ليلة الأظهرة الحديثة.. ومستقبل إسبانيا في مونديال 2018

19 فبراير 2015
+ الخط -


انتهت الليلة الثانية من منافسات الذهاب لثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، بفوز مدريدي سهل وجولة متوازنة بين أبطال سويسرا والبرتغال، في مرحلة اتسمت بالسير وفق المألوف من دون أي مفاجآت. لكن كانت هناك ملاحظات فنية جديرة بالدراسة، خصوصاً مع انتقال السطوة في مدريد من نجوم الهجوم إلى لاعبي الأظهرة.

لوكاس سيلفا
اختار الإيطالي كارلو أنشيلوتي رهاناً جديداً في الوسط هذه المرة، وجاء الدور على الوافد الجديد لوكاس سيلفا لشغل خانة الارتكاز بجوار كروس، في محاولة جادة لضبط البوصلة من جديد، بعد عروض باهتة وضعف واضح في منطقة الوسط خلال الفترة الأخيرة، والغرض النهائي من كل هذه التجارب، الوصول إلى خط منتصف أفضل من دون مودريتش.

يتحرك سيلفا بذكاء أيام الدوري البرازيلي، ويكسر عملية الضغط على الثلث الدفاعي الأخير، بالإضافة إلى أهم ميزة ممكنة في ما يخص إغلاق زوايا التسديد أمام مهاجمي المنافس في المنطقة الحمراء بين دائرة الارتكاز ومشارف منطقة الجزاء، لذلك وضعه أنشيلوتي في خانة الارتكاز الصريح.

لعب كروس بالخلف في المركز 6 المتأخر وأمامه لوكا مودريتش، ومع إصابة لوكا ومشاركة البرازيلي الجديد، تبادل جنود الوسط الأدوار الفنية، مع عودة لوكاس إلى الخلف قليلاً وصعود توني كروس إلى الأمام، من أجل إخراج الكرات من الخلف إلى الأمام، أي لعب الألماني دوراً قريباً جداً من مهام الكرواتي.


ليلة الأظهرة
عندما تنظر لوجه حارس شالكه، ستدرك فوراً أن هذا الفريق يعاني من غيابات عديدة، لدرجة الدفع بهذا الحارس الصغير أمام حامل لقب ذات الأذنين. ومع الأخذ في الاعتبار أن المدرب دي ماتيو يعشق النهج الدفاعي كما فعل مع تشيلسي، فإن توقع البدأ بخطة 5-3-2 كان أمراً سهلاً ويسيراً، حتى إذا كانت المباراة على أرضه وبين جماهيره.

خمسة مدافعين مع ثلاثي في الوسط، وثنائي متقدم أحدهما يعود كثيراً إلى الخلف، الأزرق في حضرة الـ 5-4-1، في رغبة حقيقية للخروج بالتعادل السلبي، وفي أحسن الأحوال تسجيل هدف خاطف، لكن مع ضعف المخزون الفني للفريق وعدم وجود أسماء قادرة على صناعة الفارق، لعب المدرب حليق الرأس على قتل نسق اللقاء.

يأتي الحل دائماً في المباريات المغلقة عن طريق الضربات الثابتة أو التسديدات أو الرأسيات المباغتة، وفي هذه المباراة أفضل نموذج على صدق هذه المقولة، لأن رونالدو هرب من الرقابة وخطف الكرة سريعاً قبل الحارس، لكن قيمة الهدف تكمن في مجهود كارفخال، الظهير الذي يتحرك كثيراً أسفل الأطراف، ويصنع الخطورة في المساحات البعيدة عن الزيادة العددية، لذلك جاء الفرج في أفضل وقت ممكن، قبل زيادة الغلة بالشوط الثاني.

وانتقلت السطوة من اليمين إلى اليسار، وكما ساهم كارفخال في الهدف الأول، فإن هدف الأمان جاء عن طريق الظهير الأيسر مارسيلو، بسبب عودة لاعبي شالكه إلى الخلف كثيراً، وترك الفراغات فقط أمام الأظهرة القادمة من أسفل الدفاع إلى أسفل الأطراف، لذلك مرر كارفخال الهدف الأول، وسجل مارسيلو الثاني.

منتخب سويسرا
على عكس أغلب التوقعات، جاءت مباراة بازل وبورتو مثيرة وقوية من البداية حتى النهاية، لتستحق لقب مباراة اليوم، رغم سحر ملعب شالكه وقيمة أسماء "النيو جلاكتيكوس". ومن المتوقع أن تكون مباراة الإياب في الدراجاو على نفس الشاكلة، خصوصاً أن الإياب دائماً يحسم الجولة ويصعد بفائزه إلى ربع نهائي الأبطال.

فريق بازل يشبه منتخب سويسرا، وكأن باولو سوزا استوحى أفكار الجنرال أوتمار هيتسفيلد خلال المونديال العالمي الأخير، مع طريقة لعب 4-2-3-1 بكامل حذافيرها، ثنائي ارتكاز مكّون من المصري النني كلاعب يقطع الكرات، رفقة زميله فراي الذي يمرر الكرات إلى الثلث الهجومي كارتكاز مساند، وأمام ثنائية المحور يتحرك صانع اللعب زوفي خلف المهاجم وبين لاعبي الأطراف.

يضغط بازل في الغالب بثنائي هجومي صريح، مع دعم كامل من رباعي الوسط، لتتحول الخطة إلى 4-4-2 في الشكل الدفاعي، مما يسبب عائقاً حقيقياً أمام فريق بورتو الذي يجد صعوبات بالغة في بناء الهجمة، لكن خلال الشوط الثاني تخلى أصحاب الأرض عن استراتيجيتهم واكتفوا بالدفاع، في محاولة فاشلة للحفاظ على الهدف اليتيم.


المايسترو الجديد
"أوليفر توريس، تذكروه جيداً"، عبارات قصيرة قالها رئيس نادي أتليتكو مدريد إنريكي سيريزو عن اللاعب الصاعد توريس، الذي أعاره الروخي بلانكوس إلى فياريال ثم بورتو، من أجل مشاركات أكبر ودقائق أطول، قبل العودة مرة أخرى إلى ملعب الكالديرون للمشاركة مع الأتليتي خلال الموسم المقبل.

أضاع لاعبو بورتو فرصاً مؤكدة حتى نجحوا في تسجيل هدف التعادل من ضربة جزاء، ورغم خروج توريس مصاباً في منتصف الشوط الثاني، إلا أن اللاعب الشاب ترك بصمة مميزة للغاية خلال كل الدقائق التي شارك خلالها. يلعب أوليفر كلاعب وسط صريح، يستطيع التمركز في دائرة المنتصف، ويجيد التقدم إلى الأمام كوسط هجومي صريح، لذلك هو لاعب وسط خالص CM.

يشبه توريس كثيراً إنييستا في بداياته، من حيث التوغل في وبين الخطوط، بالإضافة إلى مهارة خالصة تكمن في مراوغة الخصوم والتحكم في الكرة خلال أضيق الفراغات، لذلك يبدو أن بورتو هو المكان المناسب لصقل موهبته، خصوصاً أن الفريق البرتغالي يعرف كيف يتعامل مع صغار النجوم.

مستقبل الماتدور الإسباني في أمان إذا تطور أداء توريس، مع الصاعد الآخر دينيس سواريز، لاعب برشلونة المعار إلى إشبيلية، لأن كرة القدم خلال السنوات المقبلة ستكون بها قدر هائل من المنافسة والندية، بسبب تسلح كل الكبار بأسلحتهم الشابة، والرهان في مونديال 2018، في روسيا.

المساهمون