ماذا يقول مكتشف "إيبولا"؟

27 أكتوبر 2014
بات اليوم تهديداً رئيساً للعالم (ليون نيال/فرانس برس)
+ الخط -
قبل 38 عاماً شارك بيتر بيوت في اكتشاف الفيروس القاتل "إيبولا". كان ذلك عام 1976، في مختبره في أنتويرب البلجيكية. يومها تلقى عينة دم لراهبة بلجيكية ماتت في زائير (الكونغو الديمقراطية اليوم). وشخّصت إصابتها بالحمّى الصفراء. لكن بعد عزل الفيروس من العينة، لم يكن شيئاً مشهوداً من قبل. وتحت الميكروسكوب الإلكتروني بدا الفيروس كدودة.

يقول البروفسور بيوت، الذي يعمل اليوم مديراً لمدرسة لندن للأمراض الاستوائية، في مقابلة مع مجلة "نيو ساينتيست" إنّ ما بدا كحالة محدودة، بات اليوم تهديداً رئيساً للعالم.

بعد تلك الحادثة، تلقى مختبر بيوت معلومات من منظمة الصحة العالمية، عن معدل وفيات مرتفع في زائير. وبما أنّ المختبر لم يكن مجهزاً للتعامل مع فيروسات خطيرة، أرسلت عينة الفيروس إلى المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض في أتلنتا. وأكدت المراكز أنّ الفيروس جديد.

مضى بعدها بيوت إلى زائير، في أول زيارة له لأفريقيا، وكان في السابعة والعشرين وتنقصه الخبرة. وكانت الزيارة تهدف إلى معرفة كيفية انتقال الفيروس، ومحاولة كبحه. وتمكن بالفعل مع فريقه من معرفة طرق انتشار المرض.

يقول بيوت إنّ الفيروس قتل في موجته الأخيرة أكثر بكثير مما قتل في كلّ موجاته السابقة. ويضيف أنّه يختبئ في الغابات، وبخاصة بين الخفافيش. ويضيف أنّ ما يزيد الإصابات هو موت شخص بالمرض بالذات، فمن العادات لمس الميت خلال تأبينه في غرب أفريقيا. كما أنّ معظم الناس هناك لا يؤمنون بالطبّ الغربي.

وبخصوص العلاج، يتساءل بيوت، لماذا لم تختبر الأدوية التجريبية مبكراً. فبعد حوادث الجمرة الخبيثة عام 2001، موّلت وزارة الدفاع الأميركية برنامجاً مضاداً للإرهاب البيولوجي، أدى إلى تطوير لقاحات وعقاقير مضادة لـ "إيبولا". لكنّ التمويل انتهى اليوم. ويطالب بيوت بتسريع تطوير اللقاحات التجريبية، وتوفير بعض العقاقير المسكّنة.

أمّا عن العلاجات الواعدة الأهمّ، فيعتبر أنّ المطلوب الغوص أكثر في التجارب، من أجل لقاح مقترح. وهو ما سيتطلب شهوراً قد لا تكون كافية لوقف موجة الفيروس. وفي الوقت الحاضر لا غنى عن استخدام بلازما الدم من الأشخاص المتعافين من "إيبولا"، بخاصة أنّ من يتعافون من مرض معدٍ، تتوافر في دمهم نسب عالية من الأجسام المضادة.
المساهمون