لوليتا

25 فبراير 2015
بطلة فلاديمير نابوكوف في لقطة سينمائيّة (Getty)
+ الخط -

تقلّب البطاقة البنفسجيّة بيدَيها. بالقرب منها، ترقص صغيرتها ابنة الأعوام الثمانية، جذلاً. هي مدعوّة إلى حفل عيد ميلاد. أما فرحتها، فتفوق الحماسة المفترضة لمناسبة مماثلة. رفيقتها ليست صديقتها المفضلة، إلا أن الحفل يثيرها.

تعود الوالدة إلى قراءة الدعوة. في البرنامج: تدليك (رداء الحمام والمناشف مؤمّنة باللونَين البنفسجي والأبيض) وتدريم للأظافر (اختيار لون الطلاء من بين تدرّجات البنفسجي) وتبرّج (أفضل مستحضرات التجميل التي لا تسبّب الحساسيّة). وختاماً، قطع قالب الحلوى (قليل الوحدات الحراريّة) ورقص.

أرفقت الدعوة بصورة لصالون تجميل خاص بالصغيرات، مع قائمة بأسعار الخدمات التي يؤمّنها، في حال رغبت إحدى المدعوات بالمزيد.

***

في سبتمبر/أيلول 2013، أقرّ مجلس الشيوخ الفرنسي قانوناً جديداً، منع بموجبه مسابقة ملكة جمال الفتيات اللواتي لا تتجاوز أعمارهنّ 13 عاماً. أتى ذلك بناءً على اقتراح تقدّمت به عضو المجلس شانتال جوانو، يشمل فرض عقوبة قاسية على الذين ينظّمون مسابقات للقاصرات تصل إلى السجن لمدّة عامَين بالإضافة إلى غرامة ماليّة تصل إلى 30 ألف يورو.

أما الدافع، فهو "الجنسنة الفائقة" للفتيات.

***

منذ أكثر من عشرة أعوام، نشهد انتشاراً عالمياً لظاهرة "لوليتا". فالفتيات الصغيرات يَظهرن أكثر إثارة، إن من خلال ملابسهنّ أو في الإعلانات. و"لوليتا" هي كل فتاة يتراوح عمرها ما بين 7 و12 عاماً، تسعى إلى التشبّه بنساء ناضجات وإلى الإغراء ولفت الأنظار.

هؤلاء الصغيرات يرغبن بمعظمهنّ، في التشبّه بالمثال الأنثوي الذي تعرضه المجلات والشاشات، من دون أن يختبرن الإغراء بالمعنى الحرفي.

***

عندما تحرق الصغيرات المراحل ويطمحن إلى أن يصبحن راشدات ومثيرات قبل الأوان، فإن ذلك يترافق بلا شكّ مع أضرار بالغة. ولعلّ أبرز ما يشير إليه علم النفس، هو أن الصغيرات اللواتي لا ينجحن بالتعرّف إلى أنفسهنّ بـ"المعايير الجماليّة" القائمة، قد يطوّرن ضعفاً في تقدير الذات يؤدّي بهنّ إلى الاكتئاب. كذلك، فإن الرغبة في التشبّه بالعارضات والمغنيات والممثلات قد يدفعهنّ إلى اضطرابات سلوكيّة غذائيّة خطيرة.

إلى ذلك، ومن دون أن نلمّح إلى أن الرجال "منحرفون"، يؤكّد علم النفس أن الرسائل التي تبعثها هؤلاء الفتيات-لوليتا قد تُربك الذكور أحياناً. وللأسف، مشتهو الأطفال موجودون بيننا.

***

"لوليتا" (1955) رواية للكاتب الروسي فلاديمير نابوكوف، تحكي قصّة فتاة في الثانية عشرة تغوي رجلاً في الأربعينيات، هو زوج أمها.
دلالات
المساهمون