بعد رسم الحدود بين الجمهورية التركية وسلطات الانتداب في دمشق، اقتطعت ماردين عن امتدادها الطبيعي في سهول محافظة الحسكة والموصل، وانتهى الخط التجاري الذي كان يمر بها ويصل الموصل بحلب.
بعد الحروب الأهلية المتوالية التي حصلت في تركيا ممثلة بالمجازر التي قام بها التحالف الكردي التركي بالأرمن والسريان، ومن ثم الحرب الأهلية بين حزب العمال الكردستاني وأنقرة، هجر الولاية الآلاف من سكانها، من الأكراد والعرب والسريان نحو الجنوب، أي إلى الشمال السوري الذي كان يشهد نمواً متسارعاً بعد فتح السهول التي كانت تابعة لأوقاف ديار بكر قبل التقسيم باستخدام وسائل الزراعة الحديثة، حتى أُطلق على محافظة الحسكة اسم كاليفورنيا الشرق، بعدما نقل إليها المهاجرون لغاتهم ولهجاتهم وموسيقاهم، لتعيش العوائل الماردينية مقسمة بين تركيا والشمال السوري.
تقع مدينة ماردين جنوب شرقي تركيا، تعود تسميتها إلى الآرامية بمعنى القلعة أو الحصن، وتتميز المدينة القديمة بأنها شوارع وجاداتها هي أدراج وعبّارات ليس إلا، إذ تتربع قلعتها الملقبة بعش النسور على رأس جبل يرتفع 1200م فوق سطح البحر كاشفة سهول ميزوبوتاميا الجزيرة العليا بكاملها، لتتدرج المنازل الحجرية التاريخية على سفوح هذا الجبل، بأبواب المدينة الثلاثة، باب الصور وباب المشكية وباب الحديد أو نصيبين.
تعتبر المدينة موقعاً أثرياً محمياً عالمياً، حسب تقارير منظمة اليونسكو (1979) وهي، إلى جانب مدينة القدس ومدينة فينيسيا الإيطالية، واحدة من ثلاث مدن ما زالت آثارها المعمارية محفوظة بشكل جيد حتى الآن.
يعود ذكر المدينة إلى العصر الآشوري في الألف الأول قبل الميلاد، وقد اشتهرت المنطقة بكثرة قلاعها، وقد تحولت معظمها إلى كنائس بحلول المسيحية، غير أن المدينة ظلت مركزاً للديانات الأخرى، فاعتنق أهلها الصابئية كما انتشرت بينهم الأيزيدية لاحقاً. غير أن أعدادهم قلّت بمرور الوقت، وأصبحت المدينة في أوائل القرن العشرين خليطاً بين الأيزيديين والمسيحيين والمسلمين.
لا تختلف التركيبة الديمغرافية للمدينة عن مدينة الموصل العراقية أو محافظة الحسكة السورية، فعبر تاريخها الطويل استضافت ماردين العديد من الثقافات والحضارات، ويتحدث أهل ولاية ماردين، إضافة إلى التركية، أربع لغات هي العربية والكردية والسريانية (إحدى لهجات الآرامية التي تحدثها المسيح) والأرمنية، فأي مارديني يجيد على الأقل ثلاث لغات، إذ يتحدث سكان مدينة ماردين القديمة عرباً وأكراداً وسرياناً لهجة عربية قريبة من اللهجة الموصلية (الموصل)، أما الكرمانجية فهي اللهجة الكردية السائدة.
فر السريان والأرمن نحو الجنوب إلى كل من سورية ولبنان والعراق بعد المجازر التي ارتكبت بحقهم عام 1915، كان منهم والد المغنية اللبنانية فيروز، لم يبق الآن أرمن في ماردين، أما السريان فباتو أقلية صغيرة يتركز وجودها الآن في كل من هضبة طور عبدين ومدينة مديات، مع أعداد أقل في عاصمة المحافظة مدينة ماردين ونصيبين، ليتعرضوا في وقت لاحق إلى موجة هجرة أخرى، لكن إلى أوروبا، بعد الاشتباكات التي اندلعت بين العمال الكردستاني والجيش التركي، إلا أن المدينة ما زالت تضم أقدم ديرين في العالم يتبعان السريان الأرثوذكس، وهما دير مار حنانيا ودير مار كبرئيل، إضافة إلى كنائس تتبع الطائفتين الكلدانية والأرمنية، منها كنيسة مار شمونه - كنيسة العذراء ـ كنيسة الزعفران، كنيسة مار هرمز.
انتزعت المدينة من يد البيزنطيين ودخلت تحت حكم السلاجقة الأتراك في القرن الحادي عشر الميلادي ومن ثم ضمها السلطان سليم إلى الدولة العثمانية في القرن السادس عشر بعد أن بقيت فترة تحت حكم الصفويين، تتميز عمارتها بطغيان الطابع السلجوقي الإسلامي عليها، حيث بنيت جميع المنازل من صخور صفراء اللون تطل على الجهة الجنوبية كاشفة سهل ميزوبوتاميا، كما أن معظم مساجدها القديمة بنيت في فترة الحكم السلجوقي ومنها الجامع الكبير، جامع الملك محمود، جامع اللطيفية، جامع ومدرسة الشهيدية، وجامع الريحانية وجامع الحميدية وجامع القلعة وغيرها.
يتقاسم المدينة الآن الأكراد والعرب إذ تعتبر عشيرة المحلمية أكبر العشائر العربية التي تقطن الولاية، ويعتبر أبناء هذه العشيرة أنفسهم أحد بطون بني شيبان المهمة، إضافة إلى بني مرة وبني الحارث وأبي ربيعة، حتى إنهم يؤكدون أن أجدادهم وقفوا إلى جانب بني مرة ضد بني تغلب في حرب البسوس.
بعد الحروب الأهلية المتوالية التي حصلت في تركيا ممثلة بالمجازر التي قام بها التحالف الكردي التركي بالأرمن والسريان، ومن ثم الحرب الأهلية بين حزب العمال الكردستاني وأنقرة، هجر الولاية الآلاف من سكانها، من الأكراد والعرب والسريان نحو الجنوب، أي إلى الشمال السوري الذي كان يشهد نمواً متسارعاً بعد فتح السهول التي كانت تابعة لأوقاف ديار بكر قبل التقسيم باستخدام وسائل الزراعة الحديثة، حتى أُطلق على محافظة الحسكة اسم كاليفورنيا الشرق، بعدما نقل إليها المهاجرون لغاتهم ولهجاتهم وموسيقاهم، لتعيش العوائل الماردينية مقسمة بين تركيا والشمال السوري.
تقع مدينة ماردين جنوب شرقي تركيا، تعود تسميتها إلى الآرامية بمعنى القلعة أو الحصن، وتتميز المدينة القديمة بأنها شوارع وجاداتها هي أدراج وعبّارات ليس إلا، إذ تتربع قلعتها الملقبة بعش النسور على رأس جبل يرتفع 1200م فوق سطح البحر كاشفة سهول ميزوبوتاميا الجزيرة العليا بكاملها، لتتدرج المنازل الحجرية التاريخية على سفوح هذا الجبل، بأبواب المدينة الثلاثة، باب الصور وباب المشكية وباب الحديد أو نصيبين.
تعتبر المدينة موقعاً أثرياً محمياً عالمياً، حسب تقارير منظمة اليونسكو (1979) وهي، إلى جانب مدينة القدس ومدينة فينيسيا الإيطالية، واحدة من ثلاث مدن ما زالت آثارها المعمارية محفوظة بشكل جيد حتى الآن.
يعود ذكر المدينة إلى العصر الآشوري في الألف الأول قبل الميلاد، وقد اشتهرت المنطقة بكثرة قلاعها، وقد تحولت معظمها إلى كنائس بحلول المسيحية، غير أن المدينة ظلت مركزاً للديانات الأخرى، فاعتنق أهلها الصابئية كما انتشرت بينهم الأيزيدية لاحقاً. غير أن أعدادهم قلّت بمرور الوقت، وأصبحت المدينة في أوائل القرن العشرين خليطاً بين الأيزيديين والمسيحيين والمسلمين.
لا تختلف التركيبة الديمغرافية للمدينة عن مدينة الموصل العراقية أو محافظة الحسكة السورية، فعبر تاريخها الطويل استضافت ماردين العديد من الثقافات والحضارات، ويتحدث أهل ولاية ماردين، إضافة إلى التركية، أربع لغات هي العربية والكردية والسريانية (إحدى لهجات الآرامية التي تحدثها المسيح) والأرمنية، فأي مارديني يجيد على الأقل ثلاث لغات، إذ يتحدث سكان مدينة ماردين القديمة عرباً وأكراداً وسرياناً لهجة عربية قريبة من اللهجة الموصلية (الموصل)، أما الكرمانجية فهي اللهجة الكردية السائدة.
فر السريان والأرمن نحو الجنوب إلى كل من سورية ولبنان والعراق بعد المجازر التي ارتكبت بحقهم عام 1915، كان منهم والد المغنية اللبنانية فيروز، لم يبق الآن أرمن في ماردين، أما السريان فباتو أقلية صغيرة يتركز وجودها الآن في كل من هضبة طور عبدين ومدينة مديات، مع أعداد أقل في عاصمة المحافظة مدينة ماردين ونصيبين، ليتعرضوا في وقت لاحق إلى موجة هجرة أخرى، لكن إلى أوروبا، بعد الاشتباكات التي اندلعت بين العمال الكردستاني والجيش التركي، إلا أن المدينة ما زالت تضم أقدم ديرين في العالم يتبعان السريان الأرثوذكس، وهما دير مار حنانيا ودير مار كبرئيل، إضافة إلى كنائس تتبع الطائفتين الكلدانية والأرمنية، منها كنيسة مار شمونه - كنيسة العذراء ـ كنيسة الزعفران، كنيسة مار هرمز.
انتزعت المدينة من يد البيزنطيين ودخلت تحت حكم السلاجقة الأتراك في القرن الحادي عشر الميلادي ومن ثم ضمها السلطان سليم إلى الدولة العثمانية في القرن السادس عشر بعد أن بقيت فترة تحت حكم الصفويين، تتميز عمارتها بطغيان الطابع السلجوقي الإسلامي عليها، حيث بنيت جميع المنازل من صخور صفراء اللون تطل على الجهة الجنوبية كاشفة سهل ميزوبوتاميا، كما أن معظم مساجدها القديمة بنيت في فترة الحكم السلجوقي ومنها الجامع الكبير، جامع الملك محمود، جامع اللطيفية، جامع ومدرسة الشهيدية، وجامع الريحانية وجامع الحميدية وجامع القلعة وغيرها.
يتقاسم المدينة الآن الأكراد والعرب إذ تعتبر عشيرة المحلمية أكبر العشائر العربية التي تقطن الولاية، ويعتبر أبناء هذه العشيرة أنفسهم أحد بطون بني شيبان المهمة، إضافة إلى بني مرة وبني الحارث وأبي ربيعة، حتى إنهم يؤكدون أن أجدادهم وقفوا إلى جانب بني مرة ضد بني تغلب في حرب البسوس.