي رأس وفد المنظمة "ستقدم هذه البيانات إسهاما مهما لتقييم المخاطر ولتوجيه استجابة قطاع الصحة على المستوى الدولي".

ووجهت الإمارات الدعوة إلى فريق من ستة أعضاء من منظمة الصحة العالمية والشبكة العالمية للإنذار بحدوث الفاشيات ومواجهتها، بعد زيادة أعداد الحالات هناك في أبريل/نيسان.

وقال الفريق إنه اجتمع مع خبراء من هيئة الصحة في أبوظبي وهيئة الصحة في دبي وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية وزار المستشفى الذي تم رصد ثلثي حالات الإصابة بالبلاد فيه، دون الكشف عن اسمه أو مكانه.

وقال بن مبارك: "نحن معجبون بكمّ البيانات والمعلومات التي جمعتها الإمارات خلال التحقيق في متلازمة الشرق الأوسط التنفسية من أجل فهم أفضل للفيروس".

وأضاف: "هذه المعلومات لها أهمية كبرى لبقية العالم من أجل المساعدة على اكتشاف مصدر الفيروس ومسارات انتقاله من الحيوانات إلى البشر".

وكانت الإمارات أعلنت الأربعاء، أنّ الفيروس أسفر عن وفاة عشرة أشخاص بينهم ستة مواطنين اماراتيين وأربعة أجانب، في أوّل حصيلة رسمية للوفيات منذ الإعلان في أبريل/ نيسان الماضي عن وفاة ممرض فيليبيني في الإمارات.

وقالت "رويترز" إن انتقادات وُجهت للسعودية لتعاملها مع الفيروس، الذي يقول مسؤولون بمجال الصحة العامة إنه كان يمكن السيطرة عليه لو كان المسؤولون والعلماء هناك قد تعاونوا بدرجة أكبر، لإعداد دراسات عن كيفية انتقال الفيروس ومن أين يأتي.

وتقول وزارة الصحة السعودية إنها اتخذت إجراءات جديدة لتحسين جمع البيانات والإبلاغ عن الحالات والشفافية، ويشمل هذا وضع معايير موحدة للتحاليل وصياغة توجيهات إرشادية أفضل لوضع البيانات على العينات وتخزينها.

وتعتبر السعودية –التي أقالت مسؤولين كبار في وزارة الصحة بسبب المرض- أول بؤرة للفيروس الذي ظهر في 2012، وهي البلد الذي يسجل أكبر عدد من الإصابات والتي بلغت 284 وفاة حتى يوم الخميس، وكانت وزارة الصحة السعودية أعلنت الأسبوع الماضي بعد مراجعة شاملة وتدقيق لحالات الإصابة بالمرض في المملكة أن العدد الفعلي لضحاياه أكثر مما تم الإعلان عنه سابقا بـ 92 وفاة، ما يرفع نسبة الوفيات جراء الإصابة بالفيروس في السعودية الآن إلى 41 في المئة بدلا من نسبة 33 في المئة التي كانت معتمدة، لكن الوزارة قالت إنه على الرغم من ارتفاع العدد الإجمالي للحالات السابقة فإن معدل الإصابة في أحدث تفش للفيروس يتباطأ على ما يبدو.

ويعد فيروس "كورونا"، أو ما يسمى الالتهاب الرئوي الحاد، أحد الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، ولا توجد حتى الآن على مستوى العالم معلومات دقيقة عن مصدر هذا الفيروس ولا طرق انتقاله، كما لا يوجد تطعيم وقائي أو مضاد حيوي لعلاجه.

ونتيجة لارتفاع معدل الوفيات بين المصابين بالفيروس، والتقارير عن انتقاله بين البشر زادت المخاوف من تحوله الى وباء.

وحتى الآن أصاب كورونا أكثر من 800 شخص على مستوى العالم توفي منهم 310. ومعظم الحالات في السعودية لكن ظهرت حالات متفرقة ومجموعات من الحالات في الشرق الأوسط واوروبا وآسيا والولايات المتحدة، ويعتقد خبراء أنه يشبه على نحو يدعو إلى القلق تفشي متلازمة الجهاز التنفسي الحادة المعروفة باسم "سارس" والتي أصابت نحو 8000 شخص عام 2003 وتسببت في وفاة نحو 800. ويعتقد الخبراء أيضاً بوجود أوجه تشابه بين الجينات الوراثية لمسببات متلازمة الشرق الأوسط التنفسية ومتلازمة الجهاز التنفسي الحاد.

المساهمون