مجلة "الدوحة".. سِير العائلات الثقافية

في عددها المئة (شباط/ فبراير)، تُخصّص مجلّة "الدوحة" الشهرية ملفّاً بعنوان "العائلات الثقافية"، تستعيد فيه كتاب نجيب توفيق "أشهر الأسرات الثقافية في مصر" الصادر عام 1995؛ إذ جمع فيه مؤلّفه سير أربع أسر عريقة، هي: الأسرة التيمورية، والبستانية، والأباظية، والرافعية.

يرصد الملف عائلاتٍ في عدّة بلدانٍ عربية، كان لها أثرٌ على البنية الثقافية في مجتمعها. هكذا، يستهلّ الكاتب المصري سيد محمود الملف بمقالٍ عنوانه "بيوت كبيرة"، يستعرض سيراً لثلاثة من مؤسّسي العائلات، هم حفني ناصف وأحمد أمين وعبد الرحمن الخميسي؛ إذ يرى أنّ قراءتها تُشكّل مدخلاً لقراءة تاريخ مصر وتحوّلاته خلال قرن من الزمن.

من جهتها، ذهبت الكاتبة الجزائرية، آمنة بلّعلى، إلى رصد الأصول الصوفية التي تنحدر منها العائلات الثقافية في بلادها، من خلال تسليط الضوء على الزوايا الصوفية هناك، ومؤسّسيها، وما وفّرته للعائلات والبيوت من موارد تُساهم في إنتاج الثقافة؛ متّخذة من بعض العلماء وسيرهم نماذجاً، مثل الثعالبي والمغيلي والورثلاني.

 شارك في الملف، أيضاً، المفكّر المغربي عبد السلام بنعبد العالي، بمقالةٍ عنوانها "الفكر اليتيم"، تناول فيها مسألة "العائلات الفكرية" وعلاقتها بالأيديولوجيات. يشير بنعبد العالي إلى أن أبرز ما يميّز "عصر الأيديولوجيات" وهو السعي نحو التكتّل والتوحيد؛ بهدف ملء الفراغات والقضاء على الفوارق وخلق التطابق. لكن، من جهةٍ أخرى، بحسب صاحب "الفلسفة فنّاً للعيش"؛ "وجدنا أنفسنا، لاحقاً، أمام مَنحيين: فكر يترعرع في أحضان العائلات، وفكر يتيم".

شارك في الملف مجموعة من الكتّاب الذين تطرّقوا إلى مسألة العائلات الثقافية من عدّة زوايا، مثل السرد التاريخي، كما في مقالة مهند عبد الحميد، "خمس عائلات فلسطينية"، أو من ناحية نقدية عبر طرح تساؤلاتٍ حول الأمر، كما في مقالة "جلباب الأب" لـ حسين محمود.

في زاوية "استذكار"، نقرأ مقالاً بعنوان "فاطمة المرنيسي.. على جناح الحُلم"، يتطرّق فيه كاتبه، جمال جبران، إلى سيرة السوسيولوجية المغربية، رابطاً إياها بما أنتجته من أعمالٍ في النسوية العربية، مُستعيداً بعض الحوادث المؤثّرة في حياتها وعلى ما وضعته من كتب.

في السينما، نقرأ ثلاثة مقالات حول ثلاثة أفلام؛ فبينما ذهبت ناهد صلاح إلى أجواء فيلم "قدرات غير عادية" للمخرج المصري داود عبد السيد، تناول نديم جرجورة فيلم "نوّار" للمخرجة، المصرية أيضاً، هالة خليل. واختُتم باب سينما بفيلم "جحيم" المستوحى من حياة وأعمال الكاتب السويدي أوغيست سترانبيرغ.


اقرأ أيضاً: أضواء المرنيسي الصغيرة