صاغ أحد مستشاري زعيم تيار المستقبل، سعد الحريري، فكرة وحيدة ووزّعها على بعض من حوله، لتصل عبر الجدول التراتبي المعكوس إلى الزملاء والموظفين في المؤسسات الإعلامية والمستقبلية. وتقول هذه الفكرة، بتصرّف، إنّ أي احتجاج أو تصعيد قد ينفذه الموظفون المستقبليون سيؤدي إلى حملة "تشفّي" بالرئيس الحريري ليتم توظيف التحركات المطالبة بحقوق الموظفين وصرف رواتبهم المجمّدة والمحرومين منها منذ أشهر، سياسياً بهدف ضرب هذا المشروع السياسي وهدم ما تبقى من إرث الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
حيك مشروع كشف المؤامرة من دون الكثير من الجهد، على اعتبار أنّ اللعب سهل على مشاعر موظفي المستقبل وانتمائهم السياسي ونوستالجيا رفيق الحريري ووقع اسمه. وبشكل موازٍ، عمل الفريق المستقبلي نفسه على وتر الامتنان المفترض لأي موظف في المستقبل لما قدّمه له التيار وآل الحريري بشكل خاص وعام طوال السنوات الماضية، كأن مؤسسات المستقبل في الأساس جمعيات خيرية أو كأن الموظفين كانوا يقبضون رواتبهم دون مسؤوليات ومهام ووظائف يؤدّونها. فتمّ ذلك أيضاً من باب العبارات القائلة "نحن لا نعضّ اليد تطعمنا"، أو "لا نرمي الأحجار في البئر الذي نشرب منه".
وبفعل كشف مشروع المؤامرة على الحريري ومشروعه السياسي، تستمرّ المؤامرة الفعلية على الموظفين في "المستقبل". بعض هؤلاء اقتنع مع إدارته بالسوء الممكن أن يتعرّض له الحريري في حال استمرار الإضراب الاحتجاجي على عدم صرف الرواتب. وهو ما دفع هذا القسم من الموظفين إلى مهاجمة أي صوت عبّر عن مساندته لقضيتهم واستنكر قطع الرواتب عنهم. وهو ما لن يغيّر شيئاً في التعبير عن دعم الموظفين والحصول على حقوقهم، في المستقبل أو غيرها. أما بعض آخر يشكّك أو غير مقتنع بتاتاً بهذه الأفكار، فتمّ تمرير رسائل تهديد مباشرة وغير مباشرة للمشكّكين أو المعترضين. والنتيجة: استمرار الأمور على حالها دون رواتب ولا مصاريف خاصة حتى بالأمور الوظيفية واللوجيستية والتقنية داخل هذه المؤسسات الإعلامية.
أدى كل ذلك إلى تراجع موظفي المؤسسات الإعلامية التابعة لتيار المستقبل عن اعتصامهم الاحتجاجي وتعليق العمل في أقسام عدة من هذه المؤسسات. فنجح كاشفو المؤامرات على المستقبل وآل الحريري في مهمّتهم: الفاعل بات مفعولاً به. والمفعول به الفعلي، إن اعترض، يصبح مشاركاً في جريمة الفعل بالفاعل أو بمن يدّعي أنه مفعول به. هي صيغة أو خلاصة أقرب إلى الإعجاز ومنه إلى العبثية، إلا أنّ بإمكانها اختصار الكثير من الواقع المعاش في "المستقبل" وخارجه، وربما تلخيص لكل ما يدور من حولنا. فهذه هي المؤامرات والمؤامرات المضادة.
اقــرأ أيضاً
حيك مشروع كشف المؤامرة من دون الكثير من الجهد، على اعتبار أنّ اللعب سهل على مشاعر موظفي المستقبل وانتمائهم السياسي ونوستالجيا رفيق الحريري ووقع اسمه. وبشكل موازٍ، عمل الفريق المستقبلي نفسه على وتر الامتنان المفترض لأي موظف في المستقبل لما قدّمه له التيار وآل الحريري بشكل خاص وعام طوال السنوات الماضية، كأن مؤسسات المستقبل في الأساس جمعيات خيرية أو كأن الموظفين كانوا يقبضون رواتبهم دون مسؤوليات ومهام ووظائف يؤدّونها. فتمّ ذلك أيضاً من باب العبارات القائلة "نحن لا نعضّ اليد تطعمنا"، أو "لا نرمي الأحجار في البئر الذي نشرب منه".
وبفعل كشف مشروع المؤامرة على الحريري ومشروعه السياسي، تستمرّ المؤامرة الفعلية على الموظفين في "المستقبل". بعض هؤلاء اقتنع مع إدارته بالسوء الممكن أن يتعرّض له الحريري في حال استمرار الإضراب الاحتجاجي على عدم صرف الرواتب. وهو ما دفع هذا القسم من الموظفين إلى مهاجمة أي صوت عبّر عن مساندته لقضيتهم واستنكر قطع الرواتب عنهم. وهو ما لن يغيّر شيئاً في التعبير عن دعم الموظفين والحصول على حقوقهم، في المستقبل أو غيرها. أما بعض آخر يشكّك أو غير مقتنع بتاتاً بهذه الأفكار، فتمّ تمرير رسائل تهديد مباشرة وغير مباشرة للمشكّكين أو المعترضين. والنتيجة: استمرار الأمور على حالها دون رواتب ولا مصاريف خاصة حتى بالأمور الوظيفية واللوجيستية والتقنية داخل هذه المؤسسات الإعلامية.
أدى كل ذلك إلى تراجع موظفي المؤسسات الإعلامية التابعة لتيار المستقبل عن اعتصامهم الاحتجاجي وتعليق العمل في أقسام عدة من هذه المؤسسات. فنجح كاشفو المؤامرات على المستقبل وآل الحريري في مهمّتهم: الفاعل بات مفعولاً به. والمفعول به الفعلي، إن اعترض، يصبح مشاركاً في جريمة الفعل بالفاعل أو بمن يدّعي أنه مفعول به. هي صيغة أو خلاصة أقرب إلى الإعجاز ومنه إلى العبثية، إلا أنّ بإمكانها اختصار الكثير من الواقع المعاش في "المستقبل" وخارجه، وربما تلخيص لكل ما يدور من حولنا. فهذه هي المؤامرات والمؤامرات المضادة.