تتوالى في الأيام الأخيرة الكوارث الطبيعيّة التي تضرب كوكبنا مخلّفة أضراراً بالغة وضحايا بالمئات. ولعلّ آخرها - حتى كتابة هذه الأسطر - إعصار "ماريا" الذي ما زال يستهدف بورتوريكو الأميركية، شماليّ شرق البحر الكاريبي.
والإعصار المدمّر الذي وصفه خبراء في المناخ بـ "عاصفة القرن"، كان قد بدأ يجتاح السواحل الجنوبية الشرقية لبورتوريكو فجر الأربعاء الماضي، قبل أن يتمدّد مع رياحه العاتية وأمطاره الغزيرة إلى باقي أراضيها، مجبراً آلاف المواطنين إلى التوجّه نحو الملاجئ.
صُنّف الإعصار من الدرجة الرابعة على سلّم من خمس درجات، وقد تسبّب في دمار كامل لشبكات الكهرباء في بورتوريكو، ليغرق 3.5 ملايين شخص - عدد سكان الجزيرة - في الظلام. على الأثر، أصدر حاكم الجزيرة ريكاردو روسيلو قراراً يقضي بحظر التجوّل بدءاً من مساء الأربعاء الماضي على أن يستمرّ حتى صباح غد السبت.
وكان روسيلو قد طالب في وقت سابق الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعلان الجزيرة "منطقة كوارث" على الرغم من اتخاذه إجراءات وقائية وتجهيز 500 ملجأ لحماية المواطنين. يُذكر أنّ بورتوريكو تواجه مشكلات اقتصادية ودَيناً عاماً يبلغ 73 مليار دولار أميركي. وفي حين يُتوقّع أن يفاقم الإعصار "ماريا" الأزمة الاقتصادية، فإنّ إعلان بورتوريكو "منطقة كوارث" يعني حصولها على مزيد من المساعدات المالية الفيدرالية الأميركية لتتعافى من الكارثة.
(العربي الجديد)