لماذا يخافون؟

01 يناير 2016
(GETTY)
+ الخط -
نحاول أن نفهم: لماذا يحجب نظام هذا الموقع أو ذاك؟ لماذا يعتقل هذا الصحافي أو ذاك؟ الجواب العلمي وغير العاطفي شبه الوحيد، هو الخوف. تخاف الأنظمة من الصحافة والصحافيين. تخاف من الكلمة منذ الأزل، منذ وجدت. هذا الخوف تحوّل إلى رعب منذ انطلاق الربيع العربي. فجأة وجدت الأنظمة نفسها أمام شباب يهتف ولا يخاف، يُهَدّد بالسجن، فلا يتراجع، يموت فيزداد عدد الملتفين حوله.

من هذا الربيع (ربيع رغم كل النكسات والخيبات)، ولدت "العربي الجديد". وسيلة إعلامية تحاول تقديم مضمون مختلف. وتفتح صفحاتها لكل الآراء، مع الحفاظ على موقفها الثابت من الانحياز إلى الديمقراطية، وحق الشعوب في الحرية وفي العيش في كنف دولة تحترم مواطنيها وحقوقهم. لم يعجب ذلك النظام المصري. منذ اللحظة الأولى بدأ حربه ضد "العربي الجديد"، حتى أن رأس النظام عبد الفتاح السيسي سمّى الموقع بالاسم، متّهماً إياناً بالعمل على "تدمير العالم العربي"... طبعاً تهمتنا جاهزة: ندافع عن المعتقلين والشهداء، وغير مصابين بفوبيا الإسلاميين، ندافع عن المظلومين من مصر إلى سورية، إسلاميين كانوا أم شيوعيين أو ليبراليين... نكتب لحرية فلسطين، ومعها حرية كل الشعوب، مسار التحرر والديمقراطية واحد. نحن الذين ندافع عن حرية الإعلاميين والناشطين من السعودية إلى مصر وسورية، حتى هؤلاء الذين يشتموننا بشكل شبه يومي.

قد يختلف القارئ مع مواقف "العربي الجديد"، وقد يتفق معها. قد يكره هذا الكاتب فيها أو ذاك، لكنّ ذلك كلّه جزء من التنوّع والديمقراطية التي نحلم بها. احجبوا الموقع، امنعوا توزيع الصحيفة، وهدّدوا زملاءنا. حجب الكلمة مستحيل، والأنظمة التي تخاف من كلمة، إلى زوال لا محالة. هذه أيضاً حقيقة علمية ثابتة.


اقرأ أيضاً: حجب "العربي الجديد": متمسّكون بقيم العروبة والديمقراطية والحريات
المساهمون