23 يونيو 2017
لماذا يخشى الخليجيون ترامب؟
أحمد القثامي (السعودية)
تتراكم الأسئلة القلقة المدفوعة بالاحتمالات المفتوحة إزاء ضبابية المستقبل، بعدما وصل دونالد ترامب إلى سيادة البيت الأبيض، حيث كانت شناعة آرائه في حملته الانتخابية ضد قضايا كثيرة، وخصوصاً فيما يتعلّق بالخليج العربي، ذات دلالة على الزمن الأسوأ لعلاقات واشنطن بدول الخليج.
ظلت أميركا بالنسبة لدول الخليج دوماً الضامن الأكبر لأمنها، والحليف الأوثق لدولٍ تعيش في منطقة الأزمات المستدامة والصراعات المفتوحة إقليمياً ودولياً، بل وجدت تلك الدول الصغيرة في إقامة للقوات الأميركية على أراضيها مبعث طمأنينة ورادعاً لأطماع الآخرين، في ظلّ بحر نفط تحت كثبان أراضيها، فلماذا تعتري الخليجيين المخاوف من ساكن البيت الأبيض الجديد؟
أوباما الديمقراطي الذي رُوّج عنه شخصية مختلفة ستصنع حالة استثنائية في علاقة أميركا مع العالم، وليس مع دول الخليج فحسب، أنجز اتفاقاً نووياً مع إيران، بمشاركة الغرب وروسيا والأمم المتحدة، وترك لإيران التمادي أكثر على حساب دول الخليج العربي، وتغاضى عن جرائم سفاح دمشق البربرية، بما فيها استخدام الأسلحة الكيميائية، بل شكّل الأميركيون ضغطاً قويّاً على السعودية، لإنهاء حرب اليمن في ظلّ رؤية تشرعن بقاء انقلابيّ اليمن، ممسكين بتلابيب السلطة، وهم الذين لم يمتثلوا لقرار مجلس الأمن 2216 الملزم بموجب الفصل السابع من ميثاق المنظمة الأممية، وحمّل الحوثيين حالة الفوضى والتأزم في اليمن، أو بعبارة مجملة أمست طهران قوة رئيسية في الإقليم، مهما كانت ممارساتها، وهُمشت دول الخليج العربي بناء على ذلك، مع ما يمثله سلوك إيران السياسي المتخم بالعدوانية، وبشكل غير منضبط، يحمل في طياته تهديداً وجودياً لتك الدول، فما هو الأكثر سوءاً ليأتي به ترامب، والذي جاهر علناً بأنّ على هذه الدول الغارقة في الثراء، دفع ثمن الحماية الأميركية لها، وهو ما يحدث فعلاً، بحكم مشتريات السلاح بأرقام فلكية، تفوق الحاجة الفعلية لجيوش الخليج، إضافة إلى ما يضخ من استثمارات مهوّلة أودعتها دول الخليج في الاقتصاد الأميركي، فالسياسية الأميركية لم تنظر يوماً إلى دول الخليج حليفاً ذا أهمية، خارج الخطاب السياسي الكاذب، فإدارة بوش الابن التي دمرت العراق بناء على أكاذيب امتلاكه أسلحة دمار شامل، ثم سلّمته لإيران التي أحالته إلى مقاطعة إيرانية، ومنطلقاً لتهديد دول الخليج.
كل ما في الأمر هو تغيير من نبرة خطاب ناعم إلى لغة شرسة واضحة وصريحة، وأن تحرّكها دافعه مصالحها كما يفعل الروس، والذين لم يكن ذهابهم إلى سورية دفاعاً عن المقامات المقدّسة، أو حبّاً في إيران وغراماً في الأسد، بل صراعهم مع الغرب ومدّ مناطق نفوذهم.
لا تجد القوى العظمى في العرب إلا أداة ومصدراً للمال، ولن تجد غضاضةً في تسعير صراعاتهم إلى حدّ المواجهة المسلّحة لتحقيق غايات سياسية ومنافع اقتصادية، من شركات سلاح يسيل لعابها لفرص كتلك، وشركات نفط تجد أعظم منافعها في ارتفاع سعر النفط، حيث الخليج بيئة خصبة لمثل هذا، فمن يحيط بترامب ليسوا إلا ممثلين لمثل تلك القوى الاقتصادية، كما كان حال بوش الابن الذي كانت مشيئة من حوله من يمنيين متطرفين دافعاً لنشوب الحروب، فبوش الأحمق لن يكون أفضل حالاً من ترامب الأرعن، فدول الخليج العربي لم تجهد لاستغلال قدراتها الاقتصادية لصياغة تحالفات سياسية فاعلة ومؤثره، بل مازالت رهينة عقليتها القديمة التي تظن أنّ الرشوة السياسية كثمن قادرة على صناعة الحلفاء، وشراء المواقف السياسية، لكن واقع اليوم قد يحفّزها لفهم أنً المُسكِّن مهما بلغت قوته لن يشفي المرض.
ظلت أميركا بالنسبة لدول الخليج دوماً الضامن الأكبر لأمنها، والحليف الأوثق لدولٍ تعيش في منطقة الأزمات المستدامة والصراعات المفتوحة إقليمياً ودولياً، بل وجدت تلك الدول الصغيرة في إقامة للقوات الأميركية على أراضيها مبعث طمأنينة ورادعاً لأطماع الآخرين، في ظلّ بحر نفط تحت كثبان أراضيها، فلماذا تعتري الخليجيين المخاوف من ساكن البيت الأبيض الجديد؟
أوباما الديمقراطي الذي رُوّج عنه شخصية مختلفة ستصنع حالة استثنائية في علاقة أميركا مع العالم، وليس مع دول الخليج فحسب، أنجز اتفاقاً نووياً مع إيران، بمشاركة الغرب وروسيا والأمم المتحدة، وترك لإيران التمادي أكثر على حساب دول الخليج العربي، وتغاضى عن جرائم سفاح دمشق البربرية، بما فيها استخدام الأسلحة الكيميائية، بل شكّل الأميركيون ضغطاً قويّاً على السعودية، لإنهاء حرب اليمن في ظلّ رؤية تشرعن بقاء انقلابيّ اليمن، ممسكين بتلابيب السلطة، وهم الذين لم يمتثلوا لقرار مجلس الأمن 2216 الملزم بموجب الفصل السابع من ميثاق المنظمة الأممية، وحمّل الحوثيين حالة الفوضى والتأزم في اليمن، أو بعبارة مجملة أمست طهران قوة رئيسية في الإقليم، مهما كانت ممارساتها، وهُمشت دول الخليج العربي بناء على ذلك، مع ما يمثله سلوك إيران السياسي المتخم بالعدوانية، وبشكل غير منضبط، يحمل في طياته تهديداً وجودياً لتك الدول، فما هو الأكثر سوءاً ليأتي به ترامب، والذي جاهر علناً بأنّ على هذه الدول الغارقة في الثراء، دفع ثمن الحماية الأميركية لها، وهو ما يحدث فعلاً، بحكم مشتريات السلاح بأرقام فلكية، تفوق الحاجة الفعلية لجيوش الخليج، إضافة إلى ما يضخ من استثمارات مهوّلة أودعتها دول الخليج في الاقتصاد الأميركي، فالسياسية الأميركية لم تنظر يوماً إلى دول الخليج حليفاً ذا أهمية، خارج الخطاب السياسي الكاذب، فإدارة بوش الابن التي دمرت العراق بناء على أكاذيب امتلاكه أسلحة دمار شامل، ثم سلّمته لإيران التي أحالته إلى مقاطعة إيرانية، ومنطلقاً لتهديد دول الخليج.
كل ما في الأمر هو تغيير من نبرة خطاب ناعم إلى لغة شرسة واضحة وصريحة، وأن تحرّكها دافعه مصالحها كما يفعل الروس، والذين لم يكن ذهابهم إلى سورية دفاعاً عن المقامات المقدّسة، أو حبّاً في إيران وغراماً في الأسد، بل صراعهم مع الغرب ومدّ مناطق نفوذهم.
لا تجد القوى العظمى في العرب إلا أداة ومصدراً للمال، ولن تجد غضاضةً في تسعير صراعاتهم إلى حدّ المواجهة المسلّحة لتحقيق غايات سياسية ومنافع اقتصادية، من شركات سلاح يسيل لعابها لفرص كتلك، وشركات نفط تجد أعظم منافعها في ارتفاع سعر النفط، حيث الخليج بيئة خصبة لمثل هذا، فمن يحيط بترامب ليسوا إلا ممثلين لمثل تلك القوى الاقتصادية، كما كان حال بوش الابن الذي كانت مشيئة من حوله من يمنيين متطرفين دافعاً لنشوب الحروب، فبوش الأحمق لن يكون أفضل حالاً من ترامب الأرعن، فدول الخليج العربي لم تجهد لاستغلال قدراتها الاقتصادية لصياغة تحالفات سياسية فاعلة ومؤثره، بل مازالت رهينة عقليتها القديمة التي تظن أنّ الرشوة السياسية كثمن قادرة على صناعة الحلفاء، وشراء المواقف السياسية، لكن واقع اليوم قد يحفّزها لفهم أنً المُسكِّن مهما بلغت قوته لن يشفي المرض.
مقالات أخرى
21 مارس 2017
30 ديسمبر 2016
16 أكتوبر 2016