ويأتي تدشين البنك، الذي يعرف أيضاً باسم بنك بريكس، بعد فترة قصيرة من تأسيس البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، الذي تقوده الصين. وسيقوم البنك الجديد بتمويل مشاريع بنية تحتية ومشاريع تنموية في دول مجموعة بريكس للاقتصادات الناشئة، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
وتم افتتاح البنك، اليوم، بعد انتظار طويل منذ اقتراح تأسيس بنك التنمية الجديد أول مرة في عام 2012. وتأخر تدشين البنك بسبب خلافات حول تمويله وإدارته ومقره.
وقال رئيس البنك الجديد، كوندابور فامان كاماث: "ليس هدفنا هو تحدي النظام القائم بالفعل، بل أن نحسن ونكمل هذا النظام على طريقتنا".
وأضاف أنه عقب اجتماع مع البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية في بكين قرر بنك التنمية الجديد تأسيس خط ساخن مع البنك الآسيوي لمناقشة القضايا وتوطيد العلاقات بين "مؤسستين جديدتين تجمتعان معاً على نهج مختلف تماماً".
وقال وزير المالية الصيني لو جي وي، خلال حفل تدشين البنك، إن بنك التنمية الجديد لدول "بريكس" سيكمل النظام المالي الدولي القائم بطريقة سليمة وسيترك آثارا إيجابية على الاقتصاد العالمي.
وأقيم حفل الافتتاح في شنغهاي حيث مقر بنك التنمية الجديد، لكنه شهد تمثيلاً أقل مستوى نسبياً مقارنة مع مراسم توقيع بنود الاتفاق الخاص بالبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية في يونيو/حزيران الماضي، والتي حضرتها وفود من 57 دولة، والرئيس الصيني، شي جين بينغ.
وسيكون رأس المال المبدئي لبنك التنمية الجديد 50 مليار دولار تتقاسمها بالتساوي الدول الخمس الأعضاء، التي ستتقاسم أيضاً حقوق التصويت بالتساوي. وستتم زيادة رأس المال إلى 100 مليار دولار خلال العامين القادمين.
كما ستقوم الدول الأعضاء بإنشاء صندوق احتياطات نقدية بقيمة 100 مليار دولار. وتعهدت الصين بالمساهمة بمبلغ 41 مليار دولار، بينما ستساهم البرازيل والهند وروسيا بمبلغ 18 مليار دولار لكل منهما، وستساهم جنوب أفريقيا بمبلغ 5 مليارات دولار.
وينتظر أن يمنح البنك الجديد أول قرض خلال شهر أبريل/نيسان المقبل.
وكانت دول مجموعة "بريكس" قد وقعت خلال قمتها السادسة التي انعقدت في فورتاليزا البرازيل في شهر تموز/يوليو 2014، على اتفاقية تأسيس "بنك التنمية الجديد"، وكان من المقرر أصلا أن يحمل البنك اسم بنك التنمية لدول "بريكس"، ولكن الدول المشاركة قررت في وقت لاحق التخلي عن هذا الاسم حتى يتسنى لدول أخرى المشاركة في رأس ماله.
وكان إطلاق بنك التنمية الجديدة في أوفا الروسية تزامن مع إطلاق أداة مالية أخرى وهي صندوق بريكس الذي يكفل للدول الأعضاء توفير الدولار في حال واجهت إحدى الدول الأعضاء مشاكل في السيولة من الدولارات.
وتضم مجموعة "بريكس" كلا من روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا، ويبلغ إجمالي عدد السكان فيها 2.83 مليار نسمة ما يشكل 42% من سكان العالم.
وتحتل دول مجموعة "بريكس" 26% من مساحة الأراضي في العالم، ويبلغ إجمالي الناتج المحلي في دول "بريكس" 15.435 تريليون دولار أي 14.6% من إجمالي حجم الناتج المحلي العالمي.
اقرأ أيضاً: الفرار من الهيمنة الأميركيّة