لماذا تعد نظريات المؤامرة جذابة؟ إليكم التفسير النفسي

15 يوليو 2020
قد يؤمن شخص بنظرية ويرفض أخرى (Getty)
+ الخط -

تغزو نظريات المؤامرة الإعلام والإنترنت وأحاديث الشارع منذ وقت طويل جداً، ولا يبدو أن شيئاً تغير في وجود أعداد هامة من الناشرين والمصدقين، لكن ما هو السبب النفسي الذي يجعل إنساناً يصدقها وينشرها؟ 

عمل عالِم النفس في جامعة نيويورك، جاي فان بافيل، وزملاؤه على فهم العوامل النفسية التي تجعل نظريات المؤامرة جذابة بالنسبة للعديد من الأشخاص، ونشروا مقالة حول هذا الموضوع في دورية Current Opinion in Psychology.

ووجدت الأبحاث السابقة أن الناس لديهم الحافز للاعتقاد بنظريات المؤامرة لثلاثة أسباب. أولاً، تجعل المؤمنين بها يشعرون بالرضا عن أنفسهم وعن الجماعات التي ينتمون إليها. ثانياً، تساعد المؤمنين بها على إيجاد معنى في عالم مُربك. وثالثاً، تدفع المؤمنين إلى الشعور بالأمان والسيطرة.

لكن فان بافيل وزملاءه يؤكدون أيضاً أنه لا يمكن تفسير جميع معتقدات نظرية المؤامرة بهذه الطريقة، ويشيرون إلى "الهوية الاجتماعية" و"التفرد" كسببين نفسيين.

بعض الناس يدعمون هويتهم الاجتماعية بنظريات المؤامرة، كما هو الحال بالنسبة للنازيين الجدد والأساطير حول اليهود.

 لاحظ الباحثون أن بعض الناس يدعمون هويتهم الاجتماعية بنظريات المؤامرة، كما هو الحال بالنسبة للنازيين الجدد والأساطير حول اليهود.

في المقابل، الأشخاص الذين يعتقدون أن الأرض مسطحة أو أن الحكومة تسيطر عليها السحالي من الفضاء الخارجي لا يستمدون أي نوع من الهوية الاجتماعية من معتقداتهم. بدلاً من ذلك، يرون أنفسهم على أنهم "مميزون" و"متفردون" لأنهم مطلعون على المعرفة التي ليست لدى الآخرين أو لا يرغبون في قبولها.

لفهم كيفية عمل هذين الدافعين، الهوية الاجتماعية والتفرد، حول فان بافيل وزملاؤه انتباههم إلى جانب خصائص نظريات المؤامرة. 

ويقترح الباحثون أن جميع نظريات المؤامرة لديها مجموعة من الصفات المشتركة. هذه هي الخصائص الهيكلية التي تجعل اعتقاداً معيناً نظرية مؤامرة. 

على سبيل المثال، تشير جميع نظريات المؤامرة إلى مجموعة معينة تتآمر لخداع المجتمع أو إلحاق الضرر به (الحكومة، شركات الأدوية…)، كما تشير إلى مجموعة منفصلة من الناس، المؤمنين بالنظرية، الذين يعرفون عن المؤامرة ويحاولون فضحها بنشاط.

في المقابل، أولئك الذين يسعون إلى تمييز أنفسهم عن المجتمع، ينجذبون إلى دوافع التفرد التي توفرها صفات نظريات المؤامرة.

وبسبب "المعرفة الداخلية" التي يعتقد المؤمن أنه حصل عليها، يميل الراغب في التفرّد إلى الاعتقاد بنظريات المؤامرة المتعددة، وربما حتى المتناقضة.

ويجادل فان بافيل وزملاؤه بأن محتوى وخصائص نظريات المؤامرة توفر دوافع منفصلة للمؤمنين. الذين يؤمنون بنظرية ما قد يرفضون الأخرى التي لا صلة لها بهويتهم الاجتماعية.

المساهمون