انفجرت سيارة مفخخة في محيط فندق كورنثيا، وسط العاصمة طرابلس، وقد كان يوجد فيه رئيس حكومة الإنقاذ الوطني، عمر الحاسي، وأفراد من بعثات دبلوماسية أجنبية، وسارع تنظيم "الدولة الإسلامية" -داعش- إلى تبنّي العملية، بحسب وكالة "الأناضول".
وأسفر التفجير، بحسب مصدر أمني، عن إصابة عاملتين فلبينيتين، وإتلاف جزئي لواجهة الفندق، وحرق عدد من السيارات كانت في مكان التفجير.
وأشار المصدر إلى "تبادل لإطلاق النار داخل الفندق، بعد أن تمكّن ثلاثة مسلحين من اقتحامه، فيما تقوم الجهات الأمنية بملاحقة عدد آخر من المسلحين في المدينة القديمة، واستمرار محاصرة ما يقرب من أربعة مجهولين اقتحموا الفندق صباح اليوم، وإخراج الحاسي وأفراد البعثات الدبلوماسية من الفندق".
ولفت إلى أن "القوات الأمنية قطعت التيار الكهربائي عن الفندق، وطلبت من العاملين إخلاءه، بعد إصابة بعض العاملات بجروح طفيفة نتيجة تحطّم الزجاج".
ونقلت مصادر صحفية عن المتحدث باسم القوة الأمنية المشتركة، عصام النعاس، قوله إن "قوات الأمن تمكّنت من القبض على أحد منفذي الهجوم داخل فندق كورنثيا، وباشرت الأجهزة الأمنية التحقيق مع المشتبه به".
وقالت المصادر ذاتها إن "أصوات الرصاص ما زالت تُسمع في محيط الفندق، الذي يشهد انتشاراً أمنياً مكثفاً، فيما تواصل الأجهزة الأمنية مطاردة مشتبه به هرب إلى داخل المدينة القديمة".
وبحسب مصادر طبية فقد سقط قتيلان، وعدد من الجرحى من جنسيات مختلفة.
وتقول رواية أمنية إن تفجير السيارة استهدف سيارة رئيس الحكومة، عمر الحاسي الذي كان موجوداً في الفندق وقت التفجير، قبل أن تخرجه قوة الحراسة الأمنية المكلّفة بحمايته في الفندق.
وأفاد مصدر يعمل في إدارة فندق "كورنثيا" بالعاصمة الليبية طرابلس، أن مسلحين يحتجزون نحو 12 رهينة أجنبي في الفندق.
وأوضح أن "خمسة مسلحين بينهم رجل أسود البشرة يتحدث بلهجة أفريقية (لم يحددها)، اقتحموا صباح اليوم، الفندق وسط إطلاق نار كثيف، وصعدوا إلى الطابق الـ21 الذي يقيم فيه أجانب بعضهم يعمل في السلك الدبلوماسي، وبعضهم مندوبون لشركات أجنبية".
وأضاف أن "المسلحين يحتجزون الآن (الساعة 12:10 تغ) نحو 12 رهينة في ذلك الطابق"، وهو ما لم يتسن التأكد من صحته على الفور من قبل السلطات الليبية، غير أن حسابات لمؤدين لتنظيم "داعش" على مواقع التواصل الاجتماعي تحدثت عن وجود رهائن دون أن تحدد عددهم.
وفور وقوع الحادث أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" مسؤوليته عن الهجوم على مواقع مقربة له على الإنترنت، وبث تقريراً مصوراً، أطلق فيه على العملية اسم "غزوة أبو أنس الليبي".
ورافقت التقرير عبارات مكتوبة تفيد بأن الحادث هو تفجير انتحاري، حيث قال تعليق مكتوب على الصورة المنشورة، إن التنظيم استهدف مقراً يضم "بعثات دبلوماسية وشركات أمنية صليبية نفذها بطلان من أبطال الخلافة".
وبحسب تقارير إعلامية، فإن أبو أنس (51 عاماً) توفي مطلع العام الجاري في أحد مستشفيات الولايات المتحدة الأميركية بعد أيام من بدء محاكمته، حيث اتهمته الولايات المتحدة بلعب دور في تفجير استهدف سفارتيها في كينيا وتنزانيا عام 1998 وأدى إلى مقتل قرابة 200 شخص.
ويعد فندق "كورنثيا" من أكبر فنادق العاصمة الليبية، حيث تستخدمه الحكومة والبرلمان مقراً لاستقبال، وإقامة كبار الشخصيات، كما تعقد فيه أكبر وأهم المؤتمرات، والندوات السياسية والاقتصادية، كما يعتبر الوجهة الأولى للشركات الكبيرة العاملة في ليبيا لما يتمتع به من حماية أمنية.