محطة صراع جديدة..روسيا تناور أوروبا عبر اليونان المتعثّرة

12 فبراير 2015
ميركل وبوتين في لقاء سابق (Getty)
+ الخط -
لم تُضع روسيا وقتاً كبيراً كي تبدأ مع أوروبا وأميركا مناورة باردة جديدة، عبر اليونان التي دخلت في خلاف اقتصادي وسياسي كبير مع الاتحاد الأوروبي منذ فوز اليساري ألكسيس تسيبراس بتشكيل الحكومة. 
وقال نائب وزير الخارجية اليوناني، نيكوس كونتيس، إن روسيا والصين عرضت على اليونان دعماً اقتصادياً، رغم أن أثينا لم تطلب، موضحاً أن الدعم المعروض يشمل مساعدات مالية وفرص للاستثمار.
واستبعدت أثينا، حتى الآن، طلب مساعدات من روسيا في ظل سعيها للتوصل لاتفاق مع شركائها الأوروبيين لتفادي أزمة تمويل كبيرة، رغم أن وزير الدفاع اليوناني، بانوس كامينوس، أشار أمس الأول، الثلاثاء، إلى أن بلاده يمكنها دائماً أن تبحث عن المساعدة في أماكن أخرى.
وأجرى وزير خارجية اليونان، نيكوس كوتزياس، محادثات مع وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، في موسكو، أمس الأربعاء، ما عزّز توقعات المراقبين بأن تسعى أثينا للحصول على مساعدة مالية من خارج منطقة اليورو إذا فشلت مفاوضاتها مع شركائها الأوروبيين.
واتجهت الحكومة اليونانية الجديدة، التي شكلها حزب سيريزا، إلى إنهاء إصلاحات حصلت بموجب الاتفاق على تنفيذها مع الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، على برنامج إنقاذ مالي بقيمة 240 مليار يورو (272 مليار دولار).
وبهذه المواجهة، فإن عاملاً مشتركاً مهماً يربط بين روسيا واليونان، فضلاً عن علاقات اقتصادية وسياسية قديمة.

كما تشهد العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا توتراً هو الأسوأ منذ الحرب الباردة، على خلفية الأزمة في أوكرانيا.
وكان تسيبراس قد التقى بالسفير الروسي في أثينا بعد ساعات من توليه منصبه الجديد، في يناير/ كانون الثاني الماضي، كما عقد لقاءً مع مسؤولين روسيين في شهر مايو/ أيار 2014.
وتملك الدولتان علاقات تجارية مشتركة، حيث بلغت واردات اليونان من روسيا نحو 13% من إجمالي وارداتها في عام 2013.
وقالت وكالة "سي إن إن موني" الأميركية، قبل أسبوعين، إن اليونان تهدد بكسر الصف الأوروبي بشأن كيفية الرد على تجدد العنف في أوكرانيا، حيث أعلن قادة الاتحاد الأوروبي، في أواخر يناير الماضي، أن هناك أدلة على زيادة الدعم الروسي للانفصاليين في شرق أوكرانيا، في حين أبدت الحكومة اليونانية غضبها بسبب عدم استشارتها قبل إلقاء بيان الاتحاد.
وتصاعدت اللهجة بين أثينا وبرلين، بعد توجيه وزير المالية الألماني، فولفغانغ شويبله، تحذيراً إلى اليونانيين.
وقال شويبله، مساء أمس الأول، في ختام اجتماع لمجموعة العشرين في إسطنبول: "إننا لا نتفاوض بشأن برنامج جديد، فلدينا برنامج".
ورد ألكسيس تسيبراس، أمس الأربعاء، من منصة البرلمان اليوناني مباشرة قبل تصويت النواب على منح الثقة لحكومته: "يمكن لشويبله أن يطلب ذلك منّا بأي شكل. لن نطلب تمديد خطة المساعدة".
وبدون مفاجأة حصل تسيبراس على الثقة من النواب، أمس، على حكومته بغالبية كبيرة.
وتبدو المواجهة محتومة بين اليونان، التي وعد رئيس وزرائها الجديد باستعادة الكرامة أمام الجهات الدائنة، وبين ألمانيا المتمسكة بسياسة التشدد المالي في الاتحاد الأوروبي.
لكن تسيبراس أنهى خطابه الحازم جداً أمام البرلمان، أمس، بفسحة أمل، قائلاً: "إنني واثق من أن شركاءنا في الاتحاد الأوروبي سيردون بإيجابية على مقترحاتنا".
وأكد تسيبراس أن حكومته تحترم الوزن الاقتصادي والسياسي المميّز لبعض شركاء بلاده الذين يشكلون محرك أوروبا، مثل ألمانيا.
وتابع: "لكننا نحذرهم من أن يراهنوا على القوة والمواجهة. سيفهمون أنهم يرتكبون خطأً مأساوياً. إنهم لا يضرون بالضعفاء، فهم يضرون بأنفسهم ويضرون بأوروبا".
المساهمون