مجندات و حاخامات يقتحمون باحات الأقصى تنفيذا لخطط التقسيم

18 مارس 2014
اقتحمت نحو 100 مجندة المسجد صباحاً
+ الخط -

سلطات الاحتلال ماضية في خططها لتقسيم المسجد الأقصى في القدس المحتلة، زمانياً تمهيداً للتقسيم المكاني، كما حصل مع المسجد الإبراهيمي؛ مخططات تأتي بموازاة تواصل الاقتحامات اليومية والاعتداء على المصلين، كان آخرها ما جرى اليوم الثلاثاء، حيث اقتحمت هذه المرة عشرات المجندات الإسرائيليات باحات المسجد.

واقتحمت نحو 100 مجندة و13 متطرفا يهودياً المسجد الأقصى برفقة مرشدين وأدلاء سياحة من الحاخامية الكبرى في إسرائيل، بالرغم من احتجاجات مسؤولي الأوقاف وحراس المسجد الأقصى.

وفي خطوة غير مسبوقة، حظرت قوات الاحتلال فجر أمس الاثنين، دخول المصلين المسلمين، بما في ذلك حراس المسجد الأقصى ومئات تلاميذ المدارس الشرعية التابعة للأوقاف الإسلامية إلى باحات المسجد.

ووصف أحد مسؤولي الحرس إجراءات الاحتلال بأنها غير مسبوقة فيما يتعلق بالحراس والطلاب، حيث سُدّت أبواب المسجد أمامهم، وطُلب منهم الانتظار إلى حين تلقي تعليمات جديدة من قيادة شرطة الاحتلال في المكان، وهو إجراء لم يتخذ سابقا.

وقال حارس آخر، إنه رفض وزملاءه الانصياع لأوامر شرطة الاحتلال، التي طلبت منهم التوجه إلى باب الأسباط للدخول من هناك، وتمكنوا من اجتياز حاجز للشرطة عند باب حطة، ونفذوا بعد ذلك اعتصاما بالقرب من مكتب دائرة الأحوال في المسجد الأقصى احتجاجاً على السلوك المهين لشرطة الاحتلال بحقهم، وطالبوا إدارة الأوقاف الاسلامية بخطوات حازمة وحاسمة ضد ممارسات الاحتلال.

وروى أحد الحراس، أنه تزامناً مع منع المسلمين من دخول الأقصى سمحت شرطة الاحتلال لعشرات المتطرفين باقتحام الأقصى بقيادة الحاخام المتطرف إيهودا غليك، الذي كال الشتائم على الحراس، ووصف مسؤولي الأوقاف بأنهم "كلاب، بلا وزن أو قيمة بالنسبة إليه".

ولم يلتزم غليك حتى بتعليمات شرطة الاحتلال، حيث أدى طقوسا تلمودية، ناهيك عن شتم حراس المسجد. ونتيجة لاعتداءاته وتصرفاته المتطرفة والعنصرية، أُجبرت شرطة الاحتلال على إصدار أمرا يُمنع بموجبه الحاخام من دخول المسجد الأقصى لعشرة أيام اعتباراُ من اليوم.

وفي وقت لاحق من الأمس، وبعد انتهاء الفترة الأولى لما يسمى برنامج السياحة الأجنبية للأقصى، سمحت شرطة الاحتلال للنساء فقط بالدخول ولكبار السن من الرجال أيضا، لكن بعد احتجاز بطاقاتهم الشخصية.

بدوره، وصف مسؤولو الأوقاف ومن بينهم رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب، والمفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، والشيخ محمد حسين، ما جرى أمس من قيود على دخول المصلين، بأنه من أسوأ الأيام التي تمر على الأقصى.

وطالب سلهب الحكومة الأردنية بالتحرك العاجل لوقف التعديات على المسجد الأقصى وموظفي دائرة الأوقاف والحراس، محذراً من أن ما جرى ينذر بمواجهة شاملة. فيما ندد المفتي العام بانتهاكات الاحتلال للأقصى وتدنيس جنوده ومستوطنيه لباحاته، داعيا إلى موقف عربي وإسلامي حازم في وجه هذه الممارسات الإسرائيلية العدوانية.

وكانت البلدة القديمة، خاصة حي باب حطة، قد شهدت مواجهات عنيفة بين شبان الحي وجنود الاحتلال الذين ردّوا بحملة دهم شرسة وعنيفة لمنازل المواطنين، تخللها إطلاق قنابل الصوت والغاز والعيارات المطاطية ما أوقع نحو 10 إصابات، بينما تعرضت نسوة للضرب داخل منازلهن.

وسبق ذلك إصابة واعتقال نحو 15 شاباً في مواجهات أعقبت أطول سلسلة بشرية قارئة حول أسوار القدس القديمة، شارك فيها نحو ثمانية آلاف من الشبان والفتيات وعشرات المثقفين والفنانين والمسرحيين المقدسيين، ومن داخل فلسطين المحتلة عام 48.

ووصف الكاتب والروائي جميل السلحوت، هذه الفعالية بأنها أعظم تظاهرة ثقافية يقودها الشباب الفلسطيني، من حيث قدرة القائمين عليها على حشد هذا العدد الكبير من الشبان وانتظامهم سوياً في القدس، عاصمة فلسطين المهددة بمزيد من التهويد والاغتصاب.