15 أكتوبر 2016
لماذا تفشل المعارضة؟
فاروق شريف (سورية)
ماهو أشدُّ من الجراحِ والمآسي التي يصابُ بها الشعبُ في ثورته أن يبتلی بشخصياتٍ معارضة، أشبه بهياكلٍ كرتونية، يكون لها العقدُ والحلُّ في تحديد مصيرهِ ومصير ثورته.
هذا ماعانتْ منه الثورات العربية عموماً، والثورة السورية خصوصاً، فمنذُ اندلاعِ الثورة السورية والساسةُ يتخبطون بين التعنّت السالمي (الزير سالم) واللامبالاة المستعصمية (المستعصم بالله)، حتی استهل العام السادس للثورة، ولا تغيّر يذكر في مسيرتها، وإن كانتْ ثمة تغيرات طفيفة فهي بفعل التداعي الدولي وتلقائية الزمن المتغير، من دون أن يكون للمعارضة السياسية دورٌ في ذلك، علما أن الشخصيات السياسة الغِرّة قد تقع في شرك التخبط. لكنْ، من العجب أن تقع بالشرك الشخصيات السياسية المخضرمة والمجرّبة.
لم تجنِ المعارضة السياسية حتى الآن أي ثمرةٍ تليقُ بها كممثل دولي للشعب السوري، وهذا يعود لعدة أمور: أولها المال السياسي، فلم تكن العلاقة بين المعارضة والأطراف الداعمة لها علاقة المصلحة المتبادلة التي تلزم الطرفين السعي إلى تأمين مصلحة كل منهما، بل كانت مبنيّة علی أساس المصلحة الآنية التي جعلت من المعارضة مجرد "قطع غيار"، فيستغنی عنها وتبدل عند اللزوم، والمال السياسي هو الفاعل الأساسي في اختلاف الطرق السياسية عند المعارضة، وذلك ما ترك أثره علی المزاج الشعبي العام، وعلی الفصائل العسكرية أيضاً.
ثانيها: النخبويـّة المغلقة، ففي بدايات الثورة لم يكن بين الشعب السوري والعالم وسيط لعرض مطالبه، إذ كانت الكاميرا تنقل الهتافات الثورية وتعرض المطالب الشعبية بروح الجماعة، لا الفردية، إلی أنْ تشكلت الأجسام السياسية وصارت هي الممثل السوري للأهداف الثورية، فضربت علی نفسها طوقاً مؤسساتياً يلغي الروح الشعبية للثورة، وصار أقصی ما يربطها بالأرض التماهي مع الفصائل العسكرية، متناسية أن الشعب النازح في الداخل، أو في دول الجوار، يعرف أيضاً كيف يحمل البندقية ويتفنن في استحداث كتائب متی شاء.
ثالثها: القراءات المقلوبة، فكل ما قدمه المعارضون السوريون من قراءات واستشرافات مستقبلية جاء عكس الواقع المعاش، فسقطت الهيبة السياسية، وزاد الشرخُ بينهم وبين العامة.
كل ما في الأمر أن الشعب السوري المتعب يحتاج إلی معارضين، لا تكون رؤوسهم كرأس المملوك جابر، يسلمونها لمن شاء ليكتب فيها كيفما شاء.
يبحث العالم اليوم عن خارطة حل سياسيّ جدي، ليس حبّاً بالشعب السوري، بل لأنّ ألسنة اللهب المتطايرة من الأرض المحترقة بدأت تلسع من أذكوها وتركوها تزداد، ولا خارطة حل بدون أن يكون أصحاب الأرض جزءاً منها، فحريٌّ بالمعارضة أن تترفع عن الشرذمة، وترأب التصدعات لتشكّل هيكلية واضحة المعالم، ثابتة الأركان، مفصّلةً لمطالب واحدة، وعندها، لا مجال للثورة غير النصر.
هذا ماعانتْ منه الثورات العربية عموماً، والثورة السورية خصوصاً، فمنذُ اندلاعِ الثورة السورية والساسةُ يتخبطون بين التعنّت السالمي (الزير سالم) واللامبالاة المستعصمية (المستعصم بالله)، حتی استهل العام السادس للثورة، ولا تغيّر يذكر في مسيرتها، وإن كانتْ ثمة تغيرات طفيفة فهي بفعل التداعي الدولي وتلقائية الزمن المتغير، من دون أن يكون للمعارضة السياسية دورٌ في ذلك، علما أن الشخصيات السياسة الغِرّة قد تقع في شرك التخبط. لكنْ، من العجب أن تقع بالشرك الشخصيات السياسية المخضرمة والمجرّبة.
لم تجنِ المعارضة السياسية حتى الآن أي ثمرةٍ تليقُ بها كممثل دولي للشعب السوري، وهذا يعود لعدة أمور: أولها المال السياسي، فلم تكن العلاقة بين المعارضة والأطراف الداعمة لها علاقة المصلحة المتبادلة التي تلزم الطرفين السعي إلى تأمين مصلحة كل منهما، بل كانت مبنيّة علی أساس المصلحة الآنية التي جعلت من المعارضة مجرد "قطع غيار"، فيستغنی عنها وتبدل عند اللزوم، والمال السياسي هو الفاعل الأساسي في اختلاف الطرق السياسية عند المعارضة، وذلك ما ترك أثره علی المزاج الشعبي العام، وعلی الفصائل العسكرية أيضاً.
ثانيها: النخبويـّة المغلقة، ففي بدايات الثورة لم يكن بين الشعب السوري والعالم وسيط لعرض مطالبه، إذ كانت الكاميرا تنقل الهتافات الثورية وتعرض المطالب الشعبية بروح الجماعة، لا الفردية، إلی أنْ تشكلت الأجسام السياسية وصارت هي الممثل السوري للأهداف الثورية، فضربت علی نفسها طوقاً مؤسساتياً يلغي الروح الشعبية للثورة، وصار أقصی ما يربطها بالأرض التماهي مع الفصائل العسكرية، متناسية أن الشعب النازح في الداخل، أو في دول الجوار، يعرف أيضاً كيف يحمل البندقية ويتفنن في استحداث كتائب متی شاء.
ثالثها: القراءات المقلوبة، فكل ما قدمه المعارضون السوريون من قراءات واستشرافات مستقبلية جاء عكس الواقع المعاش، فسقطت الهيبة السياسية، وزاد الشرخُ بينهم وبين العامة.
كل ما في الأمر أن الشعب السوري المتعب يحتاج إلی معارضين، لا تكون رؤوسهم كرأس المملوك جابر، يسلمونها لمن شاء ليكتب فيها كيفما شاء.
يبحث العالم اليوم عن خارطة حل سياسيّ جدي، ليس حبّاً بالشعب السوري، بل لأنّ ألسنة اللهب المتطايرة من الأرض المحترقة بدأت تلسع من أذكوها وتركوها تزداد، ولا خارطة حل بدون أن يكون أصحاب الأرض جزءاً منها، فحريٌّ بالمعارضة أن تترفع عن الشرذمة، وترأب التصدعات لتشكّل هيكلية واضحة المعالم، ثابتة الأركان، مفصّلةً لمطالب واحدة، وعندها، لا مجال للثورة غير النصر.
مقالات أخرى
31 مايو 2016
20 ابريل 2016
08 ابريل 2016