06 مايو 2014
لكم انتخاباتكم ولنا ثورتنا
كانت نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في مصر في العام ٢٠١٢ صادمة لقطاع كبير من القوى السياسية والثورية المصرية، حيث رأوا أن النتيجة قد تكون محسومة بفوز مرشح المؤسسة العسكرية، أحمد شفيق، خصوصاً بعد انفراد وسائل الإعلام المصرية بالدعاية له. وتعالت أصوات مشككة بنزاهة الانتخابات، ورفعت دعاوى قضائية بذلك، كانت إحداها من زعيم التيار الشعبي، حمدين صباحي، والذي احتل المركز الثالث، طالب فيها بإعادة الجولة الأولى، وأقام أيضاً محامون عديدون، آنذاك، دعاوى قضائية، مطالبين فيها بتمكين صباحي من خوض جولة الإعادة، واستبعاد شفيق استناداً إلى قانون العزل السياسي. ورفضت الدعويان، وانتظمت الجولة الثانية بين محمد مرسي وأحمد شفيق.
وقتها، طالبت قوى ثورية وسياسية كثيرة مرشح جماعة الإخوان المسلمين، الدكتور محمد مرسي، بالانسحاب من الجولة الثانية من انتخابات الرئاسية، لإسقاط شرعيتها، وأصدرت حملة حمدين صباحي بياناً مفصلاً، تشرح فيه أسباب طلبهم من مرشح "الإخوان" الانسحاب وطالبوه، وجماعته بإعطاء الفرصة، لتشكيل حملة وطنية مع القوى الثورية والسياسية لإسقاط شفيق، ومحاكمته بتهم الفساد، مؤكدين أن الثوار لن يسمحوا ببقاء النظام السابق، أو إعادة إنتاجه.
قابل "الإخوان المسلمون" هذا الطلب بالرفض، متمسكين بحقهم في خوض الجولة الثانية بعد فوزهم في الجولة الأولى، وكردة فعل، شنت قوى سياسية وثورية هجوماً حاداً على "الإخوان" ومرشحهم.
وعلى هامش الجولة الأولى، وجه حمدين صباحي رسالة إلى "الاخوان المسلمين"، فحواها (إن كنتم تريدون الحفاظ على الثورة وأهدافها، ووجودكم كقوى وطنية، فعليكم سحب مرشحيكم (مرسي والشاطر)، والالتفاف على مرشح وطني لمواجهة عمر سليمان).
وكانت أسباب كثيرة خلف مطالبة "الإخوان" بسحب مرشحهم، ومقاطعة انتخابات الإعادة، فهل تغير أحد هذه الأسباب، ليصبح خوض الانتخابات القرار الأمثل الآن؟
تبدلت الأدوار، ولعب القدر دوره بمنتهى الاحترافية، فاليوم، وبعد أكثر من عامين، تعلو أصوات تطالب بانسحاب حمدين صباحي من الانتخابات الرئاسية للأسباب نفسها. ولا أحد يستطيع أن ينكر أن أزمة الثقة لا تزال موجودة، إن لم تكن قد تفاقمت بين من يديرون العملية الانتخابية وكثيرين من القطاعين، الثوري والسياسي.
لا أحد يستطيع أن ينكر أن النظام القديم، وفلوله، والثورة المضادة وأذنابها تدعم، وبكل قوة، المرشح الآخر ضد صباحي. ولا أحد يستطيع أن ينكر أن قانون الانتخابات معيب، ويحول دون تكافؤ الفرص، ويقضي على تعددية الاختيار، ويمنع مشاركة قامات وطنية وسياسية عديدة، ويجحد حق التقاضي، ولا يضمن نزاهة العملية الانتخابية برمتها.
لا شك أن انتخابات نزيهة تعددية، بضمانات حقيقية، هي هدف كل القوى الوطنية والسياسية المصرية. وأتفهم، بشدة، وجهة النظر التي ترى أن خوض حمدين صباحي الانتخابات أمام السيسي ليس إلا استكمالاً للمشهد الديموقراطي، وأن الأمر محسوم مسبقاً لصالح السيسي ونظامه، فمن البديهي والمنطقي، لكي يفوز السيسي بالرئاسة، يجب أن يكون هناك من يخسرها، تحت شعار الشعب يختار... هنيئاً لكم بعرسكم الديموقراطي، لكم انتخاباتكم ولنا ثورتنا.
وقتها، طالبت قوى ثورية وسياسية كثيرة مرشح جماعة الإخوان المسلمين، الدكتور محمد مرسي، بالانسحاب من الجولة الثانية من انتخابات الرئاسية، لإسقاط شرعيتها، وأصدرت حملة حمدين صباحي بياناً مفصلاً، تشرح فيه أسباب طلبهم من مرشح "الإخوان" الانسحاب وطالبوه، وجماعته بإعطاء الفرصة، لتشكيل حملة وطنية مع القوى الثورية والسياسية لإسقاط شفيق، ومحاكمته بتهم الفساد، مؤكدين أن الثوار لن يسمحوا ببقاء النظام السابق، أو إعادة إنتاجه.
قابل "الإخوان المسلمون" هذا الطلب بالرفض، متمسكين بحقهم في خوض الجولة الثانية بعد فوزهم في الجولة الأولى، وكردة فعل، شنت قوى سياسية وثورية هجوماً حاداً على "الإخوان" ومرشحهم.
وعلى هامش الجولة الأولى، وجه حمدين صباحي رسالة إلى "الاخوان المسلمين"، فحواها (إن كنتم تريدون الحفاظ على الثورة وأهدافها، ووجودكم كقوى وطنية، فعليكم سحب مرشحيكم (مرسي والشاطر)، والالتفاف على مرشح وطني لمواجهة عمر سليمان).
وكانت أسباب كثيرة خلف مطالبة "الإخوان" بسحب مرشحهم، ومقاطعة انتخابات الإعادة، فهل تغير أحد هذه الأسباب، ليصبح خوض الانتخابات القرار الأمثل الآن؟
تبدلت الأدوار، ولعب القدر دوره بمنتهى الاحترافية، فاليوم، وبعد أكثر من عامين، تعلو أصوات تطالب بانسحاب حمدين صباحي من الانتخابات الرئاسية للأسباب نفسها. ولا أحد يستطيع أن ينكر أن أزمة الثقة لا تزال موجودة، إن لم تكن قد تفاقمت بين من يديرون العملية الانتخابية وكثيرين من القطاعين، الثوري والسياسي.
لا أحد يستطيع أن ينكر أن النظام القديم، وفلوله، والثورة المضادة وأذنابها تدعم، وبكل قوة، المرشح الآخر ضد صباحي. ولا أحد يستطيع أن ينكر أن قانون الانتخابات معيب، ويحول دون تكافؤ الفرص، ويقضي على تعددية الاختيار، ويمنع مشاركة قامات وطنية وسياسية عديدة، ويجحد حق التقاضي، ولا يضمن نزاهة العملية الانتخابية برمتها.
لا شك أن انتخابات نزيهة تعددية، بضمانات حقيقية، هي هدف كل القوى الوطنية والسياسية المصرية. وأتفهم، بشدة، وجهة النظر التي ترى أن خوض حمدين صباحي الانتخابات أمام السيسي ليس إلا استكمالاً للمشهد الديموقراطي، وأن الأمر محسوم مسبقاً لصالح السيسي ونظامه، فمن البديهي والمنطقي، لكي يفوز السيسي بالرئاسة، يجب أن يكون هناك من يخسرها، تحت شعار الشعب يختار... هنيئاً لكم بعرسكم الديموقراطي، لكم انتخاباتكم ولنا ثورتنا.