مجاهد عقيل.. أسس "غربتنا" لخدمة اللاجئين

03 نوفمبر 2016
عمل 55 ساعة متواصلة قبل إطلاق التطبيق (العربي الجديد)
+ الخط -
تمكن الشاب السوري مجاهد عقيل من مساعدة نفسه ومساعدة أبناء شعبه اللاجئين في تركيا بتطبيقاته الهاتفية

في أواخر شهر أغسطس/ آب 2011، خرج مجاهد عقيل (27 عاماً)، إلى النور من جديد بعد تجربة اعتقال مريرة على يد استخبارات النظام السوري. اتهم يومها بالانتساب إلى تنسيقيات الثورة السورية والخروج في تظاهرات لقلب نظام الحكم. الخوف من الاعتقال مجدداً دفعه إلى اتخاذ قرار صعب بترك دراسته في كلية الهندسة المعلوماتية بالرغم من وصوله إلى السنة الرابعة فيها، وترك عمله في مكتب البرمجة، والذهاب إلى تركيا.

في بداية خريف 2012، وصل مجاهد إلى مدينة غازي عنتاب التركية. لم تكن حينها أعداد السوريين القاطنين فيها كما هي اليوم. في البداية واجه الشاب تحديات كبيرة في فهم القوانين الخاصة باللاجئين السوريين في البلاد. يقول: "عشت مرحلة صعبة جداً، خصوصاً أنني لم أكن أتحدث التركية، والأتراك عامة لا يتحدثون الإنكليزية. لم يكن حولي من أستطيع التحدث معه سوى صديقي محمد".

لعدة أشهر كان مجاهد يلتزم البقاء في المنزل. وبدأ العمل عن طريق الإنترنت في برمجة وتصميم المواقع، إلّا أنّ عمله لم يكن كافياً للوفاء بالتزاماته المادية، فقرر البحث في الشركات التركية. يعلق: "بعد فترة، حددت لي إحدى الشركات مقابلة. أُعجبَتْ بعملي ووظفتني براتب جيد يتناسب مع خبرتي في هذا المجال. هنا بدأت مرحلة جديدة في حياتي، وأصبح لديّ أصدقاء جدد بدأوا في تعليمي اللغة التركية وشرحوا لي القوانين في البلاد. اندمجت بعدها في المجتمع وتبادلت الزيارات مع أصدقائي الأتراك".

كانت أعداد السوريين الواصلين الى تركيا تزداد، وتزداد معها مشكلة عدم فهمهم القوانين والإجراءات المتبعة في البلاد، وهو ما جعل مجاهد يفكر في طريقة لإيصال المعلومات إليهم. يقول: "أغلب السوريين يمتلكون هواتف ذكية، ففكرت في إنشاء تطبيق خاص باللاجئين، لكني لم أكن أتقن برمجة تطبيقات الأندرويد، كذلك أصدقائي، فقلت لنفسي: لا بأس سأتعلمها! وهو ما حدث. كنت أعمل بتواصل. أذكر أنّي عملت 55 ساعة متواصلة قبيل إطلاقه".

حظي تطبيق "غربتنا"، الذي أنشأه مجاهد، بشهرة واسعة في أوساط اللاجئين السوريين. ويصل عدد محمّليه على متجر غوغل إلى أكثر من 10 آلاف. يقول: "أصبح التطبيق أساسياً لكلّ سوري جديد يأتي إلى تركيا، كي يتعرف على القوانين أو يبحث عن فرصة عمل حتى".

بعد فترة، أسس مجاهد مع زميله معروف بابللي شركتهما الخاصة لتطوير البرمجيات وتطبيقات الموبايل في تركيا وخارجها، وباتت من الشركات المعروفة في أوساط السوريين هناك.

المساهمون