مبادرة جديدة لـ"فيسبوك": إنترنت في مخيّمات اللجوء

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، عن تخطيط المؤسس والمدير التنفيذي لموقع "فيسبوك"، مارك زوكربرغ، إطلاق مشروعٍ هدفه ربط مخيمات اللاجئين بشبكة الإنترنت، مشدداً على أن الوصول إلى الإنترنت يعتبر حقاً من حقوق الإنسان، ولم يكشف عن التفاصيل الكاملة بعد، متفادياً الإجابة عن الأسئلة اللوجستية.

وجاء إعلان زوكربرغ عن مشروعه خلال مأدبة غداء، أقامها بمنتدى القطاع الخاص الذي دعت إليه الأمم المتحدة على هامش أعمال قمة أهداف التنمية المستدامة في نيويورك، بمقر المنظمة الدولية، والذي حضره عدد من قادة الدول ورؤساء كبرى الشركات العالمية. ومن أهداف القمة تشجيع تعاون القطاع الخاص لتعزيز الأهداف التنموية العالمية.

وقال زوكربرغ عن مشروعه إنه ليس مسألة "إيثار" على الإطلاق، مشيراً إلى أن الجميع سيستفيد عندما يتزايد التواصل بين الناس. وبحسب زوكربرغ، فإن توفير الإنترنت للاجئين سوف يُساعدهم في الحصول على مُساعدات إنسانية بصورة أفضل، بالإضافة إلى التواصل مع أقربائهم بسهولة. كما أكّد أهمية استثمار قدرات "فيسبوك" كـ"مساعد لنشر حقوق الإنسان" وكـ"مسوّق للسلام". ويُعتقد أن المشروع يهدف إلى جذب مزيد من المستخدمين لموقع "فيسبوك" الذي يسعى دوماً إلى التطور وتوسيع شبكة مستخدميه، عبر تبنّي عدة مشاريع.

طموح تطوير الاتصالات ووسائله يعدّ أساسياً بالنسبة لزوكربرغ الذي يرسخ جهوده لدعم مشاريع توسع شبكات الاتصال، ومنها مشروع "Internet.org" الذي يتيح الولوج إلى الإنترنت لنحو أربعة مليارات شخص في العالم، أشخاص لا يستطيعون الحصول على هواتف ذكية، أو لا يسكنون في مناطق قريبة من كابلات الاتصالات والأبراج الخلوية.

التعاون حصل بين "Internet.org" وشركات هاتف عدة لتوفير دخول مجاني إلى موقع "فيسبوك" ومواقع أخرى في البلدان النامية، ومنها الهند. إلا أن بعض النقّاد أبدوا انزعاجهم؛ كون المشروع يحدّ من قدرات المستخدمين على تصفّح الإنترنت بالحرية المعهودة في الدول الأخرى.

وكانت 65 منظمة من مختلف أقطار العالم قد أرسلت، في أبريل/نيسان الماضي، رسالة مفتوحة لزوكربرغ تشكو فيها من أن المشروع ينتهك مبدأ "الحياد على الإنترنت" الذي يتيح لأيّ كان الولوج إلى مختلف المحتويات والتطبيقات، بغض النظر عن المصدر، ومن دون رقابة أو عرقلة لمنتجات مواقع معينة، وأشار البيان إلى مخالفة زوكربرغ تلك المبادئ تحت راية "الوصول إلى الفقراء حول العالم".

يذكر أن خطة توفير الإنترنت في المخيمات ليست المشروع الإنساني الأول لـ"فيسبوك"، فقد أطلق الموقع مؤخراً مشروعاً خاصاً في بريطانيا باسم "نجدة الطفل". وذلك بهدف حماية الأطفال التائهين، وإعادتهم إلى منازلهم بأمان. "تشايلد ريسكيو آلرت" CRA هو نظام قيد الاستخدام من قبل وكالة الجريمة الوطنية وعدة شركات اتصالات ومراقبة، وعندما يطلق النظام إعلانا جديداً عن بحث معيّن، يظهر التنبيه لمستخدمي فيسبوك المتواجدين في منطقة جغرافية معينة، وفي التنبيه إلى معلومات عن الطفل المفقود ونطاق البحث الحالي.

ومن المعلومات التي سيتم تداولها، بحسب صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، النطاق الجغرافي الذي شوهد الطفل المفقود فيه، صور ومعلومات عن ألوان الثياب مثلا، العمر ومكان السكن، الأرقام المتاحة للتواصل في حال وجود معلومات عن الطفل.

اقرأ أيضاً: لاجئون: الطريق إلى برّ الأمان يمرّ بـ"فيسبوك"