ما قاله "صلاح" لرفاقه في روما عن مقتل المكسيكيين

17 سبتمبر 2015
ألا ترى أنه مُبرر سخيف؟ (Getty)
+ الخط -

مقتل 12 شخصاً بينهم سائحون مكسيكيون برصاص الأمن المصري عن طريق الخطأ. ما هو أول شيء جال في خاطرك عندما عرفت بهذا الخبر؟
رُبّما كان ما هو حال ذويهم الآن؟ أو كيف حدث ذلك.. ما كل هذا الاستهتار؟ أو ماذا سيكون رد فعل المكسيكيين شعباً وحكومة تجاه هذا الحادث؟ ولربما كان أول ما جال في خاطرك هل لازال في مصر سائحون إلى الآن؟


لكن هل جال بخاطرك لوهلة ما هو موقف شخص مثل "محمد صلاح" وهو يلعب لنادي "روما الإيطالي" الذي يضم بين جنباته العديد من الجنسيات المختلفة، ولربما كان منهم المكسيكيون أيضاً؟ ماذا سيقول لهم؟.. وكيف سيُبرر مثل هذا الحادث المُريع؟

نحن هنا في مصر على رأي المثل الشعبي "زيتنا في دقيقنا" لكن ليس هكذا الحال في الخارج.

تخيل معي يدخل "صلاح" غرفة خلع الملابس قبل بدء التدريب استعداداً لمباراة برشلونة، فيجد "ديجيكو" اللاعب البوسني يرتدي ملابس التمرين، يلمح "صلاح" عند الباب فيرمقه قائلاً: إذا قام ميسي بمراوغتك في المباراة فلا تقصفه بالأباتشي فهو يمتلك تصريحاً.

يبتسم "محمد صلاح" رُغماً عنه ويُقرر أنه سيقوم بتغيير ملابسه في إحدى الحمامات. يصل إلى أرض الملعب مُتأخراً قليلاً، فيستوقفه المدير الفني للفريق الفرنسي جارسيا قائلاً له: لقد أخبرتني بأن لديكم في مصر لاعبين مهرة كُثر لم يتم اكتشافهم بعد، ولكنك لم تُخبرني قط عن مهارة وبراعة الطيارين لديكم، لقد استطاعوا وهم في طائراتهم أن يعرفوا أن هذه السيارات لا تمتلك تصريحاً. فيُقرر "صلاح" أن يهرب من هذا الموقف بدعابة فرد عليه قائلاً: الفضل يعود إلى طائرات "الرافال" الفرنسية.

بعد الانتهاء من التدريب ذهب الجميع لغرف خلع الملابس.. بدت على "صلاح" علامات التوتر والضيق، فقام كابتن الفريق "توتي" مُخاطباً إياه: لا عليك يا صديقي، أعرف أنه حادث بشع إلى أبعد الحدود ولكنه وارد الحدوث في أي دولة أخرى، المهم أن يقوم "البرلمان" لديكم بإجراء تحقيق عاجل وعرضه أمام الشعب.

يسمع "صلاح" كلمة "برلمان" فيضحك قائلاً لـ"توتي": بالطبع يا صديقي، وهو يقول في قرارة نفسه: الحمدلله إن "مفيش حد" متابع الوضع السياسي في مصر.

يتدخل "دي روسي" وقد قام بتغيير ملابسه قائلاً: لقد علمت بهذا الخبر المؤسف ولكني لم أُتابع تفاصيله، ماذا كان رد حكومتكم بشأن هذا الحادث صلاح؟
يجيب صلاح بتردد: لقد قالوا بأنهم لم يكن لديهم تصريح فاشتبهوا فيهم بأنهم عناصر إرهابية فقاموا بقصفهم بالأباتشي.
فيرد عليه "دي روسي": لقد كانوا في أربع سيارات متفرقة يا صديقي، ألا ترى أنه مُبرر سخيف؟

فيُكمل "مايكون" البرازيلي قائلاً: خصوصاً إذا عرفت بأن شهادات الناجين من الحادث تقول عكس ذلك، فجميعهم أجمعوا على أنهم قاموا بالتوقف لتناول وجبة الغداء الثانية ظهراً فتم قصفهم وهم يأكلون. هل سمعتم من قبل عن إرهابيين يقومون أثناء إحدى عملياتهم بالتوقف لتناول الغداء.. ألا تقوم أُمهاتهم بعمل الساندوتشات لهم أفضل!

فينفجر جميع من في غرفة الملابس من الضحك ومعهم "محمد صلاح" نفسه، ثم لوح لهم قائلاً: دعكم من الحديث عن قصف المكسيكيين قليلاً، ولنتحدث عن ما يجب أن نفعله لتفادي قصف نادي "برشلونة" لنا.

(مصر)

المساهمون