استمع إلى الملخص
- وزارة الصحة السودانية أعلنت تفشي الكوليرا نتيجة الأوضاع البيئية والمياه غير الصالحة للشرب، مع تضرر ولايتي كسلا والقضارف بشكل خاص.
- النزاع المستمر منذ 16 شهراً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أدى إلى نحو 19 ألف قتيل و12 مليون نازح، مع تزايد الدعوات لتجنب كارثة إنسانية.
أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أنّ سيول السودان الناجمة عن الأمطار الغزيرة المتساقطة أجبرت أكثر من 117 ألف سوداني إلى النزوح فجأة، فيما ألحقت أضراراً بأكثر من 32 ألف مبنى بصورة جزئية أو كليّة، وذلك في الفترة الممتدّة من الأول من يونيو/ حزيران الماضي إلى 12 أغسطس/ آب الجاري. وفصّلت المنظمة، في بيان أصدرته مساء أمس السبت، أنّ سيول السودان أدّت إلى "نزوح ما يقدر بنحو 117 ألفاً و835 فرداً في 12 ولاية مختلفة في السودان من أصل 18 ولاية". أضافت أنّ نحو 32 ألفاً و611 مبنى تضرّرت جزئياً أو كلياً من جرّاء الأمطار الغزيرة والسيول التي شكّلتها.
وكانت وزارة الصحة قد أعلنت، يوم الأربعاء الماضي، ارتفاع عدد الوفيات من جرّاء سيول السودان، التي اجتاحت ولايات عدّة، من 68 وفاة إلى 76 منذ يونيو الماضي، علماً أنّ موسم الأمطار في البلاد يبدأ سنوياً في شهر يونيو ويستمرّ حتى شهر أكتوبر/ تشرين الأول. وسيول السودان الناجمة عن الأمطار الغزيرة لم تؤدّ فقط إلى نزوح عشرات آلاف الأشخاص من مناطقهم، إنّما أيضاً إلى ظهور عدد من الأمراض وسط تدهور الظروف البيئية والصحية والاكتظاظ في أماكن النزوح، وقد سُجّل ازدياد في حالات الإسهال خصوصاً بين الأطفال.
ويأتي الإعلان عن الخسائر التي تسبّبت فيها سيول السودان الأخيرة، على مختلف المستويات، بالتزامن مع إعلان تفشّي الكوليرا رسمياً في البلاد، بحسب ما أفادت وزارة الصحة السودانية أمس السبت، نتيجة الأوضاع البيئية والمياه غير الصالحة للشرب في عدد من المواقع. وقد أوضح وزير الصحة السوداني هيثم إبراهيم، في تصريحات صحافية، أنّ قرار إعلان تفشي الكوليرا في السودان اتُّخذ بحضور كلّ المعنيين على المستوى الاتحادي ووزارة الصحة في ولاية كسلا (شرق) ووكالات الأمم المتحدة المعنية وعدد من الخبراء. وبيّن إبراهيم أنّ ولايتَي كسلا والقضارف (شرق) هما الأكثر تضرّراً من الوباء، من دون أن يحدّد عدد الحالات التي رُصدت.
وتتزامن أضرار سيول السودان هذا العام وإعلان تفشّي الكوليرا وسط استمرار المعاناة في هذا البلد الأفريقي، من جرّاء الحرب الدائرة منذ أكثر من 16 شهراً بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). يُذكر أنّ النزاع المتواصل منذ منتصف إبريل/ نيسان 2023 أسفر عن نحو 19 ألف قتيل ونحو 12 مليون نازح ولاجئ، وفقاً الأمم المتحدة. يأتي ذلك مع تزايد الدعوات الأممية والدولية من أجل تجنيب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة، مثل ما هو حاصل في مخيم زمزم للنازحين في ولاية شمال دارفور غربي البلاد، من جرّاء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتدّ إلى 12 ولاية.
(الأناضول، العربي الجديد)