لم يعد في الإمكان التخطيط للمستقبل

06 سبتمبر 2020
سائحة في البرتغال في زمن كورونا (Getty)
+ الخط -

ما واجهه العالم بعد انتشار فيروس كورونا ليس عادياً. فجأة، وجد المرء نفسه عاجزاً عن التخطيط للمستقبل. ماذا سيحدث غداً؟ هل نتمكن من الذهاب إلى العمل؟ هل نكون قادرين على العودة إلى الحياة الطبيعية؟ تواجه المنظمات على أنواعها وغيرها الهيئات مجموعة من السيناريوهات المعقدة كما لم نشهدها من قبل. هؤلاء يعانون من القلق في الوقت الحالي. ماذا سيحدث؟ هل ستكون المنظمات قادرة على تقديم الدعم الأفضل لفريق العمل؟ كيف سيكون إطار أو سياق العمل بعد نحو ستة أشهر أو سنة؟
لا يملك أحد أجوبة حقاً. وتكثر التنبؤات حول ما يسمى بـ "مستقبل العمل". ويمكن التنبؤ فقط بالمستقبل عندما تكون هناك معلومات موثوقة أو حقائق يمكن الاستناد إليها.
في الوقت الحالي، يكثر الحديث عمّا قد يحمله المستقبل بعد جائحة كورونا. وربما لا يمكن لأحد المساعدة في البحث عن إجابات. يعد دماغنا حرفياً آلة تنبؤ، ويقارن باستمرار بين التجارب الجديدة والتنبؤات الناتجة عما يدور في داخلنا. وظيفة الدماغ هذه سمحت لأسلافنا بالبقاء على قيد الحياة، بحسب موقع "بزنس إنسايدر".
وخلال البحث عن ردود أفعال حيال فيروس كورونا، لاحظ الباحثون أن الناس يعتقدون أن أفضل طريقة للتعامل مع الأزمة هي التفكير في طريقة للتغلب عليها. لكن نظراً لعدم وجود إجابات حتى الآن، فإن كل ما ينجزه العقل هو توجيه الدماغ نحو المشكلة والضغوط الناتجة عنها مراراً وتكراراً.   
وأظهرت الأبحاث أن هذا النمط التحليلي يؤدي إلى نتائج عكسية وإحساس متزايد بالقلق. من المنطقي، بل الأكثر عقلانية في أوقات عدم اليقين، التعامل مع المواقف بإيجابية وأمل بدلاً من اتخاذ أي قرار استناداً إلى الحقائق. حتى عندما يتعامل الناس مع أمراض مزمنة، فإننا نرى هؤلاء الأفراد يتوقفون عن محاولة العثور على مخرج. وبدلاً من ذلك، يلجأون ربما إلى الإيمان أو أو الأمل للتعامل مع الوضع الحالي.

وفي محاولة الدماغ اليائسة للإمساك بشيء يمكن التنبؤ به، سيشكل غالباً ما يسمى "الارتباطات الوهمية"، أي أنه سيرى أشياء غير موجودة بالفعل، كاكتشاف صورة ما في الزحمة، أو الإيمان بنظريات المؤامرة. ويمكن أن يكون الدافع المتزايد لملء الفجوات في أوقات عدم اليقين ضاراً.
تبدأ إعادة صياغة العقل من خلال الوعي الذاتي. من المهم أن نسأل أنفسنا: "إذا كان في إمكانك النظر داخل عقلك، فما الذي ستكتشفه؟". 

المساهمون