ماركيز.. عام واحد من الغياب

17 ابريل 2015
تصوير: بابلو كورال فيغا
+ الخط -

فكرّ الكاتب المغربي مصطفى الحمداوي بتحية غابرييل غارسيا ماركيز على طريقته الخاصة بعد مرور عام بالتمام على رحيله. ففي مثل هذا اليوم من 2014 كانت الصحف العالمية تتناقل خبر وداع "أب الراوية اللاتينو-أميركية" عن سبعة وثمانين عاماً.

الحمداوي، وهو الروائي أيضاً، أصدر قبل أيّام قليلة فقط كتاباً بعنوان "غابرييل غارسيا ماركيز في دائرة الواقعية السحرية"، عن "دار الأدهم" في القاهرة.

في تصريح لـ "العربي الجديد" عن هذا الكتاب يقول الحمداوي: "أصدرتُه في هذا التّوقيت ليتزامن مع الذكرى الأولى لرحيل ماركيز. وهو ليس بحثاً أكاديمياً متخصصاً، وإنّما قراءة في بعض أعمال ماركيز ومحاولة لإبراز ملامح مدرسة الواقعية السحرية في هذه الأعمال".

هذه المدرسة التي طوّرها ماركيز ليتجاوز في كتاباته ونتاجاته فيها، ما أنتجه رواد هذه المدرسة. فقد أصرّ هو نفسه على تسمية هذه المدرسة بـ "مدرسة الواقعية المأساوية"، وهو باستخدام هذا المصطلح الجديد عن نمط السرد لديه إنما يتحدث ضمنياً عن التغير الذي أدخله هو نفسه على هذا النوع من الكتابة ويشير إليه.

يتألّف كتاب الحمداوي، المقيم في هولندا، من اثني عشر فصلاً ومقدمة. تُسافر بنا فصوله المختلفة في رحلة بين سيرة حياة ماركيز المثيرة وقراءة في بعض من أشهر مقالاته وحواراته ورواياته المعروفة مثل "قصة موت معلن" و"خريف البطريرك".

يذهب الحمدواي في هذه المقالات إلى ملاحقة حدود الغرابة لدى صاحب "ليس لدى الجنرال من يكاتبه"، وعن هذه التجربة يقول الحمداوي: "الكتاب رحلة قصيرة لكنها عميقة تستمدّ عمقها مما نلتقطه من دلالات في مدرسة الواقعية السحرية التي تزخر بها إبداعات ماركيز".

يُركّز الكاتب على إبراز بعض ملامح مدرسة الواقعية السحرية من خلال باقة مختارة ومتنوّعة من أعمال ماركيز، موضّحاً كيف أنّ هذا الأخير يظلّ أحد أبرز روّاد هذا التيّار الأدبي. ويبدو ذلك جلياّ في روايته "مئة عام من العزلة" التي أصدرها سنة 1967، وباعت وحدها أكثر من 30 مليون نسخة في أنحاء العالم، وفيها يمزج ماركيز بين الأحداث الخارقة وتفاصيل الحياة اليومية والحقائق ذات الطابع السياسي في أميركا اللاتينية.

كان ماركيز نفسه قد وصف أسلوبه بأنه يجمع "بين الأسطورة والسّحر وغيرها من الظواهر الخارقة للعادة". وهذا الجانب أيضاً هو ما أشارت إليه الأكاديمية الملكية السويدية، عند منحه جائزة نوبل للآداب، وأكدته حين قالت إنّ ماركيز "يقودنا في رواياته وقصصه القصيرة إلى ذلك المكان الغريب الذي تلتقي فيه الأسطورة مع الواقع".

المساهمون