ماكرون يخاطب الشباب الفرنسي العازف عن الانتخابات: أطلب منكم أن تصوتوا

24 مايو 2019
ماكرون يراهن على أصوات الشباب (فرنسوا موري/ فرانس برس)
+ الخط -

قبيل ساعات فقط من بدء "الصمت الانتخابي" بفرنسا، تمهيداً لإجراء الانتخابات الأوروبية، شارك الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، في حملة حزبه "الجمهورية إلى الأمام"، واختار مخاطبة الشباب، في لقاء مع هوغو ترافيرس الذي يدير قناة "هوغو-ديكريبت" على موقع "يوتيوب"، ويتابعه الآلاف.


وفي بداية لقائه مع ترافيرس قال ماكرون إنه لا يريد "إلا شيئاً واحداً، وهو إقناع الشباب بالذهاب إلى التصويت".

وقد رفض الرئيس الفرنسي كثيراً من المبررات التي تُستَحضر لشرح عزوف الشباب عن التصويت (نحو 70 في المائة ممن تتراوح أعمارهم ما بين 18 و34 سنة)، ومنها وجود "سياسيين فاسدين، على المستوى الفرنسي والأوروبي"، و"سيطرة اللوبيات".

ورأى ماكرون أن "كل السياسيين ليسوا فاسدين، صحيح توجد تصرفات غير مقبولة، وإذن صوّتوا لتغييرها. فأنا قبل خمس سنوات، لم أكن في السياسة، ولما لم أقْبَل ما يحدث، انخرطت في السياسة"، قبل أن يصل إلى أن "عدم التصويت هو عدم الرغبة في التغيير". وفيما يخص طغيان اللوبيات، أوضح ماكرون أن "مواجهتها تتم، أولاً، عبر اختيار نواب، وثانياً، عبر فرض الشفافية... وعبر التعبئة، كما يحدث حالياً بخصوص المناخ، والشفافية ومساءلة النوّاب عن دورهم".

وشدد على أنه توجد لوبيات قوية، ولكنه استدرك: "لا يجب أن نقول إن النظام فاسد ولا نفعل شيئاً، وحينها ليس لنا من حق في أن نحتج".

ثم سئل الرئيس عن التبادل الحر، فأكد أنه "ليس سيئاً، في حد ذاته". وحول ترابط التبادل الحر والنضال من أجل التنوع الحيوي، اعتبر ماكرون أنهما "كفاحان يستوجبان تغيير نموذجنا". وعبر عن تأييده للاتفاق مع كندا (وهو ما يرفضه معارضوه السياسيون).
وأضاف بأن "أميركا تريد معاودة التفاوض حول اتفاق جديد للتبادل الحر، وهو ما رفضتُه، لأن الأميركيين خرجوا من اتفاق باريس ولأنهم يستخدمون المواد المعدلة جينياً".

وتطرق اللقاء إلى قضية الصحافيين الذين استدعتهم "الإدارة العامة للأمن الداخلي"، وهل يعتبر مسّاً بحرية الصحافة، على غرار ما يحدث في دول أوروبية أخرى، كما صدر في تقرير لمنظمة "مراسلون بلا حدود". وهنا عبَّر الرئيس ماكرون عن انزعاجه، موضحاً أنه بخصوص الوضع في فرنسا، فلا يمكن القول "إنه لا توجد حرية في إيصال المعلومة".

ومضى ماكرون بالقول: "توجد قضية الأسلحة التي بيعت للسعودية، وهنا كشف الصحافيون عن محتويات سرية." ورأى الرئيس أن الصحافيين يقومون بعملهم وتوجد سرية المصادر، وهي محمية ونحرص عليها، لكن توجد، أيضاً، "الحماية الوطنية"، واعتبر أنه من الشرعي فتح تحقيق. وأكد أن الحكومة ليست هي من تقدَّم بالشكوى.

وتضمن اللقاء سؤالاً عن موقفه من الاندماج الأوروبي، فقال: "أنا لستُ مع الفدرالية الكاملة (بل مع فدرالية الدول-الأمم)، ولكن مع أوروبا أكثر قوة، أنا مع السيادة الوطنية والأوروبية، معاً".

ودافع عن فكرة جيش أوروبي، معبراً عن تأييده لتكامل في عمل جيوش، وهو "ما فعلناه في سورية والعراق والساحل"، مضيفاً: "وهذا يجعلنا لا ننتظر دعماً أميركياً". ولم يُمانع في أن يُدمَج هذا الجيش في حلف شمال الأطلسي "الناتو". واعتبر ماكرون أن "اللجوء إلى الإجماع، يشل في بعض المواقف"، و"إذن يجب الخروج منه أحياناً، كما هو الشأن في الضريبة والمناخ".

ثم ختم لقاءه بتوجيه نداء عاطفي إلى الشباب من أجل التصويت، بغض النظر عن اللائحة، لكن "التصويت من أجل"، و"ليس التصويت ضد"، وهو تلميح إلى وجود مناخ عام من التصويت ضد الرئيس الفرنسي وحكومته. وكان الرئيس قد تحدث عنه، صراحة، قبل أيام، في لقاء له مع الصحافة الجهوية الفرنسية.


واستطرد "أتيت، هنا، لأطلب منكم أن تصوتوا. لأن اتخاذ القرار بعدم التصويت، هو أن تَحرِموا أنفسكم من توجيه الانتقاد. وإذا لم تصوتوا فأنتم تتركون آخرين يقررون مكانكم". ثم أضاف، كاشفاً عن هواه الأوروبي: "إن أوروبا هي حياتنا اليومية. وهي في قلب كل مُثُلِكُم. الجيل الذي سبقكم، بعض أفراده ماتوا من أجل أوروبا. وفي قلب معارككم، توجد أوروبا في كل مرة. وأنا أثق يكم"، وإذن "فإما 26 مايو/ أيار، أو لا شيء".