مئوية أوكتافيو باث

05 مارس 2014
شاعر المكسيك تحل ذكرى ولادته هذا الشهر
+ الخط -
نعرف أوكتافيو باث (1914 ـ 1998)، شاعراً مكسيكياً فذّاً ترك لنا ثمانية دواوين تنفرد بأسلوبها الشعري الذي يتعذّر تصنيفه، وبغنائيتها العالية التي تصالح النشوة الصوفية مع التساؤل الوجودي. لكن ما لا يعرفه معظمنا عن باث هو ثقافته المذهلة التي تجاوزت الشعر نحو الفلسفة والتاريخ والعلوم والأديان والسياسة. ولهذا، نغتنم مناسبة حلول مئوية ولادته في 31 آذار/ مارس للتذكير ببعض إشراقاته في هذه الميادين.

فعلى مستوى الفكر، يقول: "يوجد فكرٌ يفكّرنا. الإنسان ليس مَن يُنتج الفكر بل هو مَن ينقله". وفي الهوية الفردية، يقول: "الهوية غير موجودة، أو أنها خفية وغامضة. إحدى مزايا الإنسان الجوهرية هو شعوره بالغرابة أمام العالم وأمام نفسه. وهذه الغرابة هي التي تقوده الى التماثُل مع الآخر أو، بالعكس، الى فصل نفسه عن الطبيعة بشكلٍ جذري".

وفي الحداثة، يرى "أننا محكومون بها لأن أي عودة الى الوراء كحلّ لمأزق المجتمع الصناعي مستحيلة. ولهذا يجب تكييف التكنولوجيا مع الحاجات البشرية، وليس العكس، كما هو الحال اليوم".

وفي هذا السياق، يمكن قراءة ما قاله في آخر حوار أجري معه كوصية يرنّ صداها الآن بعد ستة عشر عاماً من رحيله: "انقراض أي مجتمع هامشي أو أي اختلاف إثني يعني ضياع إمكانية بقاء الجنس البشري برمّته. فمع كل مجتمع يتوارى بسبب الحضارة الصناعية، لا يتوارى ماضينا أو حاضرنا فقط، بل أيضاً مستقبلنا. حتّى الأمس القريب، كان التاريخ متعدِّداً ومتنوّعاً: رؤى مختلفة للإنسان، كل واحدة لها مقاربتها الخاصة للماضي وللمستقبل. المحافظة على هذه التعددية هو محافظة على تنوّع مستقبلنا، أي على الحياة نفسها".

المساهمون