مجزرة النظام السوري في دوما: 12 قتيلاً كل يوم

12 فبراير 2015
النظام يستهدف المدنيين خلال محاولتهم إنقاذ الضحايا (فرانس برس)
+ الخط -

يعيش أهالي مدينة دوما، في الغوطة الشرقية من دمشق، مأساة حقيقية على وقع المجازر المتكررة التي يرتكبها نظام الرئيس السوري بشار الأسد يومياً بحقهم، خصوصاً بعد تصعيد حملته العسكرية ضد الغوطة الشرقية، وتحديداً مدينة دوما، متذرّعاً بإعلان قائد "جيش الإسلام"، زهران علوش، دمشق منطقة عسكرية، وإمطارها بمئات الصواريخ. ومع تصعيد النظام السوري سياسة "الإبادة الجماعية" ضد دوما، كما يصفها بعض المراقبين، شهدت المدينة في الأيام العشرة الفائتة، أكثر من 150 غارة جوية، وسقوط أكثر من ألف صاروخ على أحيائها، ما أدى إلى مقتل 120 مدنياً وسقوط 400 جريح معظمهم من النساء والأطفال، كما أعلن مكتب الرصد والتوثيق في تنسيقية دوما.

وإضافة إلى القصف المدفعي الذي تتعرّض له المدينة منذ عشرة أيام، استهدفت طائرات النظام دوما بصواريخ فراغية محرّمة دولياً، ما أدى إلى سقوط عشرات المدنيين بين قتيل وجريح، بالإضافة إلى تدمير العديد من المباني السكنية بشكل كامل. وتخطى عدد المنازل المدمّرة منذ بداية حملة النظام 500 منزل في المدينة، خصوصاً بعد استخدامه مظلات متفجرة ألقاها على المدينة وتسبّبت في دمار حي بأكمله، وعدد من المدارس والمساجد والمراكز الطبية.

ويؤكد الناشط الإعلامي أسامة سعيد، من داخل مدينة دوما، لـ"العربي الجديد"، أن "عمليات البحث عن الناجين وانتشال الجثث من تحت الأنقاض لا تزال مستمرة من قِبل فرق إنقاذ في المدينة ومتطوعين من الأهالي، في ظل دمار كبير في الأحياء واشتعال النيران في عدد كبير من المنازل".

ويروي سعيد أنه "أثناء محاولة أبناء المدينة إنقاذ هؤلاء الضحايا، تستهدفهم مدفعية قوات النظام بقذائف الهاون، وسط الأحياء السكنية والسوق الشعبية، ما يتسبب بزيادة أعداد القتلى والجرحى"، لافتاً إلى أن المستشفيات الميدانية "لم تعد تستوعب أعداد الجرحى".

وفي ظل عدم قدرة وسائل الإعلام الدولية على نقل ما يحدث في دوما، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بوسمٍ أطلقه ناشطون من دوما للفت العالم إلى مأساتهم تحت عنوان (#دوما تُباد). وأرفق الوسم بصور وفيديوهات من داخل المدينة تظهر عشرات الأطفال المصابين بإصابات بالغة في المستشفيات الميدانية، إضافة لمدنيين بعضهم أحياء وأكثرهم جثث جرى انتشالهم من تحت الأنقاض.

وجاء حجم الدمار الذي أظهرته الصور ومقاطع الفيديو، ليُكذّب تماماً ما ادعاه الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع قناة "بي بي سي"، من أن الجيش السوري لا يستعمل البراميل المتفجرة التي يؤدي استخدام برميل واحد منها إلى قتل العشرات.

وقال الأسد: "أنا على دراية بالجيش، إنهم يستخدمون الرصاص والصواريخ والقنابل. لم أسمع باستخدام الجيش للبراميل، أو ربما، أواني الضغط المنزلي".

من جهته، أشار نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري، هشام مروة، إلى أن "الصور التي تأتي من دوما وأسماء الشهداء تؤكد استهداف الأحياء السكنية وليس مواقع عسكرية"، مؤكداً "أن سياسة العقاب الجماعي التي ينتهجها نظام الأسد لطالما استخدمها في عدة مناطق سورية منذ انطلاق الثورة السورية".

وطالب مروة، في بيان، "المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته تجاه المدنيين السوريين بشكل كامل والضغط على نظام الأسد لإيقاف هذه المجازر فوراً، وتنفيذ المطالب التي وضعها مجلس الأمن والمتمثلة ببيان جنيف"، داعياً "إلى ضم مواقع قوات الأسد إلى جانب مواقع تنظيم "داعش" التي يستهدفها التحالف الدولي في سورية".

وترافق قصف مدينة دوما، خلال الأسبوع الماضي، مع حملة عسكرية مكثّفة استهدفت مدن وقرى الغوطة الشرقية، عبر غارات من الطيران الحربي والصواريخ الموجهة طالت بلدات مسرابا، عين ترما، مخيم الوافدين، عربين، وكفر بطنا، وتسببت بسقوط أكثر من 100 قتيل وعشرات الجرحى، إضافة لأضرار مادية كبيرة في الممتلكات العامة.

ويأتي هذا التصعيد من قِبل قوات النظام في محاولة لاقتحام الغوطة الشرقية بعد عامين من الحصار، وسط محاولات من "جيش الإسلام"، الفصيل العسكري المسيطر على المنطقة، التصدي لقوات الأسد من عدة محاور، ما أدى إلى مقتل 14 مقاتلاً تابعاً لـ"جيش الإسلام" أثناء تصديهم لمحاولة قوات النظام اقتحام مدينة دوما من جهة مساكن عدرا، شمال شرق الغوطة الشرقية.

المساهمون