مارسيل خليفة في جرش: "ليس لدينا سوى الحب"

28 يوليو 2019
مارسيل وجمهور يحفظ الأغاني عن ظهر قلب (العربي الجديد)
+ الخط -
حظيت مدرجات مدينة جرش الأثرية في الأردن مساء الجمعة بأمسية ذات مذاق خاص، ذلك أن نجمها كان الفنان اللبناني مارسيل خليفة، الذي غنّى الحب بما فيه من حجر وشجر وإنسان، وسط تفاعل معتاد من جمهور يحفظ أغانيه، قديمها وجديدها.

ليس لدى مارسيل سوى الحب. هذا ما قاله في المؤتمر الصحافي قبيل الحفل الذي تستضيفه الدورة الحالية الرابعة والثلاثون من مهرجان جرش، مضيفاً "أنا موجود لأني أحببتكم... فأنا مؤمن بالحب.. إني نحوه ألقي السلام في سحابة فجرٍ سريع بحثاً عما ضاع. الحب يرافقني في سخاء، وصوت في داخلي يعلو. لا أملك اليوم من لغة الأنبياء غير مفردة يتيمة هي الحب".

ورددت أروقة المدينة الأثرية قصائد شعراء بارزين محمولة على الموسيقى، وبحناجر الآلاف من عشاق فنه الذين عايشوا تجربته منذ أواخر السبعينيات، ليحمل رسائل وقصائد لكبار الشعراء العرب صدح بها صوته على خشبة المسرح الجنوبي بمشاركة فرقته الموسيقية التي أبهرت الحضور بمعزوفاتها المجتمعة والمنفردة.

وأبدع مارسيل بتوليفته الفنية المنتقاة التي امتزجت فيها صور الأمل وحب الوطن والأرض والأم، ضمن أغانيه القديمة والحديثة وتنقل خلالها بين أشعار محمود درويش وطلال حيدر وسميح القاسم وغيرهم.

وتميز الحضور النوعي لحفل مسرح مهرجان جرش بالانسجام والتفاعل مع أغاني وموسيقى فنانهم، ليشكلوا جميعاً جوقة فنية بغناء "ريتا" و"يا بحرية" و"منتصب القامة أمشي".

وبعد الغناء الجماعي للجمهور طلب خليفة الإنصات والهدوء لسماع أغنية "ريتا" للراحل درويش، والتي استجابت لها فوراً حساسية الجمهور، تقديراً لهذه الأغنية الخالدة.

وعاود الفنان إشعال المدرجات عندما غنّى "مُنتصب القامة أمشي" للشاعر سميح القاسم. ثم طلب من جمهوره الإنصات لأغنية "آخر الليل" للشاعر اللبناني الراحل محمد العبد الله موجهاً التحية له، ليقدمها برفقة عزف البيانو، ويقول مطلع القصيدة: "اتركي أهلك وأرضك، وملابسك القديمة، واتبعيني انظريني ابني لموطني الحامض الصغير بيتاً صغيراً وقولي هذا سيدي الصغير..".

كما غنى قصيدة "إني أصطفيك" لينتقل بعدها الى أغنية من أغانيه وألحانه القديمة "وقفوني ع الحدود" على مقام سوزناك.

ووسط إثارة حنين وشوق وتفاعل كبير من الجمهور الذي لم يكف عن ترديد كلمات الأغاني والتصفيق، غنى أغانيه المأثورة "أحلى من ركوة عرب" للشاعر اللبناني طلال حيدر.

وفي عودة إلى الشاعر محمود درويش غنى قصيدة "إلى أمي" التي مطلعها "أحن الى خبز أمي"، بالعزف على آلة العود منفرداً، لينتقل منها إلى أغنية الختام "يا بحرية".

وفي نهاية الحفل الذي اختتم في منتصف الليل، كرم وزير الإدارة المحلية المهندس وليد المصري والمدير التنفيذي للمهرجان أيمن سماوي ورئيس بلدية جرش الكبرى الدكتور علي قوقزة، الفنان مارسيل خليفة على مشاركته المميزة مقدمين له درع المهرجان.

المساهمون