مئوية مولود معمري: عودة إلى الربوة المنسية

22 يناير 2017
(معمري في جولة ميدانية إلى إحدى القرى الجزائرية)
+ الخط -
لا يزال يُنظر إلى مولود معمري (1917 – 1989) بوصفه مجدّد الهوية الأمازيعية في الجزائر والمغرب العربي عموماً، بتنقيبه في لغتها وإرثها الحضاري وتعبيراتها الفنية والجمالية، وبثّ الحياة فيها من جديد بنقلها من الشفاهية إلى تدوينها وحفظها، ويكاد لا يخلو بحث حول تاريخ الأمازيغ من ذكْر جهد بحثي أو تنظير له.

تحت شعار "تنكسر ولا تُنسى"، انطلقت أمس في قرية آيت يني في ولاية تيزي أوزو (100 كلم شرق الجزائر العاصمة) احتفالية مرور مئة عام على مولد الباحث والأنثربولوجي والروائي، الذي استمر الجدل حول شخصيته وأطروحاته بعد ثمانية وعشرين عاماً على رحيله، بسبب خلافاته مع السلطة ومع أهل الثقافة أيضاً.

على مدار شهور خمسة، ستقام ندوات تتناول المسار الأدبي والفكري لصاحب رواية "الربوة المنسية" (1952) التي حوّلها إلى السينما المخرج الجزائري عبد الرحمان بوقرموح، وربما أضاءت هذه الفعاليات على بعض الجوانب الخلافية التي تتعلّق بنظرة معمري إلى علاقة اللغتين الأمازيغية والعربية وتفاعلهما، فلطالما انقسم حوله الدارسون؛ فريق يتهمه بالدعوة لـ"انفصال" بينهما، وآخرون يرونه باحثاً منزّهاً عن أهواء السياسة وألاعيبها.

تتوزّع الأنشطة على مدن جزائرية عديدة، كما أُعلن عن إعادة إصدار أعمال صاحب "الأفيون والعصا" وترجمتها إلى اللغة الأمازيغية، وسيصدر طابع بريدي عليه وسم المئوية، إضافة إلى تنظيم ملتقى دولي يجتمع فيه أكاديميون وباحثون لتقديم أوراق حول مشروع معمري.

لا توجد تفاصيل كاملة حول برنامج الاحتفالية، التي يأمل كثيرون أن لا تكون مجرّد تكريم عابر يشبه ما قامت به الحكومة الجزائرية بعد رحيل معمري، حين أطلقت اسمه على إحدى الجامعات، من دون المضي بجدية لتحويل مشاريعه في توثيق التراث الأمازيغي؛ في الأدب والأغنية والموسيقى وغيرها.

يُذكر أن معمري كان أول رئيس لـ"اتحاد الكتاب الجزائريين" عام 1963 وخرج منه بعد خلاف مع السلطة ورؤيتها حول الثقافة. صدر له العديد من المؤلّفات البحثية والمسرحية والروائية؛ من بينها: "تاجرومث ن تمازيغث" (قواعد اللغة الأمازيغية)، و"قال الشيخ محند" (في التراث المحكي القبائلي).

المساهمون