أنهى مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية جون برينان زيارته التي امتدت يومين إلى القاهرة، بلقاء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومدير المخابرات المصرية خالد فوزي بقصر الاتحادية الرئاسي، حيث استعرضوا نتائج الحوار الاستراتيجي الأميركي ــ المصري الذي عقد في القاهرة أغسطس/آب الماضي، في ما يتعلق بالتعاون الأمني والاستخباراتي.
وذكرت مصادر مصرية مطلعة، أن برينان ناقش مع المسؤولين المصريين خلال الزيارة سبل تطوير التعاون الاستخباراتي بين القاهرة وواشنطن، في ما يتعلق بالحرب على الإرهاب، وذلك من خلال تبادل المعلومات بشأن التنظيمات والجماعات الناشطة في مصر، والمرتبطة بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وعلى رأسها تنظيم "ولاية سيناء" وما تبقى من جماعة أنصار بيت المقدس، التي تحول عدد كبير من قادتها لتشكيل تنظيم الولاية.
وبحسب المصادر، فإن "هناك إرادة مشتركة من القاهرة وواشنطن على إعادة التعاون الاستخباراتي بينهما إلى سابق عهدها في فترة الرئيس الأسبق حسني مبارك، وأن السيسي يراهن على أن يكون هذا التعاون ركيزة لتحسين العلاقات مع واشنطن في مختلف المجالات، وألاّ يقتصر على المجال الأمني والمعونة الاقتصادية".
اقرأ أيضاً الاستخبارات الأميركية بحلّة جديدة: إعادة هيكلة وحروب رقمية
ونقلت الرئاسة المصرية على لسان السيسي تأكيده، أن "مصر تقدر علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، وتتطلع إلى تدعيمها والارتقاء بها إلى آفاق أرحب، وأن ينسحب تميز العلاقات الأمنية والعسكرية بين البلدين إلى كافة جوانب العلاقات بينهما".
من جهته، طلب برينان التعرف على تطورات الرؤية المصرية إزاء التعاون في عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب ومواجهة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة في منطقة الشرق الأوسط، وكذا تسوية أزمات المنطقة، فأجابه السيسي -بحسب بيان رسمي- بأن "الرؤية المصرية تقدر أهمية تعزيز جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة ومواجهة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة المتواجدة في بعض دولها، من خلال مقاربة شاملة تضمن وقف الانتشار السريع لتلك الجماعات، ويتعين أن تشمل المواجهات العسكرية والتعاون الأمني، وكذا الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، والأبعاد الفكرية والثقافية".
وأعاد السيسي تأكيده أن "الحرب التي يشنها الجيش المصري على المسلحين الجهاديين في سيناء تقتصر على منطقة محدودة لا تتجاوز 1% من مساحة سيناء الإجمالية"، وشدد على "دعم مصر تدعم الجهود الرامية لتسوية الأزمات في عدد من دول المنطقة والتوصل إلى حلول سياسية لها، بما يحافظ على وحدة أراضي تلك الدول وسلامتها الإقليمية، ويصون كياناتها ومؤسساتها ومقدرات شعوبها".
اقرأ أيضاً: برلمان مصر يصوت على قوانين "رئاسة السيسي" والجيش والإرهاب