مجلس الأمن يطلق حملة تعبئة دولية لمواجهة "إيبولا"

18 سبتمبر 2014
عمليات دفن جثث مصابة بإيبولا (GETTY)
+ الخط -

تبنى مجلس الأمن، بالإجماع، قراراً دولياً حول وباء إيبولا، في خطوة استثنائية خلال جلسة طارئة دعت إليها الولايات المتحدة، التي ترأس الدورة الحالية للمجلس.
ورأى المجلس أن إيبولا، الذي حصد حتى الآن أرواح حوالي 2622 شخص من أصل أكثر من 5000 الآف مصاب "يشكل تهديداً للسلام والأمن الدولي".
ويدعو القرار الدول الأعضاء والمنظمات والاتحادات، كالإتحاد الأوربي والإفريقي إلى "تعبئة فورية بغية تشكيل طواقم طبية متخصصة تعمل على الكشف عن المرض وانتشاره والعمل على معالجة الحالات المشتبه بها". ويرى القرار ضرورة التحرك بسرعة لتقديم مساعدات عاجلة "للدول التي ينتشر فيها المرض بسرعة كبيرة وخاصة دول غينيا وسيراليون وليبيريا". ويدعو إلى تقديم هذه المساعدات العاجلة عن طريق "تأمين المستشفيات الميدانية والأدوية والطاقم الطبي، إضافة إلى القدرات اللوجستية الضرورية".

وكانت الأمم المتحدة أعلنت قبل نحو الشهر عن حاجتها إلى منح تصل إلى 100 مليون دولار بغية محاربة انتشار المرض في غرب أفريقيا، لكن التفشي المخيف والسريع أدى بالمسؤولين في منظمة الصحة العالمية، إلى مضاعفة هذا المبلغ عشر مرات، حيث أعلنت المنظمة عن حاجتها إلى مليار دولار حالياً للحد من تفشيه.

وطالب الأمين العالم للأمم المتحدة، بان كي مون، مجدداً هذا الأسبوع برفع الحظر عن الرحلات الجوية والبحرية للدول التي ينتشر فيها المرض، قائلا إن ذلك "يعيق ويبطئ عمليات المساعدة".

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن هذا الأسبوع عن نية بلاده إرسال 3 الآف جندي أميركي، بالإضافة إلى المعدات الطبية والفرق اللوجستية إلى المنطقة بغية المساعدة في محاربة الوباء.

وسيترأس الأمين العام للأمم المتحدة، وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة، الأسبوع القادم، جلسة خاصة من أجل الدعم والوقوف على حيثيات المساعدات التي يمكن تقديمها للدول المتضررة.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية عن وقوع نحو 700 إصابة جديدة بفيروس "إيبولا" في غرب أفريقيا، خلال الأسبوع الأخير.

وذكرت المنظمة الدولية، في بيان صدر عنها، اليوم الخميس، أنها كانت تسجل قبل 3 أسابيع حوالى 500 حالة إصابة بالفيروس القاتل أسبوعيا، مشيرة إلى أن هذا الرقم زاد بشكل ملحوظ ليصل إلى 700 حالة خلال الأسبوع الماضي.

وأوضحت المنظمة أن هذا الأمر يعتبر مؤشرا على انتشار الفيروس بشكل سريع جدا، لافتة إلى أن آخر بيانات تشير إلى وقوع 2600 حالة وفاة بسبب الفيروس، أغلبها في دولة ليبيريا.

وذكرت أن عدد الموظفين الصحيين، الذين أُصيبوا بالفيروس، بلغ 318 حالة، وأن نصفهم لقوا حتفهم أثناء علاجهم، موضحة أن نصف من أُصيبوا بالفيروس، حتى الآن، في غرب أفريقيا وعددهم نحو 5300 حالة، قد أُصيبوا به، في الأسابيع الثلاثة الأخيرة. وذكرت أن الفيروس أكثر تأثيرا في دول ليبيريا وسيراليون وغينيا ونيجيريا والسنغال.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخميس في رسالة وجهها إلى مجلس الأمن الدولي عن تشكيل بعثة ميدانية في غرب أفريقيا لتنسيق جهود مكافحة تفشي إيبولا. وأوضح أن البعثة ستكلف بمهمة تنسيق رد طارئ على تقدم إيبولا وستتخذ مقرا "في المنطقة ولكن ليس في الدول الثلاث الأكثر تضررا" من المرض (ليبيريا، سيراليون، غينيا)، من دون تقديم تفاصيل. لكن ستكون للبعثة فروع في تلك الدول.
ويقود البعثة ممثل خاص عن الأمين العام يعينه بنفسه بالتشاور مع المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارجريت تشان. وأضاف أن البعثة ستكلف "بجمع قدرات وكفاءات جميع فروع" المنظومة الأممية في بنية موحدة من أجل "ضمان رد سريع وفعال على الأزمة". وهذا يعني على الأخص "التوزيع السريع للمساعدات الدولية عبر تلبية الحاجات المرصودة في الدول المتضررة" من إيبولا وانشاء "بنية تدريب" للعاملين المحليين والأجانب في مجال مكافحة الوباء.
وستتعاون البعثة مع حكومات الدول المتضررة والمجاورة ومع المنظمات الاقليمية كالاتحاد الأفريقي أو المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.
من جهة أخرى أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الخميس أنه قرر إقامة مستشفى عسكري ميداني في غينيا لمكافحة المرض. وقال هولاند في مؤتمر صحافي إنه اتخذ لتوه "قرارا باقامة مستشفى عسكري ميداني في منطقة الغابات الغينية (جنوب شرق) حيث حدد المركز الرئيسي للوباء".

و"إيبولا" من الفيروسات الخطيرة، والقاتلة، حيث تصل نسبة الوفيات من بين المصابين به إلى 90 في المائة، وذلك نتيجة لنزيف الدم المتواصل من جميع فتحات الجسم، خلال الفترة الأولى من العدوى بالفيروس.

كما أنه وباء معدٍ ينتقل عبر الاتصال المباشر مع المصابين من البشر، أو الحيوانات عن طريق الدم، أو سوائل الجسم، وإفرازاته، الأمر الذي يتطلب ضرورة عزل المرضى، والكشف عليهم، من خلال أجهزة متخصصة، لرصد أية علامات لهذا الوباء الخطير.

وكانت الموجة الحالية من الإصابات بالفيروس قد بدأت في غينيا في ديسمبر/كانون الأول، العام الماضي، وامتدت إلى ليبيريا، ونيجيريا، وسيراليون، ومؤخرا إلى السنغال، والكونغو الديموقراطية.

وأعلن وزير الصحة الجزائري، عبد المالك بوضياف، اليوم الخميس، أن بلاده تعتزم تزويد مطاراتها بنظام طبي يسمى "تابي"، من أجل الكشف عن فيروس "إيبولا"، الذي انتشر في عدة دول غربي القارة الأفريقية.

وقال بوضياف، في تصريح للإذاعة الحكومية، إنه "سيتم تزويد المطارات الجزائرية بنظام (تابي)، للكشف عن حمى إيبولا، وهو يعمل من خلال معرفة درجة حرارة أجسام المسافرين. هذا النظام يأتي لدعم إجراءات، اتخذت سابقا، للوقاية من الفيروس عبر المطارات، مثل تجنيد طواقم طبية لهذا الغرض".

وأوضح الوزير أنه "حسب المختصين فإن فيروس إيبولا، الذي ظهر في بلدان استوائية، والذي ينتشر حاليا في عدد من بلدان أفريقيا الغربية، لا يمكنه البقاء في الجزائر نظرا للطقس الذي تتميز به، وبيئتها ونمط معيشة الجزائريين، لكن هذا لا يمنع من توخي الحذر والالتزام بالحيطة".

المساهمون