ماجر لـ"العربي الجديد": قطر ستنجح في تنظيم كأس العالم

24 سبتمبر 2014
اللاعب الجزائري الشهير رابح ماجر(Getty)
+ الخط -
بقدر ما كان أسطورة الكرة الجزائرية كبيرا ونجما فوق الملاعب، فقد كان متواضعا في حديثه معنا، وكم تمنينا لو أن الحوار معه لم يعرف نهاية حتى نستمتع بتحاليله القيمة، وجرأته في تناول كل المواضيع دون خوف أو ديبلوماسية.
ماجر تحدث لـ"العربي الجديد" عن تألق الجزائري ابراهيمي مع بورتو البرتغالي، وقيم أداء المنتخب الجزائري في مونديال البرازيل، وكشف لنا أسباب تراجع المنتخبات العربية وعدة مسائل أخرى.

* لنبدأ حديثنا انطلاقا من تألق اللاعب ابراهيمي، كيف تفسره؟
- سعادتي كانت مضاعفة، أولا من أجل ابن بلدي الجزائري ياسين ابراهيمي الذي تألق في سماء القارة الأوروبية ونجح في كتابة اسمه وأن يشكل محور أحاديث وسائل الإعلام في كل أنحاء العالم. من جهة أخرى، كنت سعيدا بفوز فريقي السابق بورتو البرتغالي في أولى مبارياته ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا فهذا الفريق أكن له عشقا كبيرا، وغمرتني جماهيره بعطف وحب استثنائي، ولا يمكن أن ننسى كذلك تألق اللاعب العربي سوداني الذي سجل بدوره ثلاثية، وهو لاعب قادر  على البروز بشكل أكبر.

* هل يوجد تشابه بينك وبين ياسين ابراهيمي؟
- أكيد يجمعنا العديد من نقاط التشابه، فكلانا يحمل الجنسية الجزائرية، ولعبنا لمنتخب الخضر، واحترفنا مع نادي بورتو. أما في الميدان فأعتقد أن هناك بعض نقاط الاختلاف الجزئية، فابراهيمي قادر على بلوغ ما حققته أو حتى تجاوزه، المهم أن يواصل ياسين تألقه مع بورتو لأنه فريق يعد بوابة للشهرة وللاحتراف في أكبر الفرق الأوروبية بعد ذلك، وهو يملك من الإمكانيات ما يؤهله لتحقيق هذا الحلم.

* ولكن "كعب ماجر" سيظل راسخا في تاريخ كرة القدم؟
- الحمد لله، هدفي كان نادرا، خاصة في تلك الفترة، ونكهته أنه حصل في نهائي دوري بطولة أوروبا حيث كانت كل أنظار العالم متجهة. أنا سعيد بأن يصبح هدفي أنموذجا في كرة القدم، وأن تكون ملكية الأهداف بالكعب لماجر، مثلما يعتبر ذلك البعض.

* تطور أداء اللاعبين الجزائريين هل يعود فيه الفضل للمشاركة في مونديال البرازيل؟
- بكل تأكيد، مشاركة اللاعب في مونديال العمالقة واحتكاكه بأكبر المنتخبات وأبرز اللاعبين في العالم،  يمنحه ثقة في الإمكانيات، حيث يشعر عندها بانعدام الفوارق، ويجعله يتساءل عن الموانع التي تحول دونه ودون التواجد من جهته في أكبر الفرق في العالم، اللاعب العربي يملك مهارات وفنيات تفوق أحيانا اللاعب الأجنبي لكن المشكلة تكمن في الثقة بالنفس.

* لأنك تملك عينا فنية خاصة، نطلب منك تقييم مشاركة الخضر في مونديال البرازيل؟
- مشاركة المنتخب الجزائري كانت في مجملها محترمة ومشرفة، البداية ومثلما كان متوقعا لم تكن موفقة، وبدا المنتخب الجزائري متخوفا، خاصة أمام منافس في حجم المنتخب البلجيكي ونجومه، وفي الميدان اكتشف اللاعبون أنهم قادرون على المنافسة بندية، فسجلوا هدف الأسبقية، ولكن قلة التركيز في الدقائق الأخيرة جعلتهم يدفعون الثمن غاليا.
في المباراة الثانية كان التعادل (1-1) أمام المنتخب الروسي.
وفي المباراة الثالثة جاء الفوز العريض على حساب المنتخب الكوري الجنوبي بنتيجة عريضة (4-2)، وهو الفوز الذي منحنا ورقة التأهل إلى الدور الثاني، وكان سببا في فرحة الجماهير الجزائرية والعربية، احتفالا بذلك الانجاز العربي.

* والهزيمة أمام منتخب ألمانيا ما هي أسبابها؟
- في مباراتنا أمام المنتخب الألماني سيطر الخوف على الجهتين، وكان سيناريو مباراتنا أمام منتخب المانشافت في كأس العالم سنة 1982 مسيطرا على الفريقين، فكان الألمان متخوفين من الخسارة مجددا، بينما كانت الرغبة كبيرة لدى الجزائريين لتكرار السيناريو.
واجهنا منتخب بطل العالم، وهو الذي يضم في صفوفه نجوما في كل المراكز تقريبا، وينشطون في أكبر الدوريات في العالم، وأعتقد بأن العوامل التي تسببت في الهزيمة تكمن في الاستعداد البدني المتميز للألمان، والاستعداد الذهني للاعبين الجزائريين الذي لم يكن بالشكل المطلوب في نصف الساعة الأخير من المباراة، وقد لعبت الخبرة، وثقافة الانتصارات الموجودة في عقلية اللاعبين الألمان دورا حاسما في تحديد المنتخب الفائز.

* ما هو الفرق بين منتخب الجزائر في مونديال سنة 1982 والمنتخب الحالي؟
- الفرق بسيط ولكنه كذلك مهم جدا، ففي مونديال سنة 1982 كان المنتخب الجزائري يعتمد على عناصر تنشط جلها في الدوري الجزائري، وجهاز فني جزائري، أما اليوم فالمنتخب يتكون من عناصر تنشط كلها تقريبا خارج الجزائر.

* يشاع بأنك تعارض وجود اللاعب المحترف داخل المنتخب الجزائري؟
- ماذا؟ أنا أعارض وجود اللاعب المحترف داخل المنتخب؟ وما هو السبب؟ أبدا، المنتخب مفتوح لكل لاعب يحمل الجنسية الجزائرية، ولكن فقط أن يكون قادرا على تقديم الإضافة، وأن يكون أداؤه أفضل بكثير من اللاعب الذي ينشط في الدوري المحلي.
فكرتي الأساسية التي أقولها وأرددها، هو أن يتكون المنتخب الجزائري من لاعبين ينشطون في الدوري المحلي، مع تطعيمه بكل لاعب يأتي لتقديم الإضافة، فعندما يكون المنتخب محوره الأساسي لاعبون ينشطون في الدوري الجزائري، فذلك أمر من شأنه أن يمنح الجهاز الفني مزيدا من الوقت للتحضير، والقيام بمعسكرات حتى وإن كانت قصيرة المدى، والقيام بمباريات ودية إعدادية، لا أن نظل في انتظار تواريخ "الفيفا"، وهذا رأيي باختصار ووضوح.

* هل ترى بعض الأسماء في الدوري الجزائري التي لم تأخذ فرصتها مع المنتخب؟
- لا أريد الدخول في التفاصيل، لأن ذلك يبقى أولا وأخيرا من مشمولات الجهاز الفني الذي يتحمل المسؤولية كاملة، ولكن لدينا دوري في مستوى محترم، لدينا لاعبون بإمكانيات محترمة وقادرون على البروز، فقط هم بحاجة لأخذ الفرصة، وهذا دور المنتخب الذي يمنح الفرص للاعبين بالظهور والحصول على عروض للاحتراف بما يعود بالنفع على اللاعب وعلى المنتخب.

* ما دمنا نتحدث عن الدوري الجزائري ما هو تعليقك على حادثة وفاة اللاعب الكاميروني ايبوسي؟
- في البداية أجدد تعازي لعائلة اللاعب وللأسرة الرياضية عموما، فما حصل كان أمرا مؤسفا جدا، وأنا كنت حزينا جدا بسبب تلك الحادثة، لأنه من غير المقبول أن تشهد الملاعب الجزائرية وحتى الملاعب الحالية تصرفات مشابهة، ولا تمت للرياضة بصلة.
يجب أن نتعلم جميعا أن كرة القدم هي أولا وأخيرا لعبة، وحفل كروي، نقبل خلالها كل النتائج، وخاصة تقبل الهزيمة بروح رياضية، مثلما نرضى بالانتصارات.
وأتمنى أن نرسخ لدى الجماهير عقلية تقبل النتائج مهما كانت قسوتها، وأن يعمل الجميع على خلق مناخ نقي داخل الحقل الرياضي.

* هل تشاطرني الرأي في تراجع المنتخبات العربية؟
- الحكم على قيمة النتائج تعكسه النتائج، والنتائج تعكس الإستراتيجية المتبعة للساهرين على تسيير كرة القدم في الاتحادات العربية، ومع الأسف الشديد لا توجد سياسة واضحة لدى العديد من الاتحادات العربية. وأنا يؤسفني تراجع منتخبات كان اسمها فقط يرعب المنافسين، على غرار المنتخب المصري والمنتخب السعودي وكذلك المنتخب المغربي والمنتخب الكويتي.
هذه المنتخبات كانت ضحية سياسة خاطئة، وغياب إستراتيجية واضحة، في هذه الاتحادات تلاحظ غياب رؤية وخطة طويلة المدى أو حتى على المدى المتوسط، التفكير يكون منصبا على المنتخب الأول فقط، وهزيمة واحدة من شأنها أن تقصي أحيانا مدربا.
الاتحادات العربية مطالبة بالنسج على منوال الاتحادات المتفوقة على المستوى العالمي، لأن النجاح لا يأتي صدفة، وإنما بوضع خطة محكمة وطويلة المدى وألا نقيل مدرباً بسبب نتيجة سلبية أو أحيانا كرة تصطدم بالقائم، أو ركلة جزاء ضائعة.
ينتظرنا عمل كبير لننجح في تحقيق أحلامنا، وأحلام الجماهير العربية التي تتمنى مشاهدة منتخباتها في أفضل المراتب على المستوى العالمي.

* الجماهير تلعب دورا هاما في اتخاذ بعض القرارات؟
- هذا هو الخطأ الذي تقع فيه بعض الاتحادات، ويؤثر على قرارات المسؤولين الذين يخشون التفويت في مقاعدهم ومناصبهم، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتخذ قرارات تهم مصلحة كرة القدم تجاوبا مع أهواء الجماهير، وإلا فما الداعي لتشكيل اتحاد للكرة، المنتخب الجزائري سيطر على الكرة العربية والإفريقية لسنوات طويلة، وتواجد في كل المحافل الرياضية، بسبب خطة مدروسة وخاصة بقاء اللاعبين مع بعضهم لسنوات طويلة لأن الاندماج بين اللاعبين مسألة مهمة للغاية في كرة القدم سواء في الفرق أو المنتخبات.

* مونديال 2022 في قطر؟
- أتمنى أن تتألق المنتخبات العربية في كأس أمم إفريقيا 2015 بالمغرب، وأن تستعيد هذه المنتخبات هيبتها، ومونديال قطر سيكون فرصة من ذهب للمنتخبات العربية للتواجد أولا، وللتألق في مرحلة ثانية، البعض يتحدث عن مشكلة الحرارة المرتفعة ولكن أعتقد بأن المسألة ثانوية، لأن المسؤولين في قطر اكتسبوا كثيرا من الخبرة على مستوى التنظيم، من خلال التظاهرات الكبرى التي احتضنوها، وسيجدون الحلول الكافية لحل مشكل حرارة الطقس، المهم كما ذكرت أن تخطط الاتحادات العربية لتسجيل حضور متميز في 2022 بقطر.
المساهمون