بداية الموسم الحالي رسمت طريقاً مغايراً للكرة الجزائرية، بانتقال رياض محرز لتمثيل أحد أبرز الأندية العالمية في السنوات الأخيرة، وهو نادي مانشستر سيتي الإنكليزي، بعد صولات وجولات مع كتيبة "ثعالب" ليستر سيتي، في صفقة مدوية بلغت قيمتها 65 مليون جنيه إسترليني، ليكون ابن الصحراء، رفقة عبقري التدريب بيب غوارديولا، الذي راهن على نجمه في الكثير من المناسبات خلال الموسم الجاري.
استعادة ذاكرة التهديف والعودة لمعانقة الشباك كانت حصة القناص إسلام سليماني، الذي انتقل لتمثيل كبير تركيا فريق فنربخشة، لينجح معه في السير على خطى أيام المجد، بعد الأزمة التي ضربت اللاعب رفقة ليستر سيتي، وبقائه حبيس الدكة في الكثير من الأحيان.
غاب الأخير بداعي الإصابة عن صفوف كتيبة محاربي الصحراء، لكن خيار المدرب لم يكن صعباً لتعويضه، لأن أسامة درفلو كان في قمة عطائه رفقة فريقه فيتيسه أرنهيم الهولندي، ولم يحد آدم أوناس هو الآخر عن خطى رفقائه بعدما كسب رهان المدرب أنشيلوتي في الجولات الأخيرة مع أبناء الجنوب، ليسجل حضوراً جزائرياً مميزاً، لم يكن بالجديد على أرضية ملعب "سان باولو" التي تنتظر عودة أحد من سطر نجاحات الجيل الذهبي للكتيبة "السماوية"، وهو فوزي غلام، الذي يعاني إصابة أبعدته منذ فترة ليست بالقصيرة.
ولا يمكن أن نسرد كتيبة التألق الجزائرية دون المرور بياسين براهيمي، صاحب الصولات والجولات في الدوري البرتغالي رفقة بورتو، ما جعله مطمعاً لكبار الأندية العالمية خلال سوق الانتقالات الشتوية القادم.
ستة نجوم اختصروا قائمة كبيرة صنعت المجد، وقدمت نفسها للعالمية، لكنها أخفقت في صنع توليفة مميزة تعيد أيام الزمن الجميل لـ"محاربي الصحراء"، فمنذ رحيل المدرب البوسني حليلوزيتيش، صاحب إنجاز التأهل إلى الدور الـ16 في مونديال 2014، لم نجد من يحمل راية الكرة الجزائرية إلى العالمية من جديد، بعد الإخفاق في بلوغ المونديال الروسي، رغم خلافة الوطني رابح ماجر، للإسباني لوكاس ألكاراز، لكن الأول واجه انتقادات شديدة من الجماهير والمسؤولين، نظراً لتراجع أداء المنتخب واللجوء لبعض الخيارات على مستوى اللاعبين المحترفين.
كل ذلك قاد الكرة الجزائرية إلى النفق المظلم، ووضع الجماهير في خانة الإحباط، بعد فسحة أمل جعلتهم ربما يغالون في سقف أحلام قوبلت بنتائج لم ترض القاصي والداني، ليلجأ الاتحاد لخيار وطني جديد تمثل بجمال بلماضي، الذي قاد فريق الدحيل القطري لأبرز إنجازاته، ليعمل الأخير على خلق ثورة عرفت استبعاد عدد ليس بالقليل من اللاعبين، وانضمام أسماء جديدة، وضعت كتيبة الخضر بصدارة مجموعتهم في تصفيات أمم أفريقيا 2019.
تلوح بارقة أمل في استعادة رفاق محرز للهيبة الكروية، لتقربهم من اعتلاء منصات التتويج في البطولة القارية بعد فراق دام 19 عاماً، واللحاق بركب المتأهلين للمونديال العالمي للمرة الخامسة، في نسخة قطر 2022.